بروفايل: بشار الأسد.. زيارة الحليف

كتب: محمد حسن عامر

بروفايل: بشار الأسد.. زيارة الحليف

بروفايل: بشار الأسد.. زيارة الحليف

بوجه متهلل تغمره السعادة مع ابتسامة عريضة، وعيون لامعة تكاد تنطق عن صاحبها، وكأنها تقول «أستطيع الحركة خارج حدودى، ما زلت هنا، لم ولن أسقط، طالما هذا الرجل إلى جوارى»، بقامته الفارعة، وهامته المرفوعة، يصافح الرئيس السورى بشار الأسد نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وهو الرجل الذى يجب على «الأسد» تقبيل رأسه، فقد كان قراره بالتدخل الجوى فى سوريا، نهاية الشهر الماضى، كفيلاً بأن يعيد توجيه الدفة من جديد إلى مسارها مع «الأسد»، ويعيد إليه قسطاً كبيراً من توازنه العسكرى والسياسى الذى اختل تحت ضربات المعارضة المسلحة، وبربرية تنظيم داعش الإرهابى.

وبعد 4 سنوات من النزاع الدموى فى بلاده، خرج «الأسد»، طبيب العيون، المولود فى 11 سبتمبر 1965، أخيراً خارج حدود حصونه العسكرية فى «دمشق»، والمناطق القريبة منها، ليصل وريث رئاسة سوريا، إلى «موسكو»، وبكل عبارات الإطراء والثناء، يعبّر عن شكره العميق لدولة روسيا ولنظيره «بوتين»، الذى لم تكن ابتسامته هو الآخر أقل من ابتسامة «الأسد»، فتملأ وجهه الدائرى ضيق العينين، بنظراتها الممتدة من أسفل إلى أعلى، يقابلان الكاميرا بصدر عريض، وكأن صورة اللقاء توضح كيف سخر الدب الروسى «بوتين» من قوى دولية ترفض تحركاته فى سوريا، قائلاً: «أنا هنا فى المواجهة، فرضت كلمتى و(الأسد) إلى جوارى».

فرصة جديدة أتت لـ«الأسد» بالتدخل الجوى الروسى الذى سيجعل موقفه قوياً فى أى تسوية سياسية فى سوريا، لتعيده من جديد إلى الصدارة، وتلك العودة ليست بالأمر الجديد على «بشار»، فهو الذى تولى رئاسة سوريا خلفاً لوالده «حافظ»، ولم يكن يتصدّر المشهد للترشح لذلك المنصب الرفيع، وإنما كان شقيقه الأكبر «باسل» هو الرئيس المنتظر، لكن القدر كان له قول آخر، فقد لقى الشقيق الأكبر مصرعه فى حادث، فاتجهت «الأنظار» وقتها إلى العاصمة البريطانية «لندن»، فهناك كان يقيم «بشار» ليعود ويخلف والده بعد وفاته عام 2000، بعد استفتاء نُظّم لذلك الغرض. لم يكن «بشار»، الشاب الصغير، مختلفاً كثيراً فى سياساته الخارجية عن والده فى البداية، فقد كان يقدّم نفسه باعتباره امتداداً للحس القومى والعروبى، وداعماً للقضية الفلسطينية، ورافضاً للإمبريالية الأمريكية، مناصراً للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكى، لكنه فى الوقت ذاته لم يكن مريحاً لأقطاب عربية كثيرة، بسبب علاقته المتميزة مع إيران، العدو الأول لكثير من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية.


مواضيع متعلقة