دراسة حديثة فى «إعلام القاهرة» تكشف: كوارث.. على هامش «التوك شو»

دراسة حديثة فى «إعلام القاهرة» تكشف: كوارث.. على هامش «التوك شو»
كشفت دراسة بحثية حديثة أن الأخطاء اللغوية لدى بعض مقدمى البرامج لها تأثير كبير فى تراجع مستوى الإعلام والرسائل المقدمة للجمهور، حيث إن بعض الإعلاميين والضيوف يستخدمون مصطلحات تخرج عن آداب وأخلاقيات العمل التليفزيونى.
وأضافت الدراسة التى أعدها الدكتور عادل عبدالغفار، أستاذ الإعلام والرأى العام بجامعة القاهرة، تحت عنوان «الإعلام وتشكيل الرأى العام وبناء الوعى المجتمعى فى مصر»، أن الانفلات الإعلامى وتشويش الرأى العام المصرى أدى إلى حالة من التخبُّط الإعلامى، تشهدها مصر بشكل غير مسبوق وترجع فى أحد أسبابها الرئيسية إلى حالة السيولة السياسية التى عاشتها البلاد فى الفترة السابقة، وأخذ هذا الانفلات العديد من الأشكال والمستويات، كما ترك آثاره السلبية على اتجاهات الرأى العام المصرى، الذى أصبح أهم ملامحه التشويش والتشتُّت والانقسام خلال الفترة الماضية.
وأضاف «عبدالغفار» فى الدراسة التى أعدها أن أسباب حالة الانفلات الإعلامى التى عاشتها مصر خلال الفترة الماضية متعددة، وجاء فى مقدمتها الاستثمارات الضخمة التى تم ضخّها فى مجال الإعلام، خصوصاً فى مجال إنشاء القنوات الفضائية الجديدة، ليصبح عدد هذه القنوات فى تضاعف مستمر. يُضاف إلى ما سبق، ظاهرة الاحتكار الإعلامى على مستوى القنوات الفضائية والصحف الخاصة، ووجود تأثير ملحوظ لسيطرة رأس المال على التوجُّه السياسى للصحف والفضائيات بما يخدم مصالح مالكيها، وبروز ظاهرة الفضائيات الدينية على الساحة الإعلامية بكثرة، وما نُسب إليها من تخطى دورها الدينى للقيام بدور سياسى، بما يحمله ذلك من مخاطر خلط الدين بالسياسة. وتزايد عدد برامج الحوار التليفزيونية (التوك شوز) فى القنوات الحكومية والخاصة فى الفترة المسائية ليتجاوز 20 برنامجاً، تتنافس جميعها على مساحة المشاهدة للمواطن المصرى خلال الفترة المسائية، وتتناول الأحداث والمجريات ذاتها، كلٌّ بأسلوبه الخاص.
وأوضح «عبدالغفار» أن ملامح الانفلات الإعلامى الذى شهدته مصر فى الآونة الأخيرة متعددة، ساعدها فى ذلك قصور الخطاب الإعلامى الصادر عن الإدارة السياسية للأزمات، حيث نقصه اكتمال المعلومات ودقتها ومصداقيتها، بما أضعف قدرته على الإقناع، وأعطى الفرصة لوسائل الإعلام لنشر الشائعات والاجتهاد فى تقديم تفسيرات خاطئة للأحداث الجارية، ناهيك عن الاستقطاب والتحيُّز لهذا الطرف أو ذاك، مع الاتجاه نحو الإثارة حتى إن كان ذلك على حساب مستقبل الوطن والمسئولية المهنية فى الأداء الإعلامى.
وأكد أن الأخطاء اللغوية لدى بعض مقدمى البرامج كان لها تأثير كبير فى انحدار مستوى الإعلام والرسائل المقدّمة للجمهور، حيث إن بعض الإعلاميين والضيوف يستخدمون مصطلحات تخرج عن آداب وأخلاقيات العمل التليفزيونى.
واتجاه أشخاص ليس لهم علاقة بالإعلام للعمل كمقدمى برامج دون تدريبهم مهنياً على فنون الحوار والتقديم، كان سبباً رئيسياً لتردى الأوضاع، بالإضافة إلى ضعف اللغة العربية عند بعض مقدمى البرامج، ووجود الكثير من الأخطاء النحوية، والتركيز على الضيوف الذين يميلون أكثر إلى الإثارة واختلاق أزمات فى المجتمع، وأخذ الرأى العام إلى قضايا فرعية، واختفاء مستوى النقد البنّاء.
وشرح «عبدالغفار» اختفاء معايير الأداء المهنى لدى بعض الصحف وبرامج التوك شو الفضائية التى تضمن ضبط إيقاع العمل الإعلامى فى الظروف الحرجة التى شهدتها مصر، حيث ظهر بوضوح التحيُّز لوجهة نظر معينة على حساب التوازن، وتفضيل السبق الإعلامى على الدقة، وغلبة الإثارة على الحقيقة، وعدم التمييز بين الآراء والحقائق، وتفضيل الصالح الخاص على العام.
وعكست بعض الفضائيات حالة من الجدل العقيم تجاه الأحداث الجارية، مما أسهم فى تأجيج الصراع بين القوى السياسية، حيث ركزت على ما يفرّق أكثر من تركيزها على ما يُوحد فيما يتصل بمستقبل الحياة السياسية فى مصر، وعدم التركيز بشكل ملحوظ على مساحات التقارب التى يمكن البناء عليها بين مختلف أطياف العمل السياسى.
أخبار متعلقة
قانونيون: تطبيق القانون الحل لمواجهة «الانفلات الإعلامى»
دراسة حديثة فى «إعلام القاهرة» تكشف: كوارث.. على هامش «التوك شو»
الباحث وعميد الإعلام الأسبق لـ«الوطن»: نحتاج إلى أجندة أولويات وطنية
خبراء: الإعلام يعانى من ظاهرة «الزعامة السياسية».. ويفتقر إلى «الدقة»
رؤساء القنوات يرحبون بمبادرة «الوطن»: آن الأوان لـ«تصحيح المسار من الداخل»
«خلطة الشطة»: الاعتماد على ضيوف «الصوت العالى».. وتهيئة «جو الخناقات» لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة
أستاذ العلوم السياسية: «المجلس الوطنى» مسئول عن حل الأزمة
ضياء رشوان: الإعلام المرئى «هرجلة» ولدينا أزمة فى غياب التخصص