100يوم على حكم مصر «السيسى» فى بحر الثنائيات

100يوم على حكم مصر «السيسى» فى بحر الثنائيات
مصر تسير بخطى حثيثة على الخط الواصل بين اليأس والرجاء، هذا ملخص المائة يوم الأولى من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى. نعم هناك مشكلات تجتاح مساحات عديدة من حياة المصريين، لكن ثمة إحساساً بالأمل ينبض فى العروق، إحساساً لم يشعر به المصريون منذ عقود، ذلك هو التحول الذى يمكن أن يصنع الفارق بين عصر «السيسى» والذين حكموا البلاد من قبله. السطور التى يحملها ملف المائة يوم الأولى من حكم الرئيس تقول إن سماء مصر يحلق فيها العديد من الثنائيات، نحن فى أشد الحاجة إلى استثمارات جديدة تعيد الحياة إلى الاقتصاد المصرى، «السيسى» يضع عينيه على هذا الملف بصورة لا تخطئها عين، لكن العين لا تخطئ أيضاً أن ثمة ثنائية تسيطر على جهود الرجل فى هذا الاتجاه، وهى ثنائية «التحفيز» و«التعطيل». مشروع قناة السويس الجديدة أشعل حماسة أمة، كل المشاهد التى ارتبطت به تدلل على ذلك، وهو أخطر حافز يمكن أن يضع مصر -اقتصادياً- على طريق المستقبل، لكن الوجه الآخر لجهود تنشيط الاقتصاد يُظهر نوعاً من البطء فى الاستجابة لدعم صندوق «تحيا مصر». رسالة «السيسى» فى هذا المشروع كانت تعرف وجهتها جيداً، فقد خاطب رجال الأعمال بطريقة ليس فيها أى مواربة، لكن الاستجابة كانت تحمل رائحة «التعطيل»، الشعب هرول لشراء شهادات «السيسى»، ورجال الأعمال -إلا قليلاً- تلكأوا فى دعم صندوق «تحيا مصر»، الشعب مع «السيسى»، ورجال الأعمال مع مَن؟ سؤال قد تشهد الشهور المقبلة إجابة عنه.
لو تركنا ملف الاقتصاد وقرأنا بعض السطور فى ملف الإعلام فسوف نجد أن الخطاب الإعلامى يمتطى ظهر أرجوحة، فهو أحياناً مع «بلا حدود»، وأحياناً ضد «بلا حدود» أيضاً، هناك إعلاميون حول الرئيس، وآخرون يتشوقون للاقتراب، وفريق ثالث يمكث -غير بعيد- فى حالة تربص. الرجل يحتاج إلى الإعلام ويراهن عليه، لكن يبدو أن ثمة فروقاً فى السرعات بين أداء الرئاسة وأداء مؤسسة الإعلام، «الرئاسة» تنظر إلى المستقبل وتراهن على مشروعات كبرى قادرة على وضع مصر على طريق النهضة، ومؤسسة الإعلام تعمل بالقطعة، أو يوماً بيوم، فتنشغل بالأسعار التى ترتفع، والماء الذى ينقطع، والكهرباء التى تصاب بما يشبه السكتة الدماغية عبر ساعات طويلة من اليوم، تغرق فى تفاصيل جزئية لا تتناسب مع الرؤية الكلية التى تتبناها مؤسسة الرئاسة للمستقبل. إنه فارق السرعات بين من يسير وهو ينظر أسفل قدميه، ومن يسير ناظراً إلى الأمام. الرئاسة تقول إن هناك غلاء فى الأسعار وضعفاً فى الخدمات، وترى أن السر فى ذلك هو استمرار عمليات الإهدار الممنهج للدعم، «السيسى» يرى أن الحل يرتبط بإعادة الهيكلة، الناس قد تتعب أياماً أو شهوراً، لكن لا بد مما ليس منه بُد حتى يرتاح الوطن والمواطن بعد ذلك.
ننتقل إلى العالم الذى بادأت دول منه مصر بالعداء بعد «30 يونيو»، وأنكرت على شعبها حقه فى التخلص من رئيس أراد أن يبيع وطناً لحساب جماعة، وفشل فى التعامل الجاد مع آماله وأحلامه. أجاد «السيسى» فى التعامل مع الملف الخارجى بشهادة شعبه، لأنه امتلك الثقة فى «الوطنية المصرية» وهو يواجه أعتى القوى الدولية التى تأتى على رأسها الولايات المتحدة، اختار أن يسير بالسياسة الخارجية المصرية فى اتجاهات متنوعة ومتعددة، فتوجه إلى روسيا ليضرب فكرة أن مصر لا تجيد سوى العزف على وتر الغرب، وأعاد تنشيط دور مصر على المستوى الإقليمى بالتحالف مع رموز دول الخليج، تعامل بجدية مع الملفات الشائكة الموروثة عن عصور سابقة، وأبرزها ملف سد النهضة. الآن تقف مصر شامخة فى مكانها والكل يهرول نحوها. نجاح «السيسى» فى إدارة ملف العلاقات الخارجية خلال الأيام المائة الأولى من حكمه بالإضافة إلى المشروعات القومية الكبرى جسران رئيسيان للعبور من ظلام اليأس إلى نور الرجاء. مصر تتحرك نحو الأمام، ربما ببطء ولكن بثقة.
ملف خاص
وحش الغلاء الرئيس يساند الفقراء.. والأسعار ترتفع
ملف الاستثمار يد تحفز.. ويد تعطل.. وعجبى!
انتصارات اقتصادية..
«الأجور والدعم».. وصراع لا يهدأ ولا يتوقف مع الديون
ثورة الأجور.. قانون الحد الأقصى للأجور أكبر ضربة لـ«حيتان الميرى»
الطاقة.. المغامرة الكبرى «السيسى» نجا من عاصفة البنزين.. وينتظر «الشتاء»
البورصة.. أرقام قياسية استقبلته بخسائر «ضريبة الرأسمالية».. ثم استقرت
المقاولات.. وشك حلو يا «سيسى».. فرجت
تحيا مصر: الرئيس بدأ.. لكن استجابة رجال الأعمال ضعيفة
مصر وأفريقيا.. إصلاح ما أفسده السادات ومبارك
القضية الفلسطينية.. مع «أهل غزة» ضد «مؤامرات» حماس وقطر وتركيا
السيسى قالها: «لن ننسى من وقف معنا.. أو ضدنا»
تحطيم «الباب العالى».. انهيار طموحات «أردوغان».. وضرب مثلث «الإخوان - الدوحة - أنقرة»
أمريكا: البادى أظلم الإدانة بالإدانة.. والبيان بالبيان.. والإحراج بالإحراج: مصر ما بتشتغلش عند حد
«السيسى».. فى صحافة «الغرب المتحفز»
الأحزاب.. الحاضر الغائب.. سياسيون: يعتبر الأحزاب بلا وزن وتفتقد رؤية لإدارة الدولة
ثقافة «الاعتذار».. قيمة أخلاقية جديدة فى مؤسسة الرئاسة
«السيسى» يعيد «الثقة فى الحاكم» إلى المصريين
حكايات مواطن قابل للتعديل.. «أمرك يا سيسى»