السوق التجارى بالتجمع الخامس.. الفرن والمقهى والخضر داخل مستطيل

السوق التجارى بالتجمع الخامس.. الفرن والمقهى والخضر داخل مستطيل
بناية تشبه المستطيل، يمتد طولها إلى 40 متراً تقريباً وعرضها إلى 20 متراً، يحيط بها صف من الأشجار الصغيرة، لا يزيد طولها على متر ونصف، فى شارع متسع داخل حى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، يختلف كثيراً عن شوارع القاهرة القديمة الضيقة، على اليمين فيلات ظاهرها فاخر، وعلى اليسار منها بنايات للإسكان المتوسط، تظهر أقل فخامة، يتوسط هذه العمارات هذا المبنى المستطيل، الذى يطلق عليه «السوق التجارى».
الساعة الواحدة ظهراً، الحركة خارج المكان هادئة، عند مدخل المبنى ترى أشخاصاً يدخلون وآخرين يخرجون، حاملين أكياساً من البضائع، وسيارات على الجانبين تنتظر فى الشارع، البعض ينادى على الآخر، صوت العاملين لعدد من المحال فى الخارج يكاد يطغى على أصوات السيارات التى تطلق نفيرها من وقت لآخر. داخل السوق تلمح عند المدخل الرئيسى، تمثالاً لحصان مصحوب بعربة ذات عجلتين، يتوسط المبنى من الداخل حديقة من الأشجار، ولا يوجد له سقف، فى محيط المبنى عدد من المحال، يبلغ عددها تقريباً 15 محلاً، ومتوسط العاملين فيها يقترب من 50 عاملاً، المحال تضم مجموعة من الخدمات المتنوعة للزبائن، مثل الفول والفلافل، ومخبز عيش أفرنجى وبلدى، ومحل للخضراوات والفاكهة، محل أدوات كهربائية وصحية وخدمات اتصالات وكافيه.
أمام محل صغير يقف حسين على، الرجل الذى بلغ العقد الرابع من عمره، يرتدى جلباباً بلدياً بنى اللون يغطى جسده البدين، يقف بين الخضراوات والفاكهة ليبيع بضاعته، يتحدث بلغة ريفية تصاحبها بعض الجمل بلهجة أهل المدينة.[Quote_1]
الرجل الذى أتى من بنى سويف قاصداً القاهرة منذ سنوات، للعمل كواحد من عمال التراحيل، حاملاً حقائبه بصحبة زوجته وأولاده السبعة، قاصدين المدينة سعياً لباب رزق جديد، يقطن فى منطقة إمبابة، يقول «أنا مأجر المحل ده من 6 شهور مقابل 4 آلاف جنيه شهرياً»، المحل الذى يقع داخل السوق التجارى بأحد شوارع حى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، يستخدمه حسين فى بيع الخضراوات والفاكهة لأهالى المنطقة، فيما يعد سكناً له، فهو لا يستطيع الذهاب إلى بيته سوى مرة واحدة فى الأسبوع.
يقول حسين الذى يبدأ يومه فى السادسة صباحاً «المكان هنا مختلف عن باقى الأسواق اللى فى الشارع، فيه تنظيم أكتر، لكن الزبائن مش بتختلف كتير، زى ما بتشوف ناس راقية ومستوى عالى، كمان بتشوف ناس متوسطة الحال، وممكن تفاصل فى سعر البضاعة»، فى تلك اللحظة يتسلل صوت امرأة منتقبة، وهى تنحنى لانتقاء الفاكهة التى أمامها مخاطبة البائع الصعيدى «إزيك يا عم حسين، أنت كان ليك عندى 5 جنيه من إمبارح»، فيجيب «مفيش مشكلة لو مش معاكى فلوس دلوقتى خليها بكرة».[Quote_2]
فى المحل المجاور، يقف عدد بسيط من الناس أمام شاب نحيف طويل الشعر، يرتدى تيشيرت صيفياً برغم الشتاء. المكان مخبز بلدى غير مدعم، يقف أحمد سليمان فى انتظار خروج الخبز من «الفرن» حاملاً إياه على قفص خشبى، ويضعه أمامه على ترابيزة خشبية، استعداداً لتعبئته فى أكياس بلاستيكية لمن يقف أمامه من الزبائن، فى اللحظة التى يقف فيها رجل يرتدى بدلة سوداء اللون، ونظارة شمسية لإحدى الماركات العالمية، «إدينى بـ2 جنيه عيش».
أحمد، الذى يبدأ يوم عمله فى السادسة صباحاً، وينهيه فى العاشرة مساءً يقول «هنا المكان مافيهوش زحمة ولا بلطجية علشان تاخد رغيف عيش، الناس راقية والتعامل بتاعها كويس، وعدد السكان مش كبير زى باقى الأماكن الشعبية فى القاهرة»، أمام مخبز «العيش» يختلف المشهد كثيراً عن أفران الأحياء الشعبية، فلا وجود للزحام الشديد الذى نراه أمام المخابز، فى صراع يومى من أجل الحصول على رغيف خبز، هنا لا تعب ولا نصب فى الحصول على رغيف خبز نظيف فى كل يوم.
أخبار متعلقة:
التجمع الخامس.. للحياة وجوه كثيرة
فى «كمباوند المصراوية».. فتش عن الريف الأوروبى
كشك الحراسة.. «برواز» يطل على العالم
«رمضان» بائع إكسسوار السيارات.. «سقفه شمس وسما وهوا»
بوابات التجمع.. الخط الفاصل بين الحياة والفقر
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. على بُعد كيلومتر عن منزل «مرسى» يقف بائع «الموز»
«على» يبيع السجائر أمام منزل قاضٍ.. ويقول: «مصر كلها بتاخد برشام»
من أسيوط إلى فيلات التجمع.. يروى الطفل حدائق الأغنياء