نصبة شاى على «الدائرى»: الرزق مايعرفش الخوف

كتب: محمد غالب

نصبة شاى على «الدائرى»: الرزق مايعرفش الخوف

نصبة شاى على «الدائرى»: الرزق مايعرفش الخوف

«إيه اللى رماك على المر؟.. اللى أمرّ منه»، مثل شعبى ينطبق على «نعمة الله حميد» التى تجلس يومياً، من الصباح وحتى حلول المساء، على الطريق الدائرى بالقرب من منزل أرض اللواء، لتبيع الشاى لسائقى الميكروباص والنقل، أوقات كثيرة تشعر «نعمة» بالخوف، فالسيارات المارة أمامها تسير بسرعة كبيرة، كما أن انقطاع المارة من الطريق الدائرى يُشعرها أحياناً برهبة: «يا ريتها تيجى على الوحدة ولا العربيات اللى ماشية بسرعة جنونية، الخوف الأكبر من مضايقات سوّاقين النقل والنص نقل، يقولك دى واحدة ست وقاعدة لوحدها».

مضايقات كثيرة تتعرض لها «نعمة» يومياً، تواجهها بالصوت العالى لتتظاهر بالقوة وبأنها «ست بميت راجل» ولا تخشى أحداً: «بخاف حد يتشطر عليا ويضايقنى فبعلّى صوتى عشان أوقّف أى سواق عند حده، وأعرّفه إنى مابخافش وإلا ماكنتش استحملت وقعدت فى الطريق ده».

نصبة الشاى هى مصدر الدخل الوحيد لـ«نعمة» وابنتها بعد أن انفصلت عن زوجها وتركها وابنتها دون نفقة: «ببيع كوباية الشاى بجنيه ونص، واللى بجمعه مش بيكفى إيجار الشقة اللى ساكنة فيها مع بنتى، نفسى فى شقة تبع الإسكان ترحمنى من الإيجار الغالى، قدمت فيها ومحدش سأل فيّا وناس بتقولى الحاجات دى بالواسطة يا حاجة».

حوادث سرقة كثيرة تقع على الطريق الدائرى، إحداها شاهدتها «نعمة» بنفسها: «مرة شفت ناس طلعوا بأسلحة آلى، ووقّفوا أصحاب عربيات ملاكى وقلّبوهم، كان معايا بنتى وقتها، خفت اتكلم وبعد ما مشيوا اتصلت بدوريات الشرطة على طول»، مؤكدة أنها على الرغم من ذلك، قررت الاستمرار فى بيع الشاى، لحين العثور على مهنة أخرى تنفق منها على نفسها وابنتها.

 


مواضيع متعلقة