بروفايل| ممدوح سالم.. حارس الرئيس

بروفايل| ممدوح سالم.. حارس الرئيس
وقف حارسًا للرئيس عند باب كل منصب تقلده، لم يكثر من الحديث يومًا، أفعاله نطقت بما يتسق مع آلية النظام، وشغل مناصب جلبت له الهجوم دون أن يكترث إلا بما يُمليه عليه سبل حماية ما وُكَِل إليه، فصار ممدوح سالم "حارس الرئيس".
ممدوح سالم، تخرج في كلية الشرطة عام 1940، وتدرج في العمل حتى رتبة اللواء، لاحقته اتهامات بالسعي للوصول إلى منصب رئيس الوزراء، حتى اتهمه رئيس وزراء مصر الأسبق عبدالعزيز حجازي، بتحريض المواطنين على التظاهر ضده في 1 يناير 1975، وكان حينها وزيرًا للداخلية، يتطلع لكي يكون رئيسا للوزراء، مستغلا سماع السادات كلماته دائما حتى يغض طرفه عن باقي الأحاديث، وحينها ردد المتظاهرون هتاف "حجازي بيه يا حجازي بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه".
بعد تقلده منصب مفتش مباحث أمن الدولة في جهاز الشرطة بالإسكندرية، بدأ سالم نهج حماية الرؤساء، وعيّنه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مسؤولًا عن الأمن الشخصي له خلال الفترة من (1960- 1967)، وحتى العام 1971 تبوأ منصبي محافظ الغربية ثم محافظًا للإسكندرية، وبعدهما عاد لسيرته الأولى من خلال منصب وزير الداخلية في وزارة الدكتور محمود فوزي الثالثة 14 مايو 1971، والرابعة 19 سبتمبر 1971.
لمدة خمس فترات متتالية تربع سالم على كرسي "رئيس الوزراء"، وفي الحقبة قبل الأخيرة ذكره التاريخ بأنه قائد أكبر عملية في تاريخ مصر، منذ ثورة 1919، لقمع المظاهرات التي انفجرت في 1977، للمطالبة بتوفير قوت يومهم، بسبب القرارات الصادرة من المجموعة الاقتصادية، وهتفت الجماهير الغاضبة ضده (عاوزين حكومة حرة.. العيشة بقت مُرَّة.. يا ممدوح بيه اللحمة بقت بجنيه)، وبسبب ما تخللته تلك الانتفاضة من أعمال نهب وسرقة وتكسير محلات أطلق عليها الرئيس الراحل أنور السادات اسم "ثورة الحرامية".
لم تنته حراسته لرئيس عصره بعد ترك مجلس الوزراء، فعينه السادات مساعدًا له حتى توفي في 25 فبراير 1988، منفردًا بكونه أول وزير داخلية يصل لتلك المناصب، لمزجه بين كونه سياسيًا وضابطًا في إدارة شؤون الوزارة، وشهد مظاهرات الطلاب الشهيرة في 1972، وهو وزيرا للداخلية يتذكره التاريخ بإشرافه على انتخابات مجلس الشعب عام 1976، والتي قيل إنها الأفضل في النزاهة، وقبل صعوده إلى المراتب العليا تاركا "الداخلية" ألغى تأشيرة الخروج للمصريين، وأنشأ إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة بمصلحة الأمن العام عام 1972، وأنشأ قطاعًا للأمن السياسي بوزارة الداخلية.