في رحاب القدس| كنيسة القيامة.. هنا دُفن السيد المسيح

كتب: رقية عنتر

في رحاب القدس| كنيسة القيامة.. هنا دُفن السيد المسيح

في رحاب القدس| كنيسة القيامة.. هنا دُفن السيد المسيح

بقعة طاهرة، ضمت بين ترابها رفات المسيح، حيث دفن وقام، إليها يحج مسيحيو الأرض، وداخلها يشهد الملايين كل عام انبثاقا للنار المقدسة من قبر المسيح عشية عيد الفصح الأرثوذكسي، ومن هذا المنطلق اكتسبت كنيسة القيامة أهمية كبيرة بين جموع طوائف الديانة المسيحية.

تقع كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس، كما يطلق عليها البعض، داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبالتحديد في الحي المسيحي، حسب ما ذكر مركز المعلومات الوطني الفلسطيني "وفا"، ويحيط بها مجموعة من المباني التاريخية والأثرية والتي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، وتحتوي أيضا على قبر يوسف الراعي وأسرته، وقبور أخرى تضم رفات بعض القادة الصليبيين، ويدير شؤونها ممثلون عن مختلف الكنائس، فهناك بطريركية اليونان الأرثوذكس، والفرانسيسكان من كنيسة الرومان الكاثوليك والبطريركية الأرمنية، فضلا عن الأقباط، والإثيوبيين، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية.

وتعد "القيامة" من المعالم الدينية القليلة الشاهدة على التسامح الديني، فطبقا لما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، تملك مفاتيح الكنيسة عائلة مسلمة تدعى "جودة" منذ عام 638م، تولت حفظ المفاتيح وتناقلتها من يد لأخرى عبر المراحل التاريخية للمدينة المقدسة، فيما تشرف عليها عائلة مسلمة أخرى تدعى "نسيبة"، تفتح وتغلق باب الكنيسة يوميا، ويعود ذلك إلى الخلاف بين الطوائف المسيحية، إبان دخول صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس 1187، على حيازة المفتاح.

وبنيت الكنيسة فوق "الجلجلة"، مكان الصخرة التي يُعتقد أن المسيح صلب عليها، وتعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية في العالم المسيحي؛ لاحتوائها على المكان الذي دفن فيه المسيح، واسمه القبر المقدس، وسُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى قيامة يسوع من بين الأموات في اليوم الثالث من الأحداث التي أدت إلى موته على الصليب، بحسب العقيدة المسيحية، وعُثر على هذا المكان من مبعوثي إمبراطور روما قسطنطين بعد مرور 3 قرون من صلب المسيح.

أول من بنى الكنيسة كانت الملكة "هيلانة" عام 335م، وفي عام 614م، احترقت الكنيسة على يد الفرس ليعيد بناءها الراهب مود ستوس بعد عامين من الحريق، وفي عهد "الإخشيدي" سلطان مصر 965م تعرضت لحريق آخر وأعيد إعمارها عام 980م، ثم هدمت بكاملها، وبنيت مرة أخرى، وعندما جاء الصليبيون أجروا عليها الترميمات اللازمة، ووحدوا أبنيتها ومعابدها، وجمعوها في بناية واحدة.

لم يتعرض لها القائد صلاح الدين الأيوبي للكنيسة عندما حرر القدس من الصليبيين، بل حافظ عليها، واحترم مكانتها الدينية، وفي عام 1808م، أتى عليها حريق كبير، دمر جوانب فنية عديدة، حيث رممت فيما بعد وفي عام 1834م، ضربها زلزال كبير، فيما تعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل نفقات تعميرها، على أن يتم ذلك تحت إشراف السلطات العثمانية. وتبع ذلك زلزال آخر عام 1927م أثر على أساساته؛ ما حدا بسلطات الانتداب البريطاني أن تضع دعامات حديدية وخشبية لحمايتها من الكوارث الطبيعية.

وتتألف الكنيسة، حسب ذكر الدكتور حنا عيسى بأحد مقالاته بعنوان "تاريخ كنيسة القيامة"، من بناء قديم ضخم يحوي القبر وكنائس عدة ومصليات ومزارات وغيرها، وتقدر مساحتها بـ7800م²، وتضم دير إبراهيم، ومصلى الأرمن، وكنيسة للقبط "كنيسة القديس ميخائيل"، وكنيسة الروم الأرثوذكس، وكنائس القديس يعقوب، ومريم المجدلية والأربعين شهيدا، فضلا عن وجود حجر الدهن أو المسح؛ إذ يعتقد أن جسد المسيح وضع عليه حيث حنطه نيقوديموس، إلى جانب حجرة " مصلى الملائكة"، في وسطها حجر يعتقد أنه الحجر الذي دحرجه الملاك عن القبر، ومنها يصل الداخل إلى حجرة الضريح، حيث القبر نفسه.

 


مواضيع متعلقة