«زنقة» نفق إمبابة.. «مستعمرة» الباعة الجائلين و«أكوام القمامة»

كتب: عبدالفتاح فرج

«زنقة» نفق إمبابة.. «مستعمرة» الباعة الجائلين و«أكوام القمامة»

«زنقة» نفق إمبابة.. «مستعمرة» الباعة الجائلين و«أكوام القمامة»

عشوائية، وزحام «مستطير» وأزمة مرورية خانقة غابت عنها الدولة بكل وسائلها، فسيطر عليها الباعة الجائلون مع أصحاب المحلات والسائقون.. هكذا حال منطقة «نفق المنيرة» بقلب حى إمبابة. ورغم أن منطقة النفق تقع بالقرب من قسم شرطة إمبابة، وموقف الأتوبيسات وموقف سيارات ميكروباص «الجيزة إمبابة»، فإنها سقطت من حسابات الحكومة تماماً بعد ثورة 25 يناير. فطوال عامين ونصف تقريباً، لم تُزل الشرطة إشغالات الطريق بالمنطقة سوى مرة واحدة مع بداية تولى اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، مهام منصبه، فتحول نفق المنيرة إلى سوق عشوائية كبيرة، حيث يفترش الباعة الجائلون رصيف الشارع من الجانبين، ولم يكتفوا بالفرش فأقاموا الأكشاك الخشبية فى نهر الشارع، وأوصلوا لها الكهرباء من أعمدة الإنارة دون أدنى رقابة من مباحث شرطة الكهرباء أو حى شمال الجيزة. ويندهش من يصل إلى المنطقة عندما يجد بجوار الباعة الجائلين الموجودين بنهر الشارع، مبنى نقطة شرطة إشغالات الطريق التابع لحى شمال محافظة الجيزة بلافتة مهلهلة نصفها محترق، لكنه مهجور تماماً وأبوابه مفتوحة على مصاريعها، بل يقوم بعض الباعة بتخزين بضاعتهم فيه! ويشكو محمد حمزة، 24 سنة، أحد سكان إمبابة، حال النفق قائلاً: أصبح مكدساً فى كل وقت، حيث يقوم سائقو الميكروباص بالسير عكس الاتجاه فضلاً عن توقف السيارات فى بداية النفق وآخره، ليصبح من أكثر المناطق عشوائية بعد أن غاب عن حسابات المسئولين بالمحافظة بعد الثورة، والباعة يغلقونه تماماً ويسمحون فقط بمرور سيارة واحدة فى كل اتجاه، بالإضافة إلى انتشار القمامة والروائح الكريهة بشكل مفزع. ويشير إلى أن الشرطة أزالت جميع الإشغالات فى طريق النفق مرة واحدة فقط مع بداية عهد وزير الداخلية أحمد جمال الدين، ولكن سرعان ما عاد الباعة الجائلون إلى المكان وأغلقوه تماماً، ويتابع حمزة: تشهد المنطقة الكثير من الاشتباكات بين السائقين والبائعين فى المساء. وبجوار مبنى شرطة إشغالات نفق المنيرة يجلس أحمد أبوزياد أحد الباعة الجائلين ببضاعته ويشير إلى المبنى ويقول: قبل الثورة «ماكانش حد يقدر يبص للمبنى دا.. كانوا بيبهدلونا إنما دلوقتى بقوا ناس محترمين سايبينا ناكل عيش»، ويكمل: لم يحضر أحد من شرطة المرافق منذ عامين ولم يدخلوا هذا المبنى، والبعض يخزن فيه بضاعته. الأزمة المرورية تزيد بشكل خانق قبيل المغرب وحتى العاشرة مساء بسبب كثرة الباعة الجائلين بالمكان بالإضافة إلى انتشار التوك توك. وتقول سامية محمد، 35 سنة، إن شارع النفق واسع جداً، لكن سيطرة البائعين وأصحاب المحلات على أرصفته يظهره «أضيق من خرم إبرة»، والأكشاك المقامة فى منتصف الشارع تعطل حركة السير ولا تسمح إلا بمرور سيارة واحدة، وهو ما يؤدى إلى توقف جميع السيارات بالشارع إذا تعطلت إحدى السيارات أو توقفت نتيجة زحام الباعة. أخبار متعلقة: إهمال بالألوان.. مصر «المخنوقة» «رمسيس».. أكبر وأقدم شوارع الفوضى فى مصر ميدان «الجيزة».. «ثكنة عشوائية» يحكمها الباعة والسائقون ميدان لبنان والمحور.. حيث لا مكان لموضع «إطار سيارة» «العتبة» تحت الحصار.. مواقف عشوائية وسيارات البضائع وانفلات أمنى عروس البحر الأبيض.. جراج كبير فى الصيف.. وزحام «رايح جاي» «المنصورة».. مدينة هادئة هزمتها الأزمات «أسيوط».. مطبات وركن فى الممنوع وطوابير أمام «محطات الوقود»