الباحث وعميد الإعلام الأسبق لـ«الوطن»: نحتاج إلى أجندة أولويات وطنية

الباحث وعميد الإعلام الأسبق لـ«الوطن»: نحتاج إلى أجندة أولويات وطنية
قال الدكتور سامى عبدالعزيز، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإعلاميين السبت الماضى، «سُنة حميدة» بأن يلتقى رئيس الدولة بصناع الرأى العام. وأضاف «عبدالعزيز» فى حوار لـ«الوطن» أن الرئيس لا يحتاج إعلاماً ينافقه أو يجامله إنما يحتاج إعلاماً يدعم الوطن ويتحلى بالموضوعية. وتطرق الحوار مع «عبدالعزيز» إلى محاور عديدة تتعلق بالمشهد الإعلامى الراهن، وأداء الإعلام الخاص والرسمى، فى ظل ما تشهده مصر من تطورات خلال السنوات الأخيرة، وانعكاس ذلك على الإعلام.
■ فى البداية، كيف تابعت لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإعلاميين السبت الماضى؟
- الرئيس السيسى سن «سُنة حميدة» فى لقائه مع الإعلاميين، ليديروا ويقوموا ببناء المؤسسات مع الدولة، بل وعدهم فى نهاية لقائه بعقد لقاء شهرى معه، لمعرفة الرؤى المستقبلية وكيفية تطوير الإعلام بمصر ومساهمته فى بناء الدولة.
■ وما تقييمك لما دار فى اللقاء، بعدما كشفه عدد من الحضور عن الأجواء التى دار فيها؟
- أنا فخور بالمقال الذى كتبه الأستاذ مجدى الجلاد بعنوان «أنا مكسوف»، بخصوص لقاء الإعلاميين بالرئيس عبدالفتاح السيسى، وما دار به، لأن النقد الذاتى يأتى من داخل البيت الإعلامى.
■ ما حدود المسئولية الملقاة على الإعلاميين وقدرتهم على التأثير فى المجتمع؟
- أصبحت المسئولية على أكتاف الإعلاميين الآن أكثر من أى وقت مضى، لأنهم يؤثرون فى المجتمع، ولا بد أن يكونوا قادرين على حمل هذه المسئولية أمام الشعب.
■ حدثنا عن الدراسات التى تتناول تأثير الإعلام على المواطنين؟
- أنا باحث قبل أن أكون عميداً لكلية الإعلام، وأجريت سلسلة دراسات عام 2011 حتى الآن، ووجدت فى كل هذه الدراسات أن المواطن يشعر أن الإعلام أسهم فى التفتيت أكثر من التجميع ما عدا قبل ثورة 30 يونيو، ومن المفترض أن يصبح الإعلام على ما كان قبل ثورة 30 يونيو.
■ ما رأيك فى قول الرئيس عبدالفتاح السيسى إن «الزعيم عبدالناصر كان محظوظاً لأن الإعلام كان يؤيده فى خطواته»؟
- الرئيس يعلم أن وسائل الإعلام تؤثر فى المجتمع بالإيجاب أو السلب، فقال إن الإعلام لديه مسئولية عظيمة والزعيم عبدالناصر كان محظوظاً لأنه كان يتكلم والإعلام معه.
■ ما تقييمك لدور وسائل الإعلام، فى ظل الظروف التى تمر بها عدة دول عربية من أحداث كبرى؟
- توجد أخطار تحيط بالدول العربية، والخطر الأول هو ما يحيط بالدولة المصرية من جانب ليبيا الآن، وعودة العمال المصريين من ليبيا، وكذلك تردى الأوضاع فى سوريا والعراق، كل هذا عبء على الدولة بجانب الشأن المحلى، الخطر الثانى هو التآمر الدولى على مصر، فعدم دعوة مصر فى مؤتمر باريس بشأن الأزمة الحالية فى غزة نتيجة العدوان الإسرائيلى على القطاع، جاء لأن موقف مصر صلب، وعلى الرغم من أنها راعية مبادرة لوقف إطلاق النار، ووزير الخارجية جون كيرى أراد أن يسحب البساط من تحت أقدام مصر ويظهر تركيا وقطر على أنهما صاحبا القضية على الرغم من دور مصر ورعايتها للقضية الفلسطينية منذ زمن بعيد.
■ ما رأيك فى بعض الإعلاميين الذين فرضوا أنفسهم على الفضائيات رغم أنهم ليسوا مؤهلين؟
- يوجد فى مصر نجوم إعلام جهلاء ليس لديهم ثقافة عامة ولا دراية ببعض الأزمات وكيفية حلها، وهناك دراسات أجريت أظهرت أن كل 3 دقائق يقاطع المذيع الضيف مرتين، إضافة إلى تراجع الموضوعية وغياب المعلومة.
■ ما رؤيتك لحل هذه الأزمة؟
- الحل يبدأ من غربلة الساحة الإعلامية بوضع أجندة للوطن، ومن لا يستطيع أن يستمر على هذه الأجندة فلينسحب فوراً، فالإعلام شريك فى حمل هم الوطن، بشراكة فى المفهوم والتعددية والأيديولوجيات ووضع حلول إيجابية لحل المشاكل، فمثلاً موضوع سد النهضة الإثيوبى فعدد قليل من الإعلاميين ملم بهذه القضية.
■ هل يحتاج الرئيس إعلاماً يقف بجواره؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يحتاج إعلاماً ينافقه ولا يجامله وإنما يحتاج إعلاماً يدعم الوطن ويتحلى بالموضوعية.
■ ما نصيحتك للقائمين على البرامج فى القنوات الفضائية ومقدمى البرامج؟
- المعلومة هى الأساس فى الموضوع، فلا بد من التدقيق فى المعلومات والتحقق مما يتم نشره وتجرد الإعلامى من أهوائه ومصالحه الشخصية، ولا بد أيضاً من الإعداد والتأهيل كما يحتاج مقدمو البرامج إلى فحص نفسى بشكل دورى، وإقامة ورش عمل لمناقشة موضوعات الحلقات، فهناك بعض مقدمى البرامج يقرأون أسماء الضيوف والموضوع الذى تتم مناقشته قبل بدء الحلقة بنصف ساعة، ومن المفترض أن تكون هناك ورشة عمل قبل الحلقة بـ3 أيام.
■ ما نصيحتك للإعلام المصرى بشكل عام؟
- نصيحتى أنه لا بد للإعلام المصرى أن يدرك حجم التحديات التى تواجهها الدولة، فلا بد من مساعدة ومساندة الدولة المصرية لبناء مؤسساتها.
■ بحكم خبرتك فى مجال الإعلام والدراسة الأكاديمية والبحث.. بم تفسر اهتمام الرئيس بالإعلام؟ ومن أى نقطة ينطلق تفكيره فى هذا الموضوع؟
- الرئيس السيسى عايش 3 مراحل للإعلام، وعاش «عمى وحول وتهوّر» الإعلام فى مصر خلال الفترة الماضية، فالإعلام الأعمى تُملى عليه الأشياء فيقولها، والإعلام الأحول هو الإعلام الذى يرى الأشياء مشوشة ولا يتعمق فى الأشياء، والمتهور هو الإعلام المنفلت المتهور، وهو موجود فى مساحات كبيرة فى الإعلام المصرى حالياً ولا يحترم المعلومة ولا يدقق، وهو إعلام يعلو فيه الصراخ على الرأى، والرئيس كلينتون كان من أنجح رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تهيئة الإعلام وتغذيته بالمعلومات ولم يقم بالتكرار والزن على الأذن، كما فعل الرئيس جورج دبليو بوش الذى كان دائماً يكرر أن هناك مؤامرات وانتشاراً للإرهاب.
■ من وجهة نظرك.. هل يوجد مبرر لغياب ميثاق الشرف الإعلامى وحماية الإعلاميين؟
- لا أجد مبرراً لعدم ظهور ميثاق الشرف الإعلامى، لأنه ليس اختراعاً ولا سحراً، وهو متعارف عليه وجاهز وموجود، وهناك أكثر من جهة تقدمت بميثاق الشرف الإعلامى، لكن المشكلة هى من الذى يتولى تصديقه وتنفيذه؟ نحن فى انتظار التنظيمات الإعلامية الجديدة التى أقرها الدستور الجديد، سواء مجلس الإعلام الوطنى أو هيئة المسموع والمرئى أو هيئة الصحافة، فلا بد من التعجيل بظهورها فى أسرع وقت، خاصة أن الرئيس يملك السلطة التشريعية، بشرط ألا تنفرد بقوانين هذه الجهات جماعة دون أخرى ولا ينبغى ذلك.
أخبار متعلقة
قانونيون: تطبيق القانون الحل لمواجهة «الانفلات الإعلامى»
دراسة حديثة فى «إعلام القاهرة» تكشف: كوارث.. على هامش «التوك شو»
الباحث وعميد الإعلام الأسبق لـ«الوطن»: نحتاج إلى أجندة أولويات وطنية
خبراء: الإعلام يعانى من ظاهرة «الزعامة السياسية».. ويفتقر إلى «الدقة»
رؤساء القنوات يرحبون بمبادرة «الوطن»: آن الأوان لـ«تصحيح المسار من الداخل»
«خلطة الشطة»: الاعتماد على ضيوف «الصوت العالى».. وتهيئة «جو الخناقات» لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة
أستاذ العلوم السياسية: «المجلس الوطنى» مسئول عن حل الأزمة
ضياء رشوان: الإعلام المرئى «هرجلة» ولدينا أزمة فى غياب التخصص