"أغنام البرقي".. ثروة "مطروح" مهددة بالانقراض

كتب: محمد بخات

"أغنام البرقي".. ثروة "مطروح" مهددة بالانقراض

"أغنام البرقي".. ثروة "مطروح" مهددة بالانقراض

رغم الشهرة العالمية لأغنام "البرقى" المنتشرة فى منطقة صحراء مصر الغربية، والتى تتميز بها محافظة مطروح، وكانت تصدرها لدول الخليج، خاصة السعودية وليبيا وبعض دول أروبا وأفريقيا خلال موسم الحج لجودتها العالية لذبحها صباح يوم العيد، إلا أن انخفاض أعداد الأغنام هذا العام وعدم اهتمام وزارة الزراعة بالخروف "البرقى" بمطروح والصحراء الغربية وتدهور هذه الثروة، إلى جانب عمليات التهريب التى تتم إلى ليبيا بأعداد كبيرة، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، أصبحت سلالة أغنام البرقى مهددة بالاندثار وربما الانقراض مما أثر فى النهاية على الثروة الحيوانية التى أصبحت فى مهب الريح. ويؤكد الدكتور علاء الدمياطي نقيب الأطباء البيطريين بمحافظة مطروح أن سلالة أغنام البرقى تعد من أجود لحوم الضأن فى الشرق الأوسط فهى تتميز عن الضأن البلدى المنتشر فى محافظات الدلتا وعن الصعيدى فى وجه قبلى بلحمها الأحمر ذو الطعم الطيب وتقل بها الدهون والتى تتوزع نسبتها بالتساوى بمختلف أنحاء جسم الخروف البرقى الذى يطلق عليه إسم "الحولى" للذكر و "الحولية" للأنثى، فضلا عن القيمة الغذائية العالية فى لحومه بسبب مرعاة فى الصحراء فى مطروح على فترات متفاوته طوال العام ويكتسب من خلال المواد العشبية والمراعى الطبيعى مذاقا خاصا يتميز به عن غيره بسبب صفاء الجو ونقائه فى الصحراء فضلا عن عدم وجود "لية" كبيرة له. كل هذه العوامل تضعه على رأس قائمة الأغنام الأكثر جودة عالميا حتى أن رواد ومصطافى مرسى مطروح والساحل الشمالى لا يستطيعون أن يأتو مطروح ويغادروها دون أكل لحم ضأن أغنام البرقى التى يقبلون على شراءها بموسم الصيف ويطلبونها بالإسم فى الفنادق والقرى السياحية.[Quote_1] ويشكو طارق رزق من تجار أغنام البرقى بمطروح قائلا أن ارتفاع أسعار أغنام البرقى فى الأسواق أضر بالجميع، حتى أن الناس تأتى إلينا فى السوق وتسمع الأسعار وتفاجىء بأن سعر الخروف البرقى الذكر الجاهز للذبح يتراوح سعره من 1800 جنيه إلى 3200 جنيه للرأس الواحدة والأنثى من 1300 إلى 1800 جنيه، ويكون ردهم "احنا مبنكلش لحمة غير من العيد للعيد حرام تبقى دى الأسعار ومنعرفش نشترى"، خاصة بعد أن بلغ سعر الكيلو 80 جنيها لكيلو الضأن عند الجزار وتباع فى سوق الأغنام بمدينة مرسى مطروح ب37 جنيها للكيلو القائم للخروف "الحولى" الذكر. أما "الحولية" الأنثى فيبلغ سعرها 35 جنيها للكيلو القائم، مرجعا ذلك إلى أسباب عدة منها الارتفاع الجنونى في أسعار الأعلاف حيث قفز خلالها سعر القمح إلى 2450 جنيها للطن و2000جنيه لطن الكسب و2000 جنيه لطن الذرة مما أدى إلى ارتفاع ثمن تربية الرأس الواحدة على المربى ويأخذها التاجر فى السوق غالية حتى يشتريها المواطن أيضا أغلى، وهو ما نتج عنه قلة عملية الشراء فى سوق الأغنام.[Quote_2] ويقول باسط عبدالسلام أحد رعاة الأغنام فى مطروح أننا حتى8 سنوات مضت كان فى خير فى الصحراء بفعل الأمطار التى كانت تملأ الصحراء من مراعى طبيعية ونملأ منها الآبار الجوفية ونشرب ونربى عليها الأغنام ونسقيها ونسعى بالأغنام فى الصحراء طوال العام فهى تأكل الخضرة "الربيع" من المراعى الطبيعية طوال الشتاء ومع بداية موسم الصيف يأكل الأغنام بواقى محاصيل القمح والشعير على مدار شهريى مايو ويونيو، ثم نضع لهم التبن من ناتج طحن مخلفات قش الحبوب. وكانت الأغنام رخيصة وفى زيادة لأعدادها باستمرار إلى أن قلت الأمطار التى اختفت تماما على مدار