بروفايل: «برهامى».. الفشل الكبير

10:51 م | الخميس 22 أكتوبر 2015

بوجهه الأبيض ولحيته المخضبة بالحناء، دخل إلى إحدى اللجان الانتخابية بالإسكندرية، وأدلى بصوته الانتخابى، وغمس أحد أصابعه فى الحبر الفسفورى، ثم رفعه إلى أعلى والابتسامة تشع من عينيه، قبل أن تلتقطه عدسات المصورين والمؤيدين للحزب السلفى، لكنه لم يكن يعلم الغيب، ولو علمه لرضى بالواقع، وامتنع عن المشاركة بعد أن خيبت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ظنه فى قدرة حزب النور على الفوز بأغلبية مقاعد برلمان 2015.

فقد الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بريقه وسيطرته على العقول، إذ عجز عن إقناع نجليه «حسين» و«محمد» بالنزول إلى الانتخابات، رغم التفاف عشرات المريدين حوله، لكنه فشل فى التأثير عليهما وعلى الكثيرين من أتباع الدعوة السلفية والمواطنين فى محافظات المرحلة الأولى.

لعب «برهامى» على كل الأوتار فى المرحلة الانتقالية الأولى، حاول إرضاء الجميع، فاقترب من المجلس العسكرى، وظل تابعاً للإخوان، وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو وضع حزبه وجماعته فى صف الدولة المصرية، وحلم بأن «النور» صار قاب قوسين أو أدنى من كرسى الحكم، لكن إعلان النتائج أيقظه من سباته العميق.

اتهم «برهامى» الرئيس عبدالفتاح السيسى بترك حزب النور فريسة للقوى السياسية لمهاجمته، واتهم الدولة بالوقوف ضده. جلس مع تلميذه يونس مخيون، رئيس حزب النور، اقشعر جسده من التفكير، فكّر وقدّر، ثم أمر تلميذه «مخيون» بإبعاد فكرة ترك السياسة وضرورة الاستمرار فيها.

خاض ياسر حسين محمود برهامى حشيش، المولود فى مدينة كفر الدوار عام 1958 عدة معارك مع قواعده الغاضبة بالحزب، خسر بعضها، وجمع شتات أمره فى أخرى، وعرف أن سيطرته السلفية بدأت فى الانتهاء.

حصل «برهامى» على بكالوريوس الطب والجراحة فى عام 1982 ثم ماجستير طب الأطفال عام 1992م من جامعة الإسكندرية، كما حصل على ليسانس الشريعة الإسلامية عام 1999م من جامعة الأزهر، وفى الجامعة تعرف على الشيخين أحمد حطيبة وإسماعيل المقدم، وانضم الثلاثة للجماعة الإسلامية، وبعدما تسلل الإخوان للجماعة، أنشأ وزملاؤه الحركة السلفية.

لم يسلم المجتمع من فتاوى «برهامى» الغريبة التى أثارت جدلاً واسعاً فى الأوساط المصرية والتى انتقدها الأزهر ودار الإفتاء مثل تحريم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، وجواز معاشرة الرجل لزوجته وهى حائض.