«إبراهيم» بعد 3 سنوات من التشرد: «برد الشارع أحسن من حضن أمي»

«إبراهيم» بعد 3 سنوات من التشرد: «برد الشارع أحسن من حضن أمي»
بين السيارات المركونة على جانبي الرصيف في منطقة المقطم بمحافظة القاهرة، يجلس طفل عمره 12 عامًا، ساندًا ظهره على أحدها، ومرتديًا بعض الملابس البسيطة التي يحارب بها التشرد الذي وجد نفسه فيه دون أن يختاره، فمنذ 3 أعوام، اضطر إبراهيم صالح إلى الهروب من عنف زوج والدته الذي كان يرغمه على العمل دون أجر.
بداية القصة بطلاق والديه
بدأت القصة عند حدوث بعض المشاكل بين والديه والتي أدت إلى الطلاق، وعاش الوالدان حياتهما الجديدة مع أشخاص آخرين، وأثناء وجود «إبراهيم» مع والدته في بيتها، كانت يعامل بطريقة عنيفة من قبل زوجها، الذي كان يعمل في بيع أسطوانات الغاز، وأثناء عمله كان يأخذ ابن زوجته معه ويعامله معاملة العبيد، فاضطر الطفل إلى الهروب، بحسب أمير محمد، أحد الجيران.
3 سنوات في الشارع
ويؤكد «أمير»، أنه يعرف والديه معرفة جيدًا، وأنهم يقطنون في منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة، مضيفًا: «الولد ده أنا أعرفه كويس وهو في الشارع كدة بقاله 3 سنين، لما أبوه وأمه اطلقوا والولد عاش مع جوز أمه اللي كان بيضربه ويستعبده، هرب في الشارع من العنف، ولما رجع تاني البيت رموه برا وقالوله مش عاوزينك».
بياكل مرة واحدة في اليوم
كان محمد محمود، يسير في شارع 9 بمنطقة المقطم، ليجد «إبراهيم» يجلس بابتسامة يملأها الحزن، وأمامه زجاجة مياه بسيطة، وعندما تحدث معه وعرض عليه طعامًا، رفض بشده واكد له أنه لا يأكل سوى مرة واحدة فقط في اليوم، إذ يقول: «كان بقالي 6 شهور كل ما أعدي لازم أشوفه، لما اتكلمت معاه قولت لازم أنقذه من الشارع، عشان كده صورته ونزلتها على الفيسبوك، وبعدها حد من أهله كلمني وقالوا لي هنروح ناخده، بس هو لسه موجود مكانه لحد دلوقتي».