ميدان لبنان والمحور.. حيث لا مكان لموضع «إطار سيارة»

كتب: حازم دياب

ميدان لبنان والمحور.. حيث لا مكان لموضع «إطار سيارة»

ميدان لبنان والمحور.. حيث لا مكان لموضع «إطار سيارة»

يستيقظ أحمد عبدالفتاح، منذ 17 سنة، على حال رتيب، يرتدى سترته، ويجهز النقود «الفكة»، ويخرج من بيته فى ميت عقبة، مولياً وجهه شطر ميدان لبنان، يركب الميكروباص «اللى عليه الدور»، ليسلك طريقه إلى مدينة 6 أكتوبر، حيث يعمل الرجل ذو الـ49 عاماً، محصل كهرباء، يذهب إلى البيوت، يطلب إيراداتها وسداد الفواتير. قال أحمد: «أكثر المشاكل التى تؤرقنى ليست التعامل مع الجمهور، وإنما طريق المواصلات اليومى الذى أقطعه، فهو ما يشغل بالى فور استيقاظى حتى الذهاب للعمل، ونفس الأمر يتكرر مع رحلة العودة»، يضيف: «أضطر إلى الاستيقاظ مبكراً ساعة لأتمكن من الوصول إلى عملى فى موعده، إذ يستغرق الوقت للذهاب إلى 6 أكتوبر ساعة كاملة، نتيجة للزحام وتكدس السيارات، بداية من ميدان لبنان، وعلى امتداد المحور». حكى أحمد عن الفترة الماضية، فى بداية عمله منذ سنوات حيث كان الطريق «مفتوحاً» والسيارات تمضى مسرعة، لا يعرقلها زحام، أو تكدس، يتابع أحمد: «أزمة المرور تخنق الجميع، فلا تجد مكاناً لقدم وسط زحام السيارات، والحلول ليست عند المواطنين، وإنما يجب أن تأتى من الحكومة، وكنا نتمنى أن تُنفذ برنامج النهضة، الذى انتخبت من أجله الدكتور محمد مرسى، ظناً أن الأزمة ستجد انفراجة على يديه، لكن هذا لم يحدث، وكل يوم أُهدر 3 ساعات من عمرى فى المواصلات، وسط ضجيج الزحام والركاب، وخناق السائقين، كما أن أجرة الميكروباص من ميدان لبنان حتى أكتوبر ارتفعت إلى جنيهين ونصف»، 5 جنيهات عن كل يوم، يقتطعها أحمد من راتبه الشهرى، الذى لا يتجاوز الألف جنيه، حتى يصل إلى عمله، ثم يعود إلى منزله، دون أن يتقاضى أى بدل انتقال. لا تتوقف معاناة الزحام والتكدس المرورى عند الركاب فحسب، وإنما تمتد إلى السائقين أحياناً؛ قال أحمد حلمى، 34 سنة، يعمل سائق تاكسى منذ أن كان عمره 24 عاماً، إن الزحام يقف حجر عثرة فى سبيل زيادة رزقه، وإنه اختار تلك المهنة لأنها الوحيدة التى لا تربطه بشركة معينة، بل يخرج فى الصباح بحثاً عن الرزق، الذى لم يصبح وفيراً فى الآونة الأخيرة، حسب قوله. يصف أحمد الطريق قائلاً: «على طول زحمة، وعمره ما بيكون فاضى»، يضيف: «التكدس يشتد يومى الخميس والأحد، يحدث ذلك على المحور، لأن المسافرين غير القاهريين يذهبون لبلادهم يوم الخميس، ويعودون الأحد، ما يجعل الطريق فى حالة شلل تام، ورغم ذلك لا يمكننى أن أرفض توصيلة إلى أكتوبر أو ميدان لبنان، فلا يصح أن أقول للرزق لأ». أوضح أحمد أن الزحام يشتد فى ميدان لبنان والمحور من 11 صباحاً حتى 7 مساءً، فيما يغيب الأمن فى معظم الأوقات، ويختفى رجال المرور، الأمر الذى يضاعف الزحام والتكدس المرورى، فى مدخل ميدان لبنان، الذى نصب عنده سائقو الميكروباص موقفاً للانتظار بالمخالفة. تابع: «نفسى المرور يرجع تانى، واللى يرفض الأمن يبقى ماشى مخالف، ومن الممكن أن تجد أزمة المرور طريقها للحل لو أدى رجال المرور مهامهم على الوجه الأمثل». أخبار متعلقة: إهمال بالألوان.. مصر «المخنوقة» «رمسيس».. أكبر وأقدم شوارع الفوضى فى مصر ميدان «الجيزة».. «ثكنة عشوائية» يحكمها الباعة والسائقون «العتبة» تحت الحصار.. مواقف عشوائية وسيارات البضائع وانفلات أمنى «زنقة» نفق إمبابة.. «مستعمرة» الباعة الجائلين و«أكوام القمامة» عروس البحر الأبيض.. جراج كبير فى الصيف.. وزحام «رايح جاي» «المنصورة».. مدينة هادئة هزمتها الأزمات «أسيوط».. مطبات وركن فى الممنوع وطوابير أمام «محطات الوقود»