بروفايل: المفتى.. مبادرة «محلية» الصنع

كتب: محمد أبوضيف

بروفايل: المفتى.. مبادرة «محلية» الصنع

بروفايل: المفتى.. مبادرة «محلية» الصنع

بعمامته البيضاء وجلبابه الأزهرى، جلس على منصة دار الإفتاء، يتحدّث شوقى علام، مفتى الديار المصرية، عن تاريخ الإسلام، وأزمة الغرب مع الإرهاب، وانتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، بعدما سئمت الدول الأوروبية من الهجمات الإرهابية المتلاحقة التى تطال بلدانها بين الحين والآخر، من المتطرفين الإسلاميين، لكن تلك المبادرة التى أطلقها، ووصفها بـ«العالمية» لن تصل إلى مسامع الغرب، ولن تؤثر فى الصور الذهنية عن أتباع الدين الإسلامى، بعدما شوّهها المتطرفون بأفعالهم النكراء، ولن تكون إلا واحدة من الكثير من المبادرات التى لم تتجاوز الحدود المحلية. «علام»، أستاذ الفقه فى كلية الشريعة جامعة طنطا، الذى جلس على كرسى المفتى بعد أول انتخابات أُجريت على ذلك المنصب الرفيع، يسعى لتحسين صورة الإسلام من خلال خطاب يوضح الحقائق باستخدام اللغات المختلفة للأوروبيين، لكن تلك الخطابات لن تغطى تلك الشريحة التى أدمت قلوبهم العمليات الإرهابية. يحاول المفتى صوفى الهوى، الملتزم بالمنهج الأزهرى الوسطى، من خلال مبادرته، فضح البنية الأيديولوجية للجماعات التكفيرية، ولكن لن يصل شرحه ورفقاء المبادرة إلى من تصلهم أفلام الذبح والقتل التى يبثها «التنظيم»، مصحوبة بآيات الذكر الحكيم. «علام» صاحب الـ58 خريفاً، لن يجد صدى لتلك المبادرة، التى لن تتجاوز حدود دار الإفتاء المصرية، ولن يكون إعلانها كرؤية هلال شهر رمضان، ينتظره الملايين، تأهباً للشهر الكريم، حيث تكون الأزمة التى أحدثها ذلك الكيان المعروف باسم «الدولة الإسلامية»، أكبر من أحاديث المشايخ وتفسيرها وتأويل آيات الذكر الحكيم وتفسير معانيها، بعدما توطن فى قلوب الأوروبيين الخوف والرعب، بكل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين. مبادرة مفتى الديار المصرية، واحدة من كثر أطلقها المسلمون من بعد أحداث 11 سبتمبر، لكن ظلت أحاديث داخلية لا تتجاوز كونها نية حسنة، دون تغيير حقيقى ملموس.


مواضيع متعلقة