الباحث عن الرزق فى «عربية بليلة»: «اللى جاى.. قد اللى رايح»

كتب: محمد شنح

الباحث عن الرزق فى «عربية بليلة»: «اللى جاى.. قد اللى رايح»

الباحث عن الرزق فى «عربية بليلة»: «اللى جاى.. قد اللى رايح»

«قشطة يا بليلة».. بصوت جهور، يزعج البعض ويشتاق لسماعه آخرون من زبائنه الدائمين، ينادى الرجل الثلاثينى على بضاعته، متجولاً بعربة خشبية يحمل على ظهرها قدرتين، ويجرها حماره بين الحوارى والأزقة، ذلك المشهد المتكرر منذ أكثر من 16 عاماً فى حياة «محمود»، منذ أن حصل على دبلوم الزراعة، ولم يجد عملاً، فقرر أن يسرح بعربة «البليلة».

منذ السادسة صباحاً، يستيقظ «محمود» ويبدأ فى إعداد بضاعته، حيث يشترى «الغلة» من تاجر حبوب فى روض الفرج، ويبدأ فى غسلها وتنظيفها ثم يضعها فى إناء طهى كبير، ويتركها على النار عدة ساعات، وبعد أن تسوّيها النار، يبدأ فى صبها مع اللبن فى القدر، ويحملها على عربته، وينطلق فى رحلة شقا تستمر من الثانية ظهراً وحتى الثانية عشرة منتصف الليل: «كل يوم على الحال ده، ويدوب اللى جاى على قد اللى رايح، والحمد لله سترانا أنا وعيالى».

عربة البليلة، رغم أنها تكفى حاجة «محمود» بالكاد، فإنه استطاع أن يتزوج ويفتح بيته منها: «قاعد أن وعيالى فى أوضتين بالإيجار، جنب نزلة الدائرى من ناحية أرض اللواء، ويدوب بندفع إيجارها 250 جنيه، والباقى باكل منه أنا والعيال».

«يبدأ سعر طبق البليلة من جنيه ويصل إلى 5 جنيهات»، هكذا وضع «محمود» تسعيرته الخاصة، التى تناسب أهالى المناطق التى يتجول فيها بعربته وحماره، منهم من ينتظره يومياً لشرائها، وهؤلاء يكونون على موعد معه يومياً، ومنهم من لا يحبون البليلة ولا صوته المرتفع أثناء ندائه عليها: «فى ناس بتطلع تزعق لى من البلكونات، ويقولوا لى امشى بعيد بصوتك الوحش ده».


مواضيع متعلقة