«الغارمين».. آمال تروى قصة 12 سنة هروب من «الديون»

«الغارمين».. آمال تروى قصة 12 سنة هروب من «الديون»
الحظ العثر عرف طريقه إليها مبكراً؛ فأحال عيشتها «الرغدة» إلى «مأساة»، الوقت يداهمها والأمور تزداد تعقيداً، لم ترتكب إثماً سوى أنها أنفقت الغالى والثمين لمواساة أحبائها، موظفة كبيرة بإحدى المؤسسات الحكومية، ينظر إليها البعض بمنطق «ياما هنا ياما هناك»، غير أن الحقيقة أن «ياما الهدوم بتدارى»، فالهموم تحاصرها، وحلمها الوحيد أن ينتهى «الكابوس» الذى يطاردها فى اليقظة قبل المنام، متمنية أن «يسدد الله» ما عليها.
تتذكر «آمال حسين» الأيام الخوالى والعز الذى كانت تعيشه، قبل أن يعرف جسد زوجها المرض قبل 18 عاماً «قعد 6 سنين عنده جلطة وشلل نصفى وفقدان للنطق»، وقتها كان لزاماً على «بنت الأصول» أن تقف بجوار رفيق الدرب «صرفنا كل ما نملك» لكن قدر الله نفد، كان ذلك فى عام 2000، كانت «آمال» تقيم فى منزل والدة زوجها، وبعد وفاة الزوج بأيام قررت «حماتها» أن تبيع الشقة «ساعتها قالت لى شوفى لك حتة انتى وولادك.. دبروا أموركم»، راتب المرأة الخمسينية كان كافياً لحصولها على شقة إيجار جديد بـ400 جنيه لمدة خمس سنوات فى حدائق القبة، شهور عاشتها فى انفراجة، غير أن «أسانسير» قام بتركيبه صاحب العقار جعل إيجار بيتها 950 جنيهاً، تزامناً مع زواج ابنتها الكبرى ابنة الثلاثين عاماً «كنت بجهز البت فاضطريت آخد قرض من بنك ناصر»، القرض كان يستنفد معاش الزوج كاملاً اللهم إلا 25 جنيهاً، لم تهتم الأم، فراتبها يكفيها، لكنّ حادثاً أليماً تعرض له الابن على يد بلطجى طعنه فى ظهره جعل مأساة الأب الراحل تتكرر؛ ففلذة كبدها يوشك على الرحيل أمام عينيها هو الآخر «عملنا كل اللى فى وسعنا.. عمل عملية استكشاف للرئة وعملية تانية استأصل فيها جزءًا من الرئة» عمليات الابن كلفتها 55 ألف جنيه، شُفى الابن، وبقيت الديون هى الأزمة، فقد اقترضت الأم المكلومة للمرة الثانية مبلغاً يتم خصمه من راتبها، لا يزال الابن يعانى مرضاً يتكلف الكثير، ولا تزال الأم تسارع الزمن لتسديد ما عليها، ولا تزال الأقساط تطاردها دون رحمة، لذلك لم يكن غريباً أن تظل 10 أشهر كاملة لا تدفع إيجاراً، حتى جاء اليوم الذى هددها فيه صاحب العقار بالطرد.
لم تجد الموظفة «الكبيرة» مكاناً يسعها إلا منزل أخيها بإحدى المناطق المتاخمة للقاهرة «قاعدة أنا وولادى الثلاثة فى أوضة وأخويا ومراته فى أوضة تانية»، حاولت «الغارمة» اللجوء للدولة أكثر من مرة عسى أن تجد سبيلاً لحل أزمتها، ولا مناص، مع بداية كل شهر تدخل «آمال» فى «حيص بيص» محاولة أن تدبر مصاريفها وكذلك تحسب قدر الاقتطاع من راتبها لتسديد الديون التى وصلت لـ25 ألف جنيه.
أخبار متعلقة:
الصدقات.. بابك إلى الجنة
«تحسبهم أغنياء من التعفف»: سهير تعول 6 عيال بـ6جنيه فى اليوم
ابن السبيل.. إبراهيم: «حكام المسلمين ينامون ملء عيونهم ويأكلون ملء بطونهم فهل يذكرون جائعاً؟
«العاملين عليها».. مطاوع: «لجنة المطرية» تشحت من رابعة العدوية من أجل 78 أسرة
المساكين.. إنصاف: «أجيب منين 15 جنيه عشان أجدد البطاقة.. لو معايا هجيب أكل للعيال»