عروس البحر الأبيض.. جراج كبير فى الصيف.. وزحام «رايح جاي»

كتب: هيثم الشيخ وحازم الوكيل

عروس البحر الأبيض.. جراج كبير فى الصيف.. وزحام «رايح جاي»

عروس البحر الأبيض.. جراج كبير فى الصيف.. وزحام «رايح جاي»

مع اقتراب شهور الصيف تزايدت الأزمة المرورية فى الإسكندرية، لتصل إلى مرحلة الشلل التام فى عدد كبير من المناطق الحيوية بالمحافظة، ما يؤثر على حركة السير، ويتسبب فى خسائر وأضرار جسيمة للمواطنين. وتتحول عروس البحر الأبيض المتوسط إلى جراج كبير للسيارات الأجرة والملاكى والنقل العام، بدءاً من وقت الظهيرة فى الساعة الحادية عشرة وحتى الساعة الخامسة مساء، وهو الوقت الذى يشهد خروج طلاب المدارس والجامعات وانتهاء عمل قطاعات كبيرة من الموظفين والعمال، إذ يصعب على أى من أبناء المحافظة التحرك فى هذا التوقيت سواء بالمواصلات العامة أو بسيارته الملاكى.[secondImage] وتشتد معاناة أهالى غرب الإسكندرية بسبب تكدس السيارات بشكل يومى على طريق العجمى وشارع المكس، نتيجة السماح لسيارات النقل الثقيل بالسير على هذا الطريق لدخول ميناء الدخيلة والخروج منه والتوجه إلى الطريق الدولى لتوزيع البضائع فى المحافظات المختلفة، على الرغم من وجود كوبرى القبارى الذى يصل بين الطريق والميناء عبر بوابته رقم 27. وتستمر أزمة توقف كوبرى القبارى منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب عطل فى أحد اتجاهاته، وتقاعس الجهات الحكومية عن إصلاحه، على الرغم من إنفاق مبالغ طائلة بشكل مستمر على إصلاح الأضرار البالغة التى يسببها سير النقل الثقيل على الطرق الداخلية. يقول أحمد السيد، أحد سكان منطقة العجمى، غرب الإسكندرية، إنه لا يستطيع الذهاب إلى عمله فى العديد من الأيام نتيجة توقف سير المرور بالطريق الدولى، وكأن سكان العجمى يعيشون فى «عالم تانى». ويضيف: «بيتصلوا بيا فى الشغل بقولهم أنا فى الأتوبيس والطريق الدولى واقف، هعمل إيه مش هشيل الأتوبيس وآجى الشغل»، موضحاً أن الشلل المرورى الذى يصيب العجمى قد يؤدى إلى استمرار وقوف السيارات لنحو 4 ساعات فى الطريق. وكان مئات من أهالى مناطق الدخيلة والمكس والهانوفيل والبيطاش وأبويوسف والكيلو 21 ووادى القمر، تقدموا بشكاوى عديدة لديوان المحافظة فى عهد النظام السابق، وعاودوا التقدم بها مرة أخرى إلى الدكتور حسن البرنس، نائب محافظ الإسكندرية والقيادى الإخوانى، منذ شهور، لكنهم لم يجدوا أى ردود أو تجاوب مع مطالبهم. وأرفق أشرف فاروق، محامى الأهالى، عدداً من الخطط الممكنة لتخفيف الحمل على الطريق الرئيسى فى الشكوى التى تقدم بها، منها إصلاح كوبرى القبارى أو تمهيد طريق أم زغيو أو إنشاء كوبرى يبدأ من الترسانة البحرية فى منطقة الورديان حتى الكيلو 21 من على الساحل، وهو ما اعتبره آخر الحلول لارتفاع تكلفته. وفى السياق ذاته، تشتد الأزمة المرورية فى شارع أبوقير وسط وشرق المحافظة، الذى يُعد شريان الحياة للإسكندرية والرابط الأساسى بين أحيائها، لدرجة تجعل الحياة تتوقف بشكل كامل فيها، بسبب امتناع الأجهزة المعنية عن تمهيد طريق قنال المحمودية، الموازى لأبوقير على الرغم من كونه لا يحتاج إلى تكاليف باهظة. وكان كل محافظ جديد يتولى المسئولية فى الإسكندرية يطلق تصريحات، فى بداية عهده، بأن تمهيد «المحمودية» فى أول اهتماماته لإنقاذ الإسكندرية من الأزمة المرورية الطاحنة، لكن الوعود سريعاً ما تذهب أدراج الرياح، والتى كان آخرها منذ 5 أسابيع على لسان «البرنس». وتعد منطقة المنشية ومحطة الرمل من أصعب محطات الأزمة المرورية بالمحافظة، حيث تعتبر هى المحول الرئيسى بين المناطق المختلفة، وتتطلب توسعات فى الشاطئ وتعانى النقص فى الإشارات المرورية الإلكترونية والتحويلات والتفريعات، ما يجعلها مصدراً للشلل المرورى على طول كورنيش عروس البحر الأبيض المتوسط. وفى الطريق إلى منطقتى المعمورة والمنتزه، بطريق الكورنيش، تضطر السيارات للانتظار لمدة تصل للساعات فى المساء عند المرور بشارع خالد بن الوليد، وذلك لأن تلك المنطقة لم تشملها مراحل التوسعة المختلفة التى تمت فى كورنيش الإسكندرية. وتزداد الأزمة بشارع خالد بن الوليد، خاصة فى شهر الصيف، إذ يتسبب الازدحام المرورى فى تلك المنطقة فى إصابتها بالشلل التام. وينتظر أهالى المحافظة أى حلول لأزمة الازدحام المرورى، الذى كثيراً ما تسبب فى مقتل مرضى داخل سيارات الإسعاف قبل أن تقلهم إلى المستشفيات، وتسبب فى حوادث طرق لقى المئات مصرعهم فيها، فضلاً عن إهدار الوقت والجهد لكافة المواطنين. ويقول اللواء مدحت قريطم، مدير مرور الإسكندرية، إن المديرية أعدت خطة لإنهاء الاختناقات المرورية بمختلف مناطق الإسكندرية، وقال إنه يتم استخدام أسلوب متطور لمتابعة سير المرور بالاستعانة بغرفة المراقبة بمديرية أمن الإسكندرية والمزودة بكاميرات ترصد حركة السيارات بمختلف الشوارع، وذهاب رجال المرور إلى المناطق التى يرصد فيها اختناقات مرورية، ويضيف أن رجال المرور لم يغيبوا عن الشارع بالإسكندرية، ويعملون فى أصعب الظروف، وأن كافة الاختناقات المرورية لها أسباب عديدة ومنها طبيعة الطرق، وزيادة أعداد السيارات فى أوقات بعينها مثل أوقات الظهيرة، موضحاً أن إدارة مرور الإسكندرية لديها خريطة بمختلف المواقع التى من المتعارف وجود اختناقات مرورية بها، ويتم تكليف رجال المرور بالمناطق المختلفة بتكثيف وجودهم بتلك المناطق. وقال مدير مرور المحافظة إنه جرى إنشاء «كول سنتر» لوحدة مرور شرق المدينة وذلك لتقديم خدمة تجديد رخص السيارات الملاكى عن طريق الاتصال التليفونى من قِبل مالك السيارة من خلال رقم تليفون محدد وتم إنشاء مكان مجهز بأعلى التقنيات الحديثة والحاسب الآلى، وتتلخص الخطوات فى الاتصال بالرقم المخصص للخدمة، ويقوم الموظف المختص بتلقى الاتصال بأخذ بيانات المركبة وبيانات المتصل الشخصية، ثم يتم فحص ملف السيارة من خلال تلك البيانات، والتأكد من قيمة الرسوم المقررة على السيارة، وتحديد موعد محدد للحضور لدفع قيمة الرسوم واستلام الرخصة بعد استيفاء ملف المركبة، وذلك فى مدة أقصاها 10 دقائق. أخبار متعلقة: إهمال بالألوان.. مصر «المخنوقة» «رمسيس».. أكبر وأقدم شوارع الفوضى فى مصر ميدان «الجيزة».. «ثكنة عشوائية» يحكمها الباعة والسائقون ميدان لبنان والمحور.. حيث لا مكان لموضع «إطار سيارة» «العتبة» تحت الحصار.. مواقف عشوائية وسيارات البضائع وانفلات أمنى «زنقة» نفق إمبابة.. «مستعمرة» الباعة الجائلين و«أكوام القمامة» «المنصورة».. مدينة هادئة هزمتها الأزمات «أسيوط».. مطبات وركن فى الممنوع وطوابير أمام «محطات الوقود»