«الوطن» فى «كمين المجزرة»: دماء الجنود على أقمشة الخيام.. وفوارغ الرصاص فى كل مكان

«الوطن» فى «كمين المجزرة»: دماء الجنود على أقمشة الخيام.. وفوارغ الرصاص فى كل مكان
ساعتان قبل أذان المغرب، استعد المجندون لإعداد وليمة الإفطار، بهمة ونشاط. مجند أعلى برج غير محصن ينتظر موعد الإفطار بشغف حتى ينتهى زملاؤه من الإفطار، ويصعد أحدهم إلى البرج ليتولى حراسة كمين «الكيلو 100» بدلاً منه، حتى ينهى إفطاره هو الآخر. قبيل المغرب واصل المجندون عملهم، يرتدون ستراتهم الكاكى، والسوداء وبيدهم سلاحهم، يفحصون رخص وأوراق السائقين والعابرين فى الكمين الذى طالته يد الغدر والإرهاب مساء أمس الأول.
قبل أسابيع من الهجوم الأخير الذى أودى بحياة 22 من قوة الكمين، وإصابة عدد منهم، تعرض الكمين لهجمة مسلحة وجرى رفع قوة التأمين من 15 مجنداً إلى حوالى 30، وتزويد قوة الكمين بمزيد من الأسلحة، فضلاً عن سيارتين لنقل الجنود وسيارة ذات دفع رباعى بمقدورها التوغل فى أودية الجبال المحيطة.
الهجوم الأخير كان عبارة عن استهداف بواسطة طلقتى «آر بى جيه» جرى توجيههما إلى مبنى النقطة الحدودية «الكمين الواقع على الكيلو 100 طريق الواحات البحرية الفرافرة»، وفتح المسلحون نيرانهم التى أودت بحياة 22 مجنداً من قوة الكمين وإصابة الباقين، فضلاً عن وقوع 3 من منفذى العملية.
بعد دقائق، وقبيل أذان العشاء، بحسب ما ذكره مصدر أمنى، انتقلت إلى موقع الكمين قوات الشرطة التابعة لمديرية أمن الوادى الجديد وقوات الجيش التابعة لقوات المنطقة الجنوبية وسلاح القوات الخاصة. وفى مقدمتهم اللواء محمد الفحام، مساعد قائد المنطقة الجنوبية، واللواء نبيل العشرى، مدير أمن الوادى الجديد.
22 شهيداً المجندين و3 قتلى من المهاجمين، تلك هى حصيلة الهجوم، فيما لطخت الدماء كل شىء فى موقع الحادث من الأسفلت إلى فراش النوم الخاص ببعض المجندين الذين كانوا وقت الهجوم فى فترة راحتهم، وعلى أكوام الطوب الأبيض الذى أُحضر لبناء حجرات مبيت إضافية للجنود عوضاً عن الخيام التى يبيتون بداخلها. وانتهت تلك الليلة الصعبة على أكوام من الجثث المحترقة، وجثتان مفقودتان، تم العثور عليهما فى صباح اليوم التالى للحادث.
فوارغ الرصاص موجودة فى كل مكان، أثر بعضها يتضح فى أقمشة الخيام المهترئة، وأثر بعضها الآخر فى إلحاق الضرر بمبنى الكمين الذى كان مقراً لضابطى الكمين.
مع تمام العاشرة مساء السبت، كانت قوات الجيش أجْلت المصابين السبعة فى الحادث إلى أقرب المستشفيات، وهى مستشفى الواحات البحرية المركزى الذى يبعد نحو 110 كيلومترات عن موقع الحادث، كما نقلت مروحية القوات المسلحة جثث وأشلاء المجندين القتلى، إلى مشرحة مستشفى القوات المسلحة بالقبة فى القاهرة.
وفى صباح الأحد اكتشف مجندو الدفاع المدنى جثتين إضافيتين بين رماد السيارات المتفحمة، عبارة عن أشلاء تخص ضابطاً ومجنداً كانتا مفقودتين ووجدتا متفحمتين، مبتورتى اليدين والقدمين، ليرتفع بهما عدد الشهداء إلى 22.
وانتقلت إلى موقع الحادث قوات من أجهزة أمنية وعسكرية عديدة، منها جهاز الأمن الحربى، ومباحث الأمن الوطنى، وقوات الحماية المدنية، وقوات العمليات الخاصة التى تولت مسئولية فحص وتفكيك السيارة التى استقلها منفذو الحادث، وهى سيارة مسروقة تحمل رقم «م ج ر 924».
أحد خبراء المفرقعات التابعين لقوات الجيش عثر أثناء فحص السيارة المستخدمة فى الحادث على حزام ناسف، و3 قنابل يدوية، وراية تنظيم القاعدة السوداء الشهيرة..
أما السيارة الثانية، بيضاء اللون دفع رباعى، فلم تكن تحمل أى أرقام ولم تتأثر بالحادث، ووفقاً لمصدر أمنى، رفض ذكر اسمه، فإن منفذى العملية «ينتمون لإحدى الجماعات الإرهابية، وسلكوا دروباً جبلية وأودية لا تصلها مركبات الجيش والشرطة بشكل دائم، وتمكنوا من اجتياز نقاط أمنية منتشرة على طريق الوادى الجديد إلى أن تمكنوا من استهداف الكمين، وأوقعوا 22 شهيداً بينهم ضابط. وأشار المصدر إلى أن تلك الدروب هى منطقة تهريب تمشطها القوات المسلحة من وقت لآخر بطائراتها وستشهد تشديداً أمنياً الفترة المقبلة».
ووفقاً للمصدر الأمنى فإن النقطة الأمنية التى شهدت مقتل المجندين، كانت قد تعرضت لهجوم بقذيفتى «آر بى جيه»، وأسلحة آلية، وتداول بعض أفراد الأمن فى موقع الحادث أن مرتكبيه استخدموا طلقات نصف بوصة بواسطة أسلحة آلية.
وعلمت «الوطن» من مصدر أمنى آخر أن مجموعة من الشباب العاملين فى مجال السياحة صادفوا أثناء رحلة سفارى ليلية منفذى العملية بين الجبال، ولفت إلى أن هؤلاء الشهود استدلوا على أوصاف منفذى العملية.
وقال المصدر «إن الشباب الذين شاهدوا منفذى العملية لمحوا سيارتين إحداهما مغطاة بغطاء مشمع على بعد حوالى 5 كيلومترات من النقطة 100 حرس حدود التى استهدفت السبت، وأوضح أن «النقطة 100 حرس حدود التى تبعد عن واحة الفرافرة 100 كيلومتر فى الطريق بين الواحات البحرية والفرافرة كانت قد تعرضت لهجوم مسلح منذ أسابيع، وقررت مديرية أمن الوادى الجديد رفع قوة الكمين التى كانت وقت الهجوم الأول». ولفت المصدر إلى أن الكمين الذى يقع عند مدخل محافظة الوادى الجديد كان يشهد تطويراً فى عدد من منشآته لاحتواء الطاقة الجديدة من الجنود.
الأخبار المتعلقة:
الجيش يبدأ عملية «الثأر 1» تحت إشراف «صبحى» و«حجازى».. والرئيس: «محدش هينام قبل ضبط الجناة»
«الدولة الإسلامية» أخطبوط الإرهاب فى أفريقيا
«الوطن» تكشف: 16 إرهابياً يتبعون «بيت المقدس» و«حبارة» وراء الحادث
لـ«رمضان» مذبحتان: «رفح» و«الوادى» محدش يقول على الإخوان «مسلمين»
إسلاميون: الحدث تحدٍّ للدولة و«إعلان حرب»
الأزهر: القتلة من «البغاة الآثمين».. ووزير الأوقاف يدعو إلى ضرب الإرهابيين فى «جحورهم»
الكنائس تدين.. وتطالب الإرهابيين بالصوم عن إراقة الدم
أسر شهداء «رفح» تنعى شهداء «الوادى»: «حسينا ولادنا ماتوا تانى»
«العربى»: نقدم التعازى لأسر الشهداء.. وندعم مصر ضد الإرهاب
سياسيون يحذرون من اتساع «حرب الإرهاب» ويطالبون بمحاسبة المقصرين
عسكريون: الحادث جزء من «مؤامرة ممنهجة» تنفذها قوى الشر المعادية
التفاصيل الكاملة لـ«مذبحة الحرس الثانية»
القوى السياسية والشعبية تطالب بمواجهة «مصائد الموت»
الحادث يكشف: الإرهاب يتطور.. والأمن «محلك سر»
الشهيد إلهامى حدد ميعاد زواجه «على العيد»
«كيف يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟»
قرى القليوبية ترتدى «ثوب الحداد»
والدة الشهيد «إسلام» تصرخ فيكم: «عايزة ولدى»
«تويتر» ينعى شهداء الوطن: «يا بلادى ليه موت جنودنا بقى شىء عادى»؟
أهل الشهيد «عبدالرازق»: واثقون فى قدرة الجيش على الثأر
قرية «النغاميش» بسوهاج تتشح بالسواد
والدة الشهيد «أندرو»: «قطعوك حتت يا ولدى»
«السيسى» يتقدم الجنازة العسكرية لشهداء مذبحة الفرافرة
دعاء «درويش» الدائم: «اللهم أسكنّى جنتك مع الشهداء والصديقين»
22 شهيداً فى «وادى الإرهاب»