بروفايل| سيف اليزل فشل «الزعامة»

10:44 م | الخميس 21 يناير 2016

«قانون الخدمة المدنية» جملة قالها حفاظاً على كبريائه «تحت القبة»، رغم علمه بأنه لم يستطع السيطرة على أعضائه، الذين تكتلوا لرفض القانون. «تمام يا فندم» عبارة خُيّل إليه أنه سيسمعها كثيراً، من أعضاء الائتلاف، نظراً لخلفيته العسكرية، ولكن المحلل الاستراتيجى، وهى الصفة التى اعتاد الظهور بها على الفضائيات، مفنداً للأحداث بتفاصيلها، قارئاً للطالع، لم ينجح فى قراءة مستقبل الائتلاف، الذى بدا مع أول اختبار حقيقى، غير متماسك من الداخل، ورغم اجتماع قيادات ائتلافه بأعضاء المجلس طالبين منهم تمرير قانون الخدمة المدنية، إلا أن الأعضاء فاجأوا الجميع برفضهم للقانون، ما وضعه وائتلافه فى وضع حرج.

اللواء سامح سيف اليزل، الذى شكل قوائم انتخابية تحمل اسم «تحيا مصر»، شعار الرئيس السيسى فى الانتخابات، اختارها الناخبون حباً فى الرئيس، وحصلت على أعلى الأصوات بين القوائم المنافسة، وتحت القبة شكل «سيف اليزل»، ائتلاف «دعم الدولة» من الفائزين على قائمته، ثم اضطر لتغييره إلى «دعم مصر»، بعد اتهامات بالنفاق الزائد للنظام. وظن أنه سيستطيع تحريكه بإشارة واحدة من يده، وتناسى، أن المستقلين الذين يشكلون أغلبية «دعم مصر»، أصحاب رؤى وأيديولوجيات مختلفة، ومتضاربة أحياناً. «سيف اليزل»، وضع كلتا عينيه على الدولة، ونواب بالائتلاف انصبت أعينهم على الشارع وناخبيهم. قام بتحركات هنا وهناك، واتصالات مع أعضاء «دعم مصر»، بضرورة تمرير الخدمة المدنية، تارة بالترغيب: «إحنا تنظيم قوى.. لازم آراؤنا تبقى واحدة»، والتصويت بـ«نعم»، وأخرى بالترهيب: «رفض القانون سيسبب أزمة للدولة وللائتلاف»، لكن باءت محاولات «سيف اليزل» ورجاله بالفشل، وجاءت أول صفعة، فى الجلسة المسائية أمس الأول، وقف «اليزل»، لإعلان الموافقة على القانون، فيما توحد نواب فى «دعم مصر»، وكان تصويتهم بالرفض هو الفيصل. تغيرت الملامح، وسيطرت الصدمة على وجه زعيم ائتلاف «دعم مصر»، ليسجل فشله فى أول جولة وعدم قدرته على توحيد الآراء بين أعضاء الائتلاف الذى يتزعمه.