المساكين.. إنصاف: «أجيب منين 15 جنيه عشان أجدد البطاقة.. لو معايا هجيب أكل للعيال»

كتب: أحمد الليثى

المساكين.. إنصاف: «أجيب منين 15 جنيه عشان أجدد البطاقة.. لو معايا هجيب أكل للعيال»

المساكين.. إنصاف: «أجيب منين 15 جنيه عشان أجدد البطاقة.. لو معايا هجيب أكل للعيال»

انقطعت بهن السبل، لا مأوى ولا ملجأ لهن سوى «الرزاق»، تحسبهم أغنياء من التعفف، غير أن ضيق اليد بدا جلياً على حالتهن.. تمشى بتؤدة من أثر الهزال الذى أصاب جسدها قبل شهور، «أنيميا حادة وفقر دم» هو تشخيص الطبيب لحالتها التى زادت من وطأة الحمل فوق كاهل بهية شوكت، بعدما أصبح مجرد السير على الأقدام منهكاً لقواها، الأرملة منذ ستة أعوام تعول ولدين فى مرحلتين تعليميتين مختلفتين، إن كانت «المسكينة» هى المرأة التى ليس لها ولىُّ يقوم بأمرها ولا تملك ما يكفيها لعام كامل، فهى كذلك، 327 هو معاش نصفها الثانى الذى واراه التراب، تدفع منها 206 جنيهات إيجاراً لشقتها، إلا أن ابتسامة تملأ وجه المرأة الأربعينية حين تذكر أهل الخير الذين يفيضون عليها من خيرات الله «بتمشى.. اللى بيدينى 20 واللى أربعين، وربك بيعديها متعرفش ازاى»، الابن الأكبر طالب فى إحدى المدارس الصناعية، لا يذهب يومياً إلى مدرسته، فعمله فى «السباكة» قبل عام يحرمه من الذهاب يومياً للتعلم، الأرق يخيّم على وجهها وهى تحكى كيف تكابد فى عدم مد يدها «باقرص ع العيال ع الآخر»، حالتها المرضية منعتها من العمل وإحساسها الدائم بالعوز يجبرها على المغامرة، قبل أيام أخبرها الطبيب أن الإهمال فى صحتها يعرّض حياتها للخطر، غير أن أكثر ما يهمها «لو حصلى حاجة مين هيصرف ع العيال؟». «دوّروا لى على سلم امسحه» قالتها فى لهفة فور دخولها إحدى الجمعيات الخيرية بالخصوص، عسى أن تجد حلا للضائقة التى تحياها منذ شهرين، إنصاف محمود، مطلقة وليس لديها أى دخل شهرى، الخدمة فى البيوت لدى المرأة «الأمية» أهون عليها من مد اليد، كل ما تملكه من حطام الدنيا هو «مرتبة» مهترئة تنام عليها، ثلاث أولاد تركهم الزوج فى عنقها، يمسك أصغرهم فى ذيل عباءتها فتنظر إليه بعيون ذابلة قبل أن تحكى عن معاناة إيجار الشقة (300 جنيه) الذى ساعدتها والدتها أكثر من شهر فى سداده، إلا أنها تعلم أن الأمر لن يستمر، الفول والطعمية فقط هما ما تأكله الست الريفية وأولادها، أما «البطاطس» فهى بمثابة «الزفَر» على مائدتهم، إيجاد معاش لها يتوقف على تجديد بطاقتها الشخصية غير أن عائقاً يقف حائلاً أمامها «هجيب منين 15 جنيه.. لو معايا أأكّل العيال أحسن». أخبار متعلقة: الصدقات.. بابك إلى الجنة «تحسبهم أغنياء من التعفف»: سهير تعول 6 عيال بـ6جنيه فى اليوم ابن السبيل.. إبراهيم: «حكام المسلمين ينامون ملء عيونهم ويأكلون ملء بطونهم فهل يذكرون جائعاً؟ «العاملين عليها».. مطاوع: «لجنة المطرية» تشحت من رابعة العدوية من أجل 78 أسرة «الغارمين».. آمال تروى قصة 12 سنة هروب من «الديون»