«المنصورة».. مدينة هادئة هزمتها الأزمات

«المنصورة».. مدينة هادئة هزمتها الأزمات
ضاقت شوارع المنصورة بسياراتها وتحولت إلى جراجات كبيرة خاصة وقت الظهيرة، إضافة إلى العشوائية فى التنظيم والتخطيط المرورى، وتعرض المواطنين لجشع سائقى الأجرة والسرفيس والتاكسى، خاصة مع ظهور أى أزمة من أزمات الوقود نتيجة غياب الانضباط المرورى، وخشية الشرطة الاحتكاك بالسائقين بعد تلويحهم بالإضراب مع كل أزمة.
خلال الأزمة الأخيرة للوقود فشل السائقون فى رفع الأجرة من 50 قرشاً إلى جنيه بعد رفض المحافظ، فقرروا تقسيم خطوط السير إلى جزأين وفى بعض الأحيان إلى 3 أجزاء، ما أدى إلى ظهور خطوط جديدة غير معترف بها فى المرور مثل خط الجامعة - سندوب، وموقف طلخا الجديد.
وتزداد معاناة سكان المنصورة كل يوم خاصة مع كثرة المترددين على المدينة يومياً، أكثرهم من طلبة جامعة المنصورة الذين يصل عددهم إلى نحو 120 ألف طالب، إضافة إلى وجود 17 مركزاً طبياً متخصصاً يتردد عليها سكان المحافظات المجاورة.[secondImage]
وفى إطار محاولات حل الأزمة، طرح اللواء صلاح المعداوى فكرة إنشاء مترو أنفاق فى المدينة على عدة مراحل، بعد أن فشلت كل محاولات حل الأزمة، مثل جعل السير فى الشوارع الرئيسية فى اتجاه واحد فقط كما هو الحال فى شارع الجمهورية وجيهان وجزء كبير من شارعى الترعة والجلاء.
«الوطن» رصدت الأزمة داخل موقف سيارات الأجرة «عدن» بوسط مدينة المنصورة.
«فتحنا مزاد على عمل أتوبيس نهرى يربط منطقة المحافظة بالجامعة فلم يتقدم أحد له»، هذا ما أكده موظف بمبنى المحافظة رفض ذكر اسمه، وقال إن المحافظ ظل يتغنى بهذا المشروع كثيراً ولكن لم يتمكن من تنفيذه.
قال محمد عبدالعظيم، طالب بكلية التجارة، إن «مشكلة المواصلات أصبحت بلا حل، نتيجة غياب الدور المرورى المقتصر فقط على التشريفة من أمام مديرية أمن الدقهلية حتى وصول المحافظ من عمله إلى استراحته، تاركين المواطنين يطحنون وسط هموم الحياة وأعبائها».
وقالت ليلى عيسى، موظفة بجامعة المنصورة: «أقيم بقرية دموه التابعة لمركز دكرنس، وأحضر إلى محل عملى يوميا بالجامعة، إلا أننى أعانى بسبب رفع السائقين الأجرة من جنيه ونصف إلى 2 جنيه ونص، وعندما سألت عن السبب كان الرد: الجاز غالى واللى مش عجبه مايركبش».
وقال المهندس على شومان: «عندما أريد أن أدخل للمنصورة من كوبرى جديلة أو أخرج منه أحتاج إلى ساعة نظراً لقيام سائقى التاكسى بإغلاق مدخل الكوبرى بصورة متكررة يوميا، خاصة فى أوقات الذروة فى الصباح وبعد الظهر».
وقال الدكتور عادل المرسى: «ألجا إلى الطريق الدائرى خارج المنصورة وأحتاج فيه إلى نصف ساعة، وذلك لأن السير فى شارع الجمهورية أصبح مغامرة، مرة يمكن أن أقطعة فى 5 دقائق وأحيانا كثيرة يمكن أن أقطعه فى أكثر من ساعة».
«أكره نفسى عندما أذهب بمريض إلى مستشفى الطوارئ بشارع جيهان»، هذا ما قاله السيد مصطفى، سائق سيارة إسعاف، وأضاف: «كل الطرق مغلقة تماما حتى شارع المستشفى نفسه، الذى أصبح مكانا للباعة الجائلين، ولا يقدر أحد حياة المريض أو المصاب».
ويقول السيد عبدالعظيم، موظف: «المعاناة تبدأ منذ خروجى من منزلى بمدينة طلخا متوجهاً إلى جامعة المنصورة، فالسائقون يبدأون رحلتهم من منتصف المدينة وليس من بداية الخط عند الموقف الجديد، باعتبار أن الشوارع يتم تقسيمها إلى 3 رحلات، أولها الموقف الجديد إلى الموقف القديم بوسط المدينة، ومن الموقف القديم إلى شارع جيهان، ومن شارع جيهان إلى الموقف الجديد مرة أخرى».
وقالت ريهام محمود، موظفة: «المعاناة هنا نجدها فى جشع السائقين بعد رحلة العذاب فى المواصلات، فأثناء العودة من العمل نجد السائقين يتخذون مساراً جديداً بعيداً عن وسط المدينة بحجة وجود زحام، فبدلا من أن يمر على محطات: جيهان، الثانوية، العباسى، كوبرى طلخا، طلخا.. نجده يتوجه مباشرة من أمام الجامعة إلى موقف طلخا الجديد، ويطالبنا بدفع الأجرة مضاعفة 3 مرات».
وقال اللواء أسامة بكر، مدير إدارة مرور الدقهلية، إن «هناك خطة لعمل كوبرى كهربائى أمام كوبرى طلخا، لنقل المشاة من شارع بورسعيد وشارع الجمهورية، تمت الموافقة عليه قبل 3 سنوات إلا أنه لم ينفذ نظراً لأن عبور المشاة للشارع فى تلك المنطقة يؤثر مباشرة على حركة المرور»، وأضاف: «نلجأ إلى الحلول الهندسية فى تنظيم المرور بعيداً عن الحلول البشرية، فعدلنا خطوط السير أمام بوابة جامعة المنصورة بشارع الجلاء، وكذلك فى مدخل المنصورة من ناحية كوبرى جديلة، ولكن كل ذلك يحتاج إلى توعية للمواطنين أيضاً»، وأكد أن وجود عدد كبير من المولات التجارية والسوبر ماركت فى المنصورة تسبب فى أزمة كبيرة.
أخبار متعلقة:
إهمال بالألوان.. مصر «المخنوقة»
«رمسيس».. أكبر وأقدم شوارع الفوضى فى مصر
ميدان «الجيزة».. «ثكنة عشوائية» يحكمها الباعة والسائقون
ميدان لبنان والمحور.. حيث لا مكان لموضع «إطار سيارة»
«العتبة» تحت الحصار.. مواقف عشوائية وسيارات البضائع وانفلات أمنى
«زنقة» نفق إمبابة.. «مستعمرة» الباعة الجائلين و«أكوام القمامة»
عروس البحر الأبيض.. جراج كبير فى الصيف.. وزحام «رايح جاي»
«أسيوط».. مطبات وركن فى الممنوع وطوابير أمام «محطات الوقود»