بروفايل: «أولاند».. الموقف الحاسم

12:10 ص | الأحد 31 يناير 2016

وجهٌ دائرى أبيض، يعلوه شعر أسود تقل كثافته فى مقدمة الرأس، يرتدى صاحبه نظارة طبية بيضاء، يظهر من خلالها نظرات حاسمة وواثقة، يحاول «فرانسوا جيرارد أولاند»، الرئيس السابع للجمهورية الفرنسية، تحريك المياه الراكدة حول مفاوضات السلام بين فلسطين والكيان الصهيونى من خلال تنظيم مؤتمر دولى، أعلن عنه وزير خارجيته «لوران فابيوس» بهدف استئناف مفاوضات السلام بعد عدة أسابيع، بعد تحذير الإسرائيليين بالاعتراف بدولة فلسطين رسمياً، إذا تم عرقلة المفاوضات، فى الوقت نفسه تجرى مناقشات فى الجمعية الوطنية الفرنسية بشأن قرار يوصى الحكومة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

«أولاند»، الرئيس الذى استطاع الخروج بفرنسا من عباءة «المحافظين» إلى الاشتراكية بعد ترؤسه قيادة الحزب الاشتراكى بالبلاد لـ«11 عاماً» قبل أن يرشحه الحزب للانتخابات الرئاسية عام 2012، ويفوز على نظيره اليمينى «نيكولا ساركوزى»، تدعو بلاده الآن لاستئناف المفاوضات التى تجمدت بسبب التعنت الإسرائيلى، ومراوغة «بنيامين نتنياهو»، رئيس حكومة «تل أبيب» وتماديه فى بناء المستوطنات.

وُلد الرئيس الفرنسى، الذى شهدت فرنسا تحت رئاسته عاماً إرهابياً سقط على أثره الكثير من الضحايا الفرنسيين لأب يمينى وأم يسارية، فى 12 أغسطس عام 1954 شمال غرب فرنسا، ودرس فى مدرسة داخلية إلى أن التحق بكلية «الحقوق» فى العاصمة الفرنسية «باريس»، ويحصل على شهادة فى القانون قبل أن يبدأ دراسته السياسية فى معهد «الدراسات السياسية»، وقرر الانضمام إلى الحزب الاشتراكى بعد فشل الحملة الانتخابية لـ«فرانسوا ميتران» التى انضم لها عام 1974، وبعدها بـ«5» سنوات أثار إعجاب كبير مستشارى «ميتران»، الذى رتب له دخول انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1981 ضد «جاك شيراك»، وعلى الرغم من أنه خسر أمامه، فإن عزيمة «أولاند» جعلته يصل إلى منصب مستشار الرئيس الحديث «ميتران»، الذى تولى الرئاسة عام 1981.

وقع هجوماً حاداً عليه بعد نجاحه فى الانتخابات الرئاسية، نظراً لأنه لم يتول أى منصب وزارى قبل دخول السباق الرئاسى، ولكن بدأت تتلاشى هذه الصورة بعد المناظرة التليفزيونية بينه وبين «ساركوزى»، التى ظهر خلالها واثقاً من نفسه ما ساعد على انتخابه.