الأعوام الأخيرة، حيث نعيش مواسم جفاف منذ 10 سنوات ندرت فيها الأمطار التى بدأت تعود العام الماضى فقط، حتى جفت الآبار الجوفية بالصحراء وتدهورت المراعى الطبيعية حتى اختفت تماما فأصبحنا نعتمد على الأعلاف بشكل كبير مما أدى لارتفاع أسعارها فزادت أسعار الأغنام. من جانبه، أكد الدكتور إسماعيل عبدالقادر مدير عام الحجر البيطرى بمنفذ السلوم البرى بالحدود المصرية الليبية أن وزير الزراعة أصدر قرارا بالسماح بإعادة فتح باب تصدير أغنام البرقى مرة أخرى إلى ليبيا بعد 6 أشهر من وقف التصدير مشيرا إلى أن هذا القرار الذى وصل صورة منه إليه أدى لرفع أسعار أضاحى العيد خاصة الأغنام بنسبة 50% وهى نسبة كبيرة يعجز خلالها الأهالى عن شراء أضحية العيد ناهيك عن آلاف الأغنام التى يتم تهريبها عن طريق الحدود والسلك الشائك مما يؤدى إلى انخفاض أعداد الأغنام وارتفاع أسعارها. وقال عبدالقادر إن المصدرين يستفيدون من فروق الأسعار وهامش الربح المرتفع لتصدير الأغنام لليبيا موضحا أن الخروف الذى يبلغ سعره 2000 جنيه مصرى حسب الوزن يتم تصديره إلى ليبيا بحوالى 750 دينار ليبى أى ما يعادل 3 آلاف جنيه مما يدفع التجار لتجميع الأغنام وتحميلها على سيارات لتصديرها عن طريق منفذ السلوم بعد موافقة وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية، مضيفا أن الدفعات التى تم تصديرها ليبيا من الأغنام عن طريق منفذ السلوم بلغت 4 آلاف رأس مؤخرا.[Quote_3] وأكدت الإحصائيات الرسمية لتعداد الثروة الحيوانية بمحافظة مطروح، أن أغنام البرقى تبلغ حوالى 300 ألف رأس من الضأن والماعز طبقا للإحصاء الأخيرة بعد أن كانت أعداد أغنام البرقى قد بلغت فى إحصاء عام 1990 حوالى مليون رأس و 2.5 مليون رأس أوائل السبعينات، مما يكشف انخفاضا شديدا وملحوظا فى أعداد أغنام البرقى بمطروح. وكشف الدكتور مجدى إبراهيم مدير عام الطب البيطرى بمطروح عن أسباب انهيار الثروة الحيوانية وانخفاض أعداد الأغنام البرقى على مستوى محافظة مطروح مؤكدا أن الأعداد انخفضت إلى حوالى 270 ألف رأس من الضأن والماعز طبقا لإحصاء عام 2012 مشيرا إلى أن التصحر والمناطق الرعوية التى أصابها الجفاف خلال السنوات العشر الأخيرة أثرت سلبا فى أعداد الأغنام البرقى وبالتالى الغنم بقت تأكل نفسها - على حد وصفه - أى المربى يبيع منها ليصرف على الآخرين حتى أصبحت المحصلة صفر وصغار المربين "انتهوا". وفجر مدير عام الطب البيطرى بمطروح مفاجأة من العيار الثقيل قائلا هناك مربين تركوا تربية أغنام البرقى نهائيا لتعويض خسائرهم الضخمة التى لحقت بهم وتحولوا لتربية الدواجن وأدى ذلك إلى انتعاشة فى الثروة الداجنة بمطروح حتى ارتفعت أعداد المزارع من 400 إلى حوالى 800 مزرعة دواجن فى الفترة الأخيرة. أخبار متعلقة: الشعب يريد.. خروف العيد الخروف يعيش «الأيام الأخيرة» على الأرصفة وأمام محلات الجزارة قبل «سن السكاكين» «الذبح العشوائى» سبب للإصابة بـ60 مرضاً مشتركاً مع الحيوان «الإمام الليثى» أقدم سوق أغنام بالقاهرة تعانى الركود 2000 جنيه سعر خروف الأضحية وسعر الكيلو قبل الذبح 36 جنيهاً المعلم راضى «القبطى» يُسمن ويذبح فى العيد.. «بسم الله.. حلال الله أكبر» «محمود» تاجر الأعلاف: «الخروف الصح ياكل يومياً بـ7 جنيه.. واللى بياكل زبالة يتكلف جنيه واحد» الاسم «غنام».. والمهنة «جزار» واللقب «أمير» ويشكو ضيق الحال: «الدنيا نايمة» مدرس ثانوى راتبه 1000 جنيه أصر على الضحية وعمل لها جمعية.. «ربنا ما يقطعها عادة» أم سيد «سنانة المدبح».. لا تزال تتذكر صفعة والدها على وجهها لتتعلم «الصنعة».. وعبدالحليم «المدبغجى».. ينصح بـ«معاملة الجلد زى اللحم»