ضياء رشوان: الإعلام المرئى «هرجلة» ولدينا أزمة فى غياب التخصص

ضياء رشوان: الإعلام المرئى «هرجلة» ولدينا أزمة فى غياب التخصص
قال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، إن الإعلام المصرى لديه أزمة غياب التخصص، خصوصاً فى الإعلام المرئى، مشيراً إلى أن سبب الأزمة هو غياب التكوين والاحترافية. وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أن القنوات الفضائية تبحث فقط عن مصلحتها وتحقيق النجاح بالاهتمام بالجانب الفنى والمالى على حساب الجانب البشرى.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية، لماذا يظهر بعض الإعلاميين بصورة سطحية سواء فى فهم بعض القضايا أو فى شرحها للجمهور؟
- السبب الرئيسى يرجع لغياب مفهوم التخصص عن الإعلام، خصوصاً المرئى، وسأعطى لك مثالاً، لو أن لدينا برنامجاً تليفزيونياً أو جريدة متخصصة فى الشأن الاقتصادى، أو أن إعلامياً يناقش ملف الصراع العربى الإسرائيلى فيجب عليه أن يكون على دراية كاملة بأبعاد هذه القضية، أو ملماً بالجوانب الاقتصادية، ويكون لديه قدر محترم من القراءة والاطلاع والمعرفة، والاطلاع أيضاً على التشريعات، لأن المادة الإعلامية ليست فقط تعتمد على الإعداد الذى سيجهز حلقة تليفزيونية، بل يعتمد على مقدم هذه الخدمة الذى سيحاور متخصصين فى ملف ما وعلى دراية بالأمور، والأصل هو التخصص، أما ما يحدث اليوم أو نشاهده فإن به قدراً كبيراً من «الهرجلة». والإعلام ليس أداءً شكلياً فقط، وإن كان مطلوباً بعض الشىء، لكنه أداء أمام كاميرا وميكروفون، ويتطلب شروطاً معينة، بل هو رسالة، وإذا كانت الرسالة الإعلامية هشة، سيكون الوعى الذى يخلقه الإعلام هشاً أيضاً ولن يعطى معلومة لأنه فاقد لها، وفاقد الشىء لا يعطيه، وما زال أمامنا الكثير.[FirstQuote]
■ هل الحل بوضع معايير محددة؟
- هذا يتوقف على المؤسسة الإعلامية، وكل زميل ينظر إلى نفسه، هل هو مُسلٍّ أم معلم أم مساعد. الإعلامى أو الصحفى المحترف يجب أن يكون لديه معرفة وقراءة جيدة، ولا يصح أن يكون كل ما يقوله أو يكتبه الإعلام المتخصص فى العالم لا يزيد على 10% مما يعرفه أو من مجمل رسالته الإعلامية.
■ وما سبب الأزمة الموجودة حالياً؟
- التكوين والاحتراف «مفيش حد بيخدّم على شغله»، ويجب مثلاً على الإعلامى إذا قرر مناقشة أمر سياسى داخلى أن يكون على معرفة بالنظام السياسى فى مصر وتاريخ الأحزاب ويكون على دراية بالدساتير التى وضعت والتشريعات التى خرجت، وتاريخ المجالس النيابية وأبرز الاحتجاجات السياسية «لو معرفش دا كله، يبقا بيشطب قبل ما يبدأ».
■ وما تأثير هذا الضعف؟
- تأثيره كبير، وقديماً كان التكوين والعلم هما الأساس، «شغلتنا عشان تعلّم لازم تتعلم، وإذا لم تَعلم لن تُعلم»، وهل الإعلام وهو يناقش أزمة غزة والحرب الإسرائيلية عليها، كم مرة قيل إن فلسطين بدأت المقاومة من وقت الاحتلال حتى عام 1987، وهى السنة التى تأسست فيها حركة حماس، ولم يشترك فى هذه الفترة أى عناصر تنتمى لما يعرف بالإسلام السياسى، وشارك فى المقاومة حركة فتح والمقاومة الشعبية وغيرها، يعنى 40 سنة بدون حماس، وهذا يعنى أن المقاومة أشمل من حماس ومن غيرها، وكم مرة قال الإعلام إن المقاومة فى غزة بدأت عام 1955 بقيادة الرائد مصطفى حافظ، الذى شكل كتيبة بأمر من مجلس قيادة ثورة 1952، وجرى اغتياله فيما بعد، وخان يونس يوجد بها مدرسة حتى الآن تحمل اسم «الشهيد مصطفى حافظ»، وذلك يعنى أن آباء الحمساويين الحاليين كانت تدربهم مصر.
أخبار متعلقة
قانونيون: تطبيق القانون الحل لمواجهة «الانفلات الإعلامى»
دراسة حديثة فى «إعلام القاهرة» تكشف: كوارث.. على هامش «التوك شو»
الباحث وعميد الإعلام الأسبق لـ«الوطن»: نحتاج إلى أجندة أولويات وطنية
خبراء: الإعلام يعانى من ظاهرة «الزعامة السياسية».. ويفتقر إلى «الدقة»
رؤساء القنوات يرحبون بمبادرة «الوطن»: آن الأوان لـ«تصحيح المسار من الداخل»
«خلطة الشطة»: الاعتماد على ضيوف «الصوت العالى».. وتهيئة «جو الخناقات» لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة
أستاذ العلوم السياسية: «المجلس الوطنى» مسئول عن حل الأزمة
ضياء رشوان: الإعلام المرئى «هرجلة» ولدينا أزمة فى غياب التخصص