«كل ذنبهم.. إنهم كانوا رايحين المدرسة»

«كل ذنبهم.. إنهم كانوا رايحين المدرسة»
اغتال الإهمال براءة الزهور فى مهدها، فلم يعد يجدى العويل ولا البكاء ولا لطم الخدود، 17 ضحية للإهمال فى حادث دمنهور المأساوى، ستخلد ذكرى يوم 5 نوفمبر، الذى سيدون التاريخ فى خانته أنه من أسوأ الأيام التى مرت على أكثر من 34 أسرة مصرية، أودعت أبناءها أمانة لمن لم يصُنها ليكون الطريق شاهداً على اغتيالهم.[FirstQuote]
أمام حديقة مشرحة دمنهور العام، اختلطت دموع أهالى الضحايا بدماء أبنائهم التى جفت على الطريق بفعل حرارة النيران الملتهبة التى التهمت أشلاءهم فى الحادث، عيون زائغة وبكاء مستمر، انتظاراً لخروج جثامين ذويهم، فيما يقف أهالى المدينة لمواساة الضحايا، حيث قال وليد الجيزاوى (36 عاماً)، سائق، وشاهد عيان على الواقعة: كنت فى طريقى إلى الإسكندرية، فى الدوران الموجود أمام قرية «قصر بولاد» قبل كوبرى مدينة أبوحمص، وكان الأوتوبيس بالدوران المذكور، وفوجئت أنا والمرافقون لى بصوت فرامل شديدة واصطدام الأوتوبيس بسيارة نقل بمقطورة، وتوالت أصوات الاصطدامات بين سيارة ميكروباص وسيارة ملاكى أخرى، وفجأة اندلعت النيران فى السيارات الأربع فى لمح البصر، وشاهدت بعض مستقلى الأوتوبيس يقفزون منه أثناء الحادث وقبل اندلاع النيران. محمد السيد، الطالب بمدرسة الأورمان شاهد عيان على الحادث الأليم، قال لـ«الوطن»: «كنا فى الأوتوبيس اللى ورا اللى اتحرق، وطلعنا وكنا بنتكلم مع أصدقائنا فى التليفون، وفجأة الخط انقطع وسمعنا كركبة وزملاءنا بيصوتوا ومحدش بيرد والخطوط انقطعت، وشُفنا الأوتوبيس مقلوب وبيتحرق والتلاميذ بتصرخ والسواق هرب من الشباك ورفض مساعدة زملائنا». وقال محمود سعد، المسعف أحد شهود العيان، لـ«الوطن»: «أصعب حاجة نقلتها اليوم جثة طفل ووالدته متفحمين، وهو أصعب منظر رأيته فى حياتى حتى الآن»، فيما أضاف محمد إبراهيم، مسعف: «وصلنا مكان الحادث بعد نحو 5 دقائق من إخطارنا، ووجدنا 9 سيارات إسعاف وصلت من الإسكندرية ودمنهور، وللأسف كانت كل السيارات متفحمة وأشخاص كثيرين محترقين وفى انتظار الحماية المدنية». ورصدت «الوطن» حراسة مشددة على غرفة السائق بمستشفى دمنهور العام، لحين إجراء التحقيقات معه، فيما تم نقل بقية المصابين إلى مستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة، ومستشفى مصطفى كامل العسكرى بالإسكندرية. وكانت مديرية الصحة فى البحيرة دفعت بعدد 16 سيارة إسعاف لمكان الحادث، وأرسلت مديرية الصحة بالإسكندرية 8 سيارات إسعاف للمساعدة فى نقل المصابين للمستشفيات.. عقب ذلك، وصل فريق من النيابة العامة، وتبين أن الحادث ضم 4 سيارات «تريللا وجامبو وملاكى، وأوتوبيس رحلات إسكندرية رقم 12667 تابع لمدارس الأورمان الفندقية بالعجمى»، ووقع بالقرب من قرية أنور المفتى دائرة مركز أبوحمص اتجاه الإسكندرية. وقال الدكتور طارق خليفة، مدير الطوارئ بالمستشفى الأميرى وسموحة الجامعى بالإسكندرية، لـ«الوطن»، إن «سموحة للطوارئ» استقبل 4 حالات طوارئ من إسعاف كوم الدكة وذلك أثناء استعدادها لاستقبال حادث البحيرة، وأضاف «خليفة» أن مستشفى سموحة للطوارئ فُتح اليوم بعد إضراب ممرضات المستشفى الأميرى الجامعى وغلقهن قسم الطوارئ، موضحاً أن قسم الطوارئ بـ«سموحة» يفتح يوم السبت من كل أسبوع، ولكن فتح أمس استثناءً بسبب حادث البحيرة وإضراب الممرضات. وقال جمعة ذكرى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، لـ«الوطن»، إن مدير مدارس الأورمان الثانوية الفندقية، قرر صرف تعويض مالى قدره 50 ألف جنيه لكل أهل متوفى، و25 ألفًا لكل أهل طالب مصاب، وذلك لتعويضهم بسبب الحادث الأليم. وأشار الدكتور عمرو سليمان، مدير الأزمات والكوارث بمديرية الصحة فى الإسكندرية، إلى أن عدداً من مصابى حادث أوتوبيس البحيرة تم نقلهم عبر طائرات عسكرية إلى مستشفى مصطفى كامل بالإسكندرية وإلى مستشفى المعادى العسكرى. فيما أكد الدكتور أيمن عبدالمنعم، وكيل أول وزارة الصحة بالإسكندرية، أن مستشفى القوات المسلحة بمصطفى كامل استقبل 5 مصابين، وسيتم إعلان التقارير الطبية النهائية للمصابين عقب فحصهم، بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية للنيابة والأجهزة الأمنية.
إلى ذلك عاين فريق من النيابة العامة موقع الحادث، بينما قامت قوات الأمن بإخلاء محيطه حتى تنتهى النيابة العامة من معاينتها، ثم أمرت بانتداب لجنة فنيه لفحص موقع الحادث، والوقوف على أسبابه، والاستماع لأقوال شهود العيان، والمصابين الذين تسمح حالتهم الصحية، حول ملابسات الواقعة.
ملف خاص
«محرقة الأوتوبيس»
u>كل ما تبقى من «الكارثة»: جثث «متفحمة».. و«هياكل» سيارات
أسماء ضحايا حادث «محرقة» البحيرة
«السيسى» يوجه بـ«خطة عاجلة» لتجنب الحوادث.. و«محلب»: انتظروا قانونين
النائب العام:«تريللا» صدمت أوتوبيس المدرسة.. وتسرُّب الوقود أدى للحريق
طلاب الأورمان: تقدمنا بمئات الشكاوى.. والإدارة رفضت صيانة الأوتوبيسات
رحلة مع «الإسعاف» فى نقل المصابين للمستشفى.. والموتى للمشرحة
حكايات الرعب والألم داخل أوتوبيس الموت
ولى أمر: بندفع 1600 جنيه فى الأوتوبيسات اللى بتموّت ولادنا
27 خطوة لوقف «نزيف الدم» على الطرق
ويفيد بإيه الإسعاف.. لا الحريق توقف ولا الضحايا نجوا
رئيس «الطرق والكبارى»: «عايشين فى زمن الفلكلور المرورى»
الصحة:17قتيلاً و18 مصاباً..و«التعليم»:50 ألف جنيه لأسرة الطالب المتوفى
«تمريض» مستشفيات جامعة الإسكندرية يرفض تعليق الإضراب واستقبال المصابين