ابن السبيل.. إبراهيم: «حكام المسلمين ينامون ملء عيونهم ويأكلون ملء بطونهم فهل يذكرون جائعاً؟

كتب: أحمد الليثي

ابن السبيل.. إبراهيم: «حكام المسلمين ينامون ملء عيونهم ويأكلون ملء بطونهم فهل يذكرون جائعاً؟

ابن السبيل.. إبراهيم: «حكام المسلمين ينامون ملء عيونهم ويأكلون ملء بطونهم فهل يذكرون جائعاً؟

ست ساعات كاملة قضاها داخل ذلك الأتوبيس، قلبت عليه المواجع، مشواره المعتاد كل أسبوعين عائداً من زيارة أهله فى طنطا، متجهاً صوب السويس؛ حيث تقبع كلية التعليم الصناعى المدون فيها اسمه كأحد طلابها، الطريق المكتظ ضاعف من زمن «السفرية» الذى لا يزيد على 4 ساعات على أقصى تقدير، فى البداية مثلت له 20 جنيهاً ثمن تذكرة الناقلة غُصة؛ فقد اقتطعت 10% كاملة من رصيده، فيتذكر أحمد إبراهيم «الطالب بالصف الثانى» تلكؤ العاملين بشئون الطلبة فى استخراج اشتراك الأتوبيس الذى يوفر ثمانية جنيهات «مرة واحدة»، قبل أن تعاوده أزمة المدينة الجامعية التى لم تحل هى الأخرى، فتطالعه صورة الشقة التى يقطنها مع سبعة من رفاق «الكفاح» المغتربين، 900 جنيه هى إيجار الشقة ذات الغرفتين التى لا تحوى بين أركانها سوى 4 سراير مهترئة وبوتاجاز، أما الدولاب فهو رفاهية لم يشأ رب العقار أن يمنَّ عليهم بها. ترتسم على شفتيه ابتسامة سخرية حين يتذكر حاله وسط أقرانه طالبى العلم الذين لا يجدون ما يعينهم على غلاء المعيشة وروتين الحكومة الذى يزيد من معاناتهم بعدما ظلت أبواب المدينة الجامعية موصدة منذ بدء الدراسة، 400 جنيه هى رصيد الشاب الذى أتم عامه العشرين قبل شهور، يقتطع منها 127 جنيهاً شهرياً للمشاركة فى إيجار الشقة، يشد الحزام على وسطه قدر الإمكان -بعد دفع مصاريف الكتب أقلها سعراً 35 جنيهاً- حتى يتبقى 80 جنيهاً يكيف به أموره فى الأكل. الأخ الأوسط لخمسة أبناء يعمل والدهم الستينى «سمكرى»، لذا لا يضغط «أحمد» على والده فيعمل فى الصيف نجاراً، صاحب الوجه البشوش يعترف رغم ضيق اليد بأنها «مستورة جداً». يستغرب «أحمد» عدم مساعدة الدولة له ولطلاب العلم من المحتاجين «المفروض احنا فى دولة مسلمة.. والمفروض الريس يعين اللى بيحكمهم»، الأتوبيس يدخل مدينة السويس، يتذكر ابن طنطا بمرارة اجتماعه وطلاب الكلية مع رئيس الجامعة لحل أزمة المدينة الجامعية الذى رد على استغاثاتهم خلاله بكلمة لا تزال تدوى فى أذنه «هو انتوا بتدفعوا فلوس عشان تتشرطوا»، تلمع جوهرة عين الطالب المغترب ويسود الصمت للحظات وقتها يعلو صوت الشيخ كشك «ولكن طالما حكام المسلمين ينامون ملء عيونهم ويأكلون ملء بطونهم فهل يذكرون جائعاً.. هل يذكرون سكان المقابر.. هل يذكرون سكان الجراجات؟» وقتها يعاود لسان الشاب الحديث هاتفاً: «يسلم فمك يا شيخ». أخبار متعلقة: الصدقات.. بابك إلى الجنة «تحسبهم أغنياء من التعفف»: سهير تعول 6 عيال بـ6جنيه فى اليوم «العاملين عليها».. مطاوع: «لجنة المطرية» تشحت من رابعة العدوية من أجل 78 أسرة «الغارمين».. آمال تروى قصة 12 سنة هروب من «الديون» المساكين.. إنصاف: «أجيب منين 15 جنيه عشان أجدد البطاقة.. لو معايا هجيب أكل للعيال»