«على» يبيع السجائر أمام منزل قاضٍ.. ويقول: «مصر كلها بتاخد برشام»

كتب: سماح عبدالعاطى:

 «على» يبيع السجائر أمام منزل قاضٍ.. ويقول: «مصر كلها بتاخد برشام»

«على» يبيع السجائر أمام منزل قاضٍ.. ويقول: «مصر كلها بتاخد برشام»

على أحد الأرصفة بالتجمع الخامس يقف على حسن مبارك، 27 سنة، خلف طاولة صغيرة يضع عليها علب سجائر محلية وأجنبية، لا سبيل له لكسب العيش إلا الوقوف فى هذا المكان، كما قال، جاء من محافظة قنا قبل أكثر من ثمانية أشهر، ولما لم يستطع العودة مرة أخرى للمدينة، التى تسكنها عائلته، قرر البقاء فى القاهرة بعد أن وقع اختياره على منطقة التجمع الخامس ليقف فيها بفرشة السجائر. تمر سيارة شرطة أمام الشاب الصغير فيشير لأمين الشرطة بداخلها، يقول إنه يعرف أمناء شرطة المنطقة كلهم، فجميعهم، على حد تعبيره، يشترون منه سجائر، وفى نفس الوقت لو وقع فى مشكلة فهم كفيلون بأن يخرجوه منها، هذا على الرغم من أن مشاكله، كما يقول، ليست كثيرة، تقتصر على مشادة عابرة بينه وبين سكان الفيلات الذين يحيطون به، والذين يرفضون وجوده بفرشته أمام منازلهم، أحدهم قاضٍ كبير يقول «على» إنه هدده بالحبس إذا لم يحمل فرشته ويرحل من أمام منزله، سكت «على» وقتها ونظر إلى القاضى وقال له: «أنت تقدر تحبسنى صحيح، وأنا ما أقدرش أمنعك، لكن بعد ما أخرج من الحبس ما تعرفش ممكن أعمل فيك إيه»، يقول «على» إنه كان جاداً فى رده على القاضى، وإن القاضى بعدها لم يعد يطالبه بترك المنطقة، فقط ظل يخرج ويدخل من وإلى فيلته فى هدوء تام دون حتى أن ينظر لـ«على» ولو من طرف خفى. يعرف «على» أن التهمة الجاهزة التى قد يقذفه بها سكان المنطقة هى «البلطجة»، خاصة أنه يحمل فى جيبه على الدوام سكينا حادا، يقول إنه يحمى به نفسه من اللصوص الذين قد تراودهم أنفسهم للهجوم عليه وسرقة حصيلة بيع اليوم، وفى النهاية البضاعة ليست ملكه، هو يحصل عليها من تاجر كبير فى المنطقة، ويسدد له ثمنها فى نهاية اليوم، ولأن التاجر يثق فيه، يسمح له بالمبيت فى مخزن السجائر «معايا فى المخزن بضاعة بـ80 ألف جنيه» يقول «على»، وهو يمد يده لأحد المارة بعلبة سجائر، إن سجائره محلية وليست صينية، فهدفه ليس خداع زبائنه، هو يكره الكذب، ويكره من يمارسونه، وهم كثر، كما يقول، يضرب مثلاً على كلامه قائلاً: إن من يترددون عليه من سائقى التوك توك جميعهم يظهر على ملامحهم أنهم يتعاطون حبوباً مخدرة، لكنهم يكذبون لو سألهم، ويجيبون بالنفى، أو كما قال: «مصر كلها بتاخد برشام وبتكدب من تسعة بالليل لتسعة الصبح». أخبار متعلقة: التجمع الخامس.. للحياة وجوه كثيرة فى «كمباوند المصراوية».. فتش عن الريف الأوروبى كشك الحراسة.. «برواز» يطل على العالم «رمضان» بائع إكسسوار السيارات.. «سقفه شمس وسما وهوا» السوق التجارى بالتجمع الخامس.. الفرن والمقهى والخضر داخل مستطيل بوابات التجمع.. الخط الفاصل بين الحياة والفقر يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. على بُعد كيلومتر عن منزل «مرسى» يقف بائع «الموز» من أسيوط إلى فيلات التجمع.. يروى الطفل حدائق الأغنياء