في رحاب القدس| مقام النبي صموئيل.. حكاية مسجد تحول لكنيس يهودي

كتب: دينا عبدالخالق

في رحاب القدس| مقام النبي صموئيل.. حكاية مسجد تحول لكنيس يهودي

في رحاب القدس| مقام النبي صموئيل.. حكاية مسجد تحول لكنيس يهودي

من بين عدد من المناطق الأثرية والتراثية التى تزخر بها فلسطين، إلا أن لقرية النبي صموئيل، في شمالي غرب القدس بالضفة الغربية، والمعروفة أيضًا بـ"برج النواطير"، مكانة كبيرة في نفوس الكثيرين لما تحويه من مناطق أثرية لكل الأديان السماوية، كما أنها تقع على تلة استراتيجية، ترتفع نحو 885 مترًا فوق سطح البحر، فكانت ذات أهمية بالغة لكل الغزاة والفاتحين لمدينة القدس.

ويعتبر مسجد النبي صموئيل أحد المعالم الإسلامية والأبرز بالقرية، حيث أثار مطامع يهودية وصهيونية طوال قرون، وورد في تفسير الطبري أن صموئيل هو النبي الذي جاء بعد يوشع عليه السلام وقبل دواد عليه السلام، وأنه هو النبي الذي قال له بنو إسرائيل: "ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله"، الواقعة التي ذكرها في سورة البقرة.

ويضم المسجد التاريخي مقاما للنبي صموئيل وتدعي جهات إسرائيلية، أنه مقام يهودي، وبُني أسفل المسجد كنيس يهودي لتأدية الصلاة فيه يحمل الاسم نفسه، وفقا لوكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، مضيفة أن المسجد بناء قديم مؤلف من 3 طوابق، الطابق الأرضي وهو عبارة عن مغارة، وللمسجد مئذنة، وفيه 10 غرف واسعة، منع الاحتلال المسلمين من ترميمها، وللمسجد ساحات كبيرة فيها آبار وأشجار زيتون.

وتخضع القرية في هذه الأيام لمشروع تهويدي بدأه الاحتلال في السابق شمل مسجدها التاريخي ومحيطه وآثاره العربية والإسلامية العريقة، حيث استولى على المسجد إلا قاعة صغيرة لصلاة المسلمين، وقام بتهويد ضريح النبي صموئيل وبنى فيه كنيسا جعله مزارا للمستوطنين، ومكانا يؤدون فيه طقوسهم التلمودية.

وأقامت سلطات الاحتلال على أراضي القرية مستوطنة، بعد أن هدمتها عام 1967، لبناء وتوسيع الحي اليهودي، ومصادرة آلاف الأمتار و595 بناية، إضافة إلى 5 جوامع و4 مدارس قديمة تحوي سوقا عربيا تاريخيا هو "الباشورة".

ومنذ احتلالها في 1967، تتعرض القرية لحملات هدم، وتهجير وحصار، ولم يبق من سكانها سوى ربعهم الذين يقيمون بجوارها بعدما اقتلاعوا منها غداة هدمها من جيش الاحتلال عام 1971 بذريعة إنقاذ آثار نادرة، ومنذ ذلك الحين يتعرض مسجد القرية للحصار ومحاولات التهويد، بعد الاستيلاء التدريجي عليه، وفقا لموقع "القدس العربي".

فيما تضمن تقرير لمنظمة "عيمق شافيه" الإسرائيلية المتخصصة بمكانة علم الآثار في المجتمع والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أن الحفريات الأثرية الجارية منذ 1992 في قرية النبي صموئيل لم تظهر أي شيء يدل على آثار يهودية.


مواضيع متعلقة