بروفايل: «عبدالغفار».. الحمل الثقيل

كتب: محمد بركات

بروفايل: «عبدالغفار».. الحمل الثقيل

بروفايل: «عبدالغفار».. الحمل الثقيل

لا تزال خطاه عَجلى، محمومة بالأرق، يراوده حلم السفر إلى إنجاز أمنى حقيقى يسطره التاريخ، لا يزال بريق الأمل فى عينيه خاطفًا كلمعة برق تمرق من بين الضباب وتلال الغيوم التى تلبد آفاق البلاد، لا يزال لديه حلم فى تطهير مصر من الإرهاب، لكنه رغم أرقه المحموم، فلا يزال اللواء مجدى عبدالغفار يتأرجح بين حصد إعجاب الناس وانتقاداتهم التى لا تتوقف.

بالأمس القريب، رفعته واقعة ضابط الأزبكية الذى غامر بحياته لإنقاذ ضحايا محتملين لعقار بمنطقة الفجالة، إلى السماء، ودفعه فعل آخر لأحد الضباط إلى حافة السقوط فى فخاخ الإخفاق. الضابطان الأول منهما والأخير شاهدان يختصران حال وزارة متهمة على الدوام بانتهاك حقوق الإنسان، تصرف الأول كاد ينسف مثل تلك الدعاوى وتصرف الأخير بلغ من التطرف أقصى مدى، وما بين الواقعتين مسافة بل مسافات، وفراغ موحش يزيد من الوطأة الثقيلة لحمل اللواء مجدى عبدالغفار، الذى جاء وبين يديه حلم، مبشراً بعهد جديد لـ«الداخلية»، حلم يصر بعض الضباط على تحويله إلى كابوس، وعهد يعيد ممارسات ما قبل «25 يناير»، الوزير الذى كان على رأس قطاع الأمن الوطنى يوماً ما وأبدى استعداده لوجود رقابة على القطاع وقال نصاً إنه لا يوجد لديه ما يخفيه وإنه يعد لإنجاز أمنى.. ذلك هو الوزير الذى برهن على ذلك ولم يتستر على أى تجاوز لكن تتابع الانتهاكات يطغى على الإنجازات، التى قطع فى سبيل تحقيقها شوطاً كبيراً، تلك الانتهاكات تتقاطع مع مصير الرجل الستينى الذى تخرج فى كلية الشرطة عام 1974، وكان ترتيبه على دفعته الـ194 الطامح لإقرار الأمن بعزيمة لا تلين، لكن قدره لا يزال يتقاطع مع عقليات قديمة فى وزارته غير قادرة على موافقة رؤاه، خاصة فى دوائره المقربة يصرون على التعامل بإملاءات الهوى والغطرسة وتمثل «أنا ربكم الأعلى» فى كل تصرف وقرار. هناك دائماً خطوات تسبق خطواته وتقطع عليه الطريق.. ورؤى فاشية لمقربين منه، تبعثر له الأشواك على طريق موحل بالأذى، لذلك فعليه كرجل مشهور بالصرامة والحزم، كصفة أساسية فى شخصيته، أن يبادر بإصلاح تلك الفجوات لأنه يملك رؤية أقرب لعلاج الانتقادات التى وُجهت لممارسات وزارة الداخلية، فى أعقاب حوادث شهيرة.


مواضيع متعلقة