قرى القليوبية ترتدى «ثوب الحداد»

كتب: عبدالوهاب عليوة وحسن صالح

قرى القليوبية ترتدى «ثوب الحداد»

قرى القليوبية ترتدى «ثوب الحداد»

سادت قرى القليوبية حالة من الحزن الشديد، وارتدت السواد حزناً على فراق شهداء مجزرة كمين الوادى الجديد الـ6، الذين قتلهم الإرهاب فى كمين الفرافرة. فى قرية أسنيت بكفر شكر، اصطف أهالى القرية أمام مسجد العزب فى انتظار جثمان الشهيد، الملازم أول محمد مصطفى إمام، لتوصيله إلى مثواه الأخير، وسط حالة من الغضب سيطرت على الجميع، احتجاجاً على الإرهاب، ومرددين «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله». الشهيد «محمد» متزوج منذ 3 سنوات، ولديه طفل يسمى «سيف» عمره شهر واحد. وقال عمه محمد مصطفى، موظف، إن الشهيد كان مثالاً للأخلاق فى كل شىء، يحبه الكبير والصغير، وحضر إلى القرية قبل رمضان فى إجازة، وعمل «سبوع» مولوده قبل أن يسافر بيوم. وقال عمه الثانى عبدالقادر مصطفى إن «محمد» كان دائم الاتصال به أثناء وجوده فى الكتيبة، وإنه حكى له أن الله كتب له عمراً جديداً عقب تعرض سريته للهجوم الأول عليها. أما والده الحاج إمام مصطفى، مدير عام بالتربية والتعليم، فقد أكد، والدموع تنهمر من عينيه، أن محمد آخر اتصال به كان يوم الجمعة الماضى، وكان من المفترض أن يعود أمس من إجازته الشهرية، لكن بسبب تأخر البديل بقى، واستشهد الاثنان. وقال أحمد جودة، أحد أهالى القرية، إن محمد كان مثالاً للشاب المكافح المحب لبلده، وكان دائماً يقول إننا نحمل أرواحنا على أيدينا فى كل مكان نذهب إليه، مشيراً إلى أنه قال: «كنت سأموت لأن الكتيبة تعرضت لهجوم». أما زوجته هاجر فقد جلست فى حجرتها وسط الأسرة، وهى فى حالة انهيار، تحتضن نجل الشهيد وهى تبكى، بجوار والدته الحاجة نادية عيسى «مدرسة» والتى راحت فى شبه غيبوبه، تفيق منها وتصرخ ثم تذهب مرة أخرى، ولا تنطق بكلمة سوى: انت فين يا محمد؟ وفى قرية المنشأة الصغرى التف الأهالى حول منزل الشهيد مصطفى شوقى فهيم، مجند، فى منظر جنائزى مهيب، ينتظرون وصول الجثمان، والكل لا يصدق ما حدث من هول المفاجأة. وقال سعيد رمضان، من الأهالى: فى البداية علمنا بالخبر، وعلمنا أن مصطفى أصيب فى العمل الإرهابى، وبعد ذلك علمنا أنه استشهد، وهو ما أصاب القرية كلها بالحزن منذ أمس ولم تر النوم. وفى كفر شكر وبوجوه شاحبة، وعيون دامعة، وقلوب يعتصرها الألم على فقدان ابن «القليوبية» مصطفى شوقى فى الحادث الإرهابى الذى استهدف كمين حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، بهذه الملامح الحزينة توافد العشرات من أهالى قرية المنشية الصغيرة التابعة لمركز كفر شكر بمحافظة القليوبية على مستشفى كوبرى القبة العسكرى، صباح أمس الأول السبت، بمجرد مشاهدة خبر مقتل جنود الوادى الجديد بعد فشلهم فى الاتصال بابنهم. يقول ناصر عبدالمجيد، ابن عم الشهيد، إن خبر وفاة ابن عمه تأكد بعد اتصال أحد أبناء البلدة الذى يوجد مع «مصطفى» فى نفس كتيبته بالوادى الجديد، موضحاً لهم أن الجثامين سوف تُنقل إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى خلال ساعات، وهو ما دفع أهل الشهيد العشرينى إلى التحرك فوراً إلى مبنى المستشفى فى انتظار وصول جثمان ابنهم. «خلى اخويا يكلمنى دلوقتى ضرورى».. هكذا بدأ «مصطفى» مكالمته الأخيرة إلى زوجة شقيقه الأكبر.. «صوته كان زى ما يكون حد بيجرى واره»، هكذا. الأخبار المتعلقة: الجيش يبدأ عملية «الثأر 1» تحت إشراف «صبحى» و«حجازى».. والرئيس: «محدش هينام قبل ضبط الجناة» «الدولة الإسلامية» أخطبوط الإرهاب فى أفريقيا «الوطن» تكشف: 16 إرهابياً يتبعون «بيت المقدس» و«حبارة» وراء الحادث لـ«رمضان» مذبحتان: «رفح» و«الوادى» محدش يقول على الإخوان «مسلمين» إسلاميون: الحدث تحدٍّ للدولة و«إعلان حرب» الأزهر: القتلة من «البغاة الآثمين».. ووزير الأوقاف يدعو إلى ضرب الإرهابيين فى «جحورهم» الكنائس تدين.. وتطالب الإرهابيين بالصوم عن إراقة الدم «الوطن» فى «كمين المجزرة»: دماء الجنود على أقمشة الخيام.. وفوارغ الرصاص فى كل مكان أسر شهداء «رفح» تنعى شهداء «الوادى»: «حسينا ولادنا ماتوا تانى» «العربى»: نقدم التعازى لأسر الشهداء.. وندعم مصر ضد الإرهاب سياسيون يحذرون من اتساع «حرب الإرهاب» ويطالبون بمحاسبة المقصرين عسكريون: الحادث جزء من «مؤامرة ممنهجة» تنفذها قوى الشر المعادية التفاصيل الكاملة لـ«مذبحة الحرس الثانية» القوى السياسية والشعبية تطالب بمواجهة «مصائد الموت» الحادث يكشف: الإرهاب يتطور.. والأمن «محلك سر» الشهيد إلهامى حدد ميعاد زواجه «على العيد» «كيف يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟» والدة الشهيد «إسلام» تصرخ فيكم: «عايزة ولدى» «تويتر» ينعى شهداء الوطن: «يا بلادى ليه موت جنودنا بقى شىء عادى»؟ أهل الