مطاريد لقمة العيش

كتب: قسم التحقيقات

مطاريد لقمة العيش

مطاريد لقمة العيش

يؤذن الفجر، معلناً نزول الرزق من السماء، يخرج البائع من منزله دون أن يودع أبناءه قبل ذهابهم للمدرسة، لا يشغل وظيفة حكومية، أو دفتر حضور يترقب بصمته، ولا يمتلك محلاً تجارياً يذهب إليه ريثما يستريح، إنما الشارع مأواه، بيته الذى يقطن به طوال اليوم، ومقر عمله الذى لا يحتاج إلى إمضاء، ولا ينتظره فيه مدير. يصرخ بكل ما أوتى من قوة، ينادى على بضاعته، يدلل عليها بما لا تحويه أحياناً، يبيعها أقل ثمنا من الفاترينات، يطمح إلى عابر يسير فى الشارع يسمع بأذنيه ما يقنعه بالإقبال على الشراء، صوته سلاحه الذى يستجلب به المشترين، وفرشته مملكته، التى يحدد بها موضعاً لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه. «بلدية.. بلدية.. شرطة.. شرطة».. تلك الكلمات التى غابت عن مسامعهم لفترات طويلة، عاودت الظهور مؤخراً، ليدخل الباعة الجائلون فى مناوشات مع «الداخلية» تدفع فى كثير من الأحيان إلى معارك بالأسلحة النارية دفاعاً عن لقمة العيش، كان آخرها «موقعة ميدان الجيزة» التى راح ضحيتها أحد البائعين وأصيب 3 ضباط و4 أمناء شرطة فى اشتباكات بالرصاص الحى وقنابل المولوتوف، أثناء تنفيذ حملة أمنية لتطهير الميدان من الباعة وإزالة الإشغالات التى تعوق حركة المرور. «الوطن» تطرق الباب، وتخترق أسواق الباعة الجائلين فى أماكن شتى، ما بين المنصورة والزقايق وحلوان والمنيب، تقترب منهم إنسانياً، تتعرف على الجانب الآخر من حياة البائع الجائل، الذى لا يُعرف عنه إلا أنه يضع يده على منطقة محرمة. أخبار متعلقة: مطاريد لقمة العيش «الوطن» تروى حكايات الغلابة على رصيف «العتبة» و«الموسكى» فى سويقة حلوان.. «محدش بياخد رزق حد» فى المنيب: «احمدوا ربنا إننا مش بلطجية أو نصابين» الشارع الجديد بالمنصورة.. باعة على باب الله بائع الأوانى: باقٍ فى مكانى حتى توفر لنا الحكومة مصدر رزق حلال بائعو الزقازيق: شيكات تجار الجملة.. عذاب لا ينتهى