في رحاب القدس| بالعهدة العمرية و"الفناء".. مسجد عمر بن الخطاب يوثق سماحة الإسلام

في رحاب القدس| بالعهدة العمرية و"الفناء".. مسجد عمر بن الخطاب يوثق سماحة الإسلام
- القدس
- مسجد عمر بن الخطاب
- فلسطين
- فطار وسحور
- عمر بن الخطاب
- العهد العمرية
- في رحاب القدس
- صفرونيوس
- كنيسة القيامة
- الديانات الأخرى
- رمضان 2018
- شهر رمضان
- القدس
- مسجد عمر بن الخطاب
- فلسطين
- فطار وسحور
- عمر بن الخطاب
- العهد العمرية
- في رحاب القدس
- صفرونيوس
- كنيسة القيامة
- الديانات الأخرى
- رمضان 2018
- شهر رمضان
بمئذنة ارتفاعها 15 مترًا، يراها كل مقيم ومقبل على القدس، يقع مسجد عمر بن الخطاب، أبرز المعالم الإسلامية في مدينة داوود، في موقع يعج بالمصلين مسلمين وأقباط، إذ إنه في المنطقة الجنوبية لكنيسة القيامة، ويربط الكنيسة بـ"الخانقاة الصلاحية"، وحارة النصارى بشارع العامدي، ويتوسط أسواق القدس القديمة.
يجسد المسجد سماحة الإسلام مع الديانات الأخرى في أبهى صورها، عبر مشهدين مختلفين، أولهما أنه يوثق رفض عمر بن الخطاب الصلاة داخل كنيسة القيامة، خوفا من اقتداء المسلمين به في ذلك، ما يضطرهم لهدم الكنيسة وبناء مسجدا محلها.
فبعد أن تسلم عمر بن الخطاب، مفاتيح بيت المقدس من البطريريك "صفرونيوس"، خطب أمير المؤمنين في أهل بيت المقدس، قائلا: "يا أهل إيلياء لكم ما لنا وعليكم ما علينا"، ثم دعاه البطريرك لتفقد كنيسة القيامة فلبى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها، فقال له البطريرك: "مكانك صل"، فقال بن الخطاب: "ما كان لعمر أن يصلي في الكنيسة، فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا"، وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى "مكان بفناء المسجد"، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا، أطلقوا عليه مسجد عمر بن الخطاب.
وثاني الشواهد التي تجسد سماحة الإسلام مع الديانات الأخرى، والتي يقف مسجد بن الخطاب شامخًا ليوثقها في المدينة هي العهدة العمرية، وهي الوثيقة التي سلمها عمر بن الخطاب لأهل القدس، عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، أمنهم فيها على كنائسهم وممتلكاتهم، واعتبرت واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس.
وثُبت نص "العهدة العمرية" على لوح من الرخام، داخل المسجد، ليشهد القاصي والداني على سماحة ثاني الخلفاء الراشدين والدين الإسلامي الحنيف، والتي جاء بنصها: "هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم".
شُيد مسجد عمر بن الخطاب بالقدس، عام 1193 ميلادية، بحسب كتاب "مسجد كتاب عمر بن الخطاب" للدكتور يوسف سعيد النتشة، رئيس قسم الآثار بدائرة الأوقاف الإسلامية في فلسطين، وكان مسجدا صغيرا جدا مع الفتح الإسلامي حتى عام 1194، وبنى المسجد في شكله الحالي الملك الأفضل بن السلطان صلاح الدين يوسف، أحد ملوك الدولة الأيوبية، وأرفق به قبته القائمة حاليا.
جددت المئذنة عام 1465 ميلاديا، وأصبحت على ما هي عليه الآن في شكلها المربع، وتشابه في شكلها المآذن المملوكية إلى حد كبير جدا.
أبنية متقاطعة، وأعمدة عملاقة متداخلة من الطوب والحجر، شكلت المسجد في صورته الحالية، لترسمه تحفة معمارية فريدة امتدت عبر 9 عقود، قبل أن يرمم ويُوسع عام 1975.
المسجد العامر بالتجار والوافدين طوال اليوم، به مكتبة ويتبع دائرة الأوقاف الإسلامية، وتشرف عليه.
ويجتذب المسجد وفودا كثيرة من خارج العالم الإسلامي، ليتأملوا تحفة معمارية أثرية فريدة، ويسعى كثير من المسلمين القادمين للصلاة في المسجد، ليصلوا مكان عمر بن الخطاب، فعلى خطر الفاروق عمر تحلو الصلاة، ويحلو الخشوع للمولى عز وجل.