أول «زبال» يؤسس شركة نظافة: «الشركات الأجنبية بترش الشوارع زبالة.. مش بتنضفها»

كتب: شيماء عادل

أول «زبال» يؤسس شركة نظافة: «الشركات الأجنبية بترش الشوارع زبالة.. مش بتنضفها»

أول «زبال» يؤسس شركة نظافة: «الشركات الأجنبية بترش الشوارع زبالة.. مش بتنضفها»

3 سنوات مرت على تأسيس شركته التى ضم فيها أقاربه من الزبالين التقليديين، فهو لم ينس لحظة دخول الشركات الأجنبية لتحل محلهم فى مهنة ظلوا يعملون بها طوال ستين عاماً. وقف «عيسى هابيل» ورفاقه اعتراضاً على قرار مجلس الوزراء بإسناد مهمة تنظيف القاهرة الكبرى إلى أربع شركات أجنبية، فكان الرد عليهم بأنهم مجرد أشخاص لا يجمعهم إطار أو كيان قانونى ليتم التعاقد معهم. مرت السنوات إلى أن قامت ثورة 25 يناير، فبدأ الزبالون يفكرون فى إيجاد إطار وكيان قانونى ينظم عملهم، وهو ما جعل «عيسى هابيل»، الذى ورث مهنة جمع القمامة عن جده وأبيه، يقوم بتأسيس أول شركة للنظافة وتسجيلها فى هيئة الاستثمار والحصول على ترخيص بمزاولة المهنة، لكنه لم يحصل حتى هذه اللحظة على عقود من الهيئة أو محافظة القاهرة.[FirstQuote] «هابيل» كشف لـ«الوطن» منظومة العمل فى مجال رفع القمامة من القاهرة، مؤكداً أن المشكلة الرئيسية وراء انتشار الزبالة ترجع إلى المتعهدين، وقال: «دول الناس الكبيرة اللى واخدة عقود من الباطن من الشركات الأجنبية وتاخد منها فلوس توصل لـ5 جنيه على الشقة مقابل جمع القمامة من الأحياء التى تقع داخل نطاق عمل الشركة الأجنبية، وبالتالى المتعهدين رافضين أى حد من الشركات الوطنية يدخل ويشتغل مكانهم». أضاف: «المتعهدين الكبار دول مش بيشغلوا حد فى الجمع السكنى إلا الزبالين التقليديين اللى هما زيى وزى أخويا وقريبى، يسمح للزبال مننا إننا نطلع ناخد الزبالة من الشقة مقابل نص جنيه من إجمالى الخمسة جنيه اللى بياخدها على الشقة من الشركة الأجنبية، فبالتالى الزبال مننا بيطلع ياخد الزبالة اللى هو عايزها والباقى يرميه فى الشارع وساعات كتير أمام العمارة، نتيجة شعوره بالحقد وإنه مظلوم».[SecondQuote] وأوضح «هابيل» أن حل مشكلة القمامة فى مصر سهل وبسيط، وأن الزبالين على أتم استعداد لتنظيف بلدهم فى حال منحهم الفرصة الكافية لإثبات ذلك، مضيفاً: «الشركات الوطنية الجديدة التى تم تأسيسها من قبل الزبالين التقليديين، والبالغ عددها حتى هذه اللحظة 75 شركة، تضم كوادر مدربة ولديهم امتيازات لا تمتلكها الشركات الأجنبية ولا المتعهدون، فالشركات تمنح للعاملين فيها حق التأمين الصحى بالإضافة إلى التأمين على العمل وتوفير ملابس خاصة تليق بالعاملين، بالإضافة إلى وضع ملصقات على العمارات التى تقع فى نطاق عمل الشركة، وتوعية السكان بكيفية فصل المخلفات الصلبة عن المخلفات العضوية». وقال: «يجرى العمل حالياً على تصنيع سيارات فى مصانع الإنتاج الحربى مخصصة للفصل بين المخلفات بداخلها، فضلاً عن تخصيص مشرفين من قبل الشركة لمتابعة عمل الزبالين على الأرض، وتخصيص رقم لشكاوى المواطنين فى حال وجود خلل فى عمل الشركة». واعتبر أن السماح للشركات الوطنية بالجمع السكنى للقمامة يحقق عدة مزايا، أهمها خلق منافسة قوية بين الشركات من أجل تقديم خدمة مميزة، فبدلاً من أن تحتكر المهنة 4 شركات أجنبية فقط، فالمجال سيكون مفتوحاً أمام العشرات.[ThirdQuote] وتابع عيسى هابيل: «الواحد بيصعب عليه لما يشوف حال البلد بالشكل دا، زمان أجدادنا كانوا منضفين البلد وهما شغالين بالعربيات الكارو، وحالياً إحنا معانا أسطول من العربيات ومعدات لشركات أجنبية والبلد غرقانة فى الزبالة! يعنى ازاى متعهد واحد يجمع الزبالة من 20 ألف وحدة سكنية؟ وليه الوحدات دى ما تتوزعش على شركتين أو تلاتة عشان تقدم خدمة بمستوى أعلى؟». وأضاف متهكماً: «الشركات بدل ما تنضف الشوارع وترشها بالمياه زى ما مكتوب فى عقودها الموقعة مع الحكومة، للأسف بترش الشارع زبالة!». وقال: «القاهرة وحدها تنتج 18 ألف طن مخلفات، إحنا لوحدنا بنشيل 9 آلاف رغم إمكانياتنا كأفراد، والشركات الأجنبية رغم إمكانياتها بتشيل 3 آلاف طن، والباقى بيترمى فى شوارع القاهرة». وشدد «هابيل» على أن لقمة العيش بالنسبة له ولأقاربه من الصعايدة مثل «التار»، لا يمكن الاستغناء عنها حتى ولو كلفه الأمر الكثير. مطالباً الحكومة بحل مشاكل شركات النظافة الوطنية، وحماية الزبالين التقليديين من تعسف المتعهدين الذين يقومون بتحرير شكاوى كيدية ضدهم. ملف خاص: مملكة «الزبالين».. ثروة مصر المفقودة رحلة «الزبال» المصرى: من «وافد» على القاهرة إلى «عامل نظافة».. وحتى انتظار «الفرج» ورش التخريز والفرز: حياة صعبة وسط «العفن» مدير مشروع تحسين أوضاع «الزبالين»: نجحنا فى تأسيس 75 شركة وطنية.. و«هيئة النظافة» أوقفت المشروع 6 أشهر من الاجتماعات.. وأخيراً «القاهرة» ترفض «تدوير المخلفات الصلبة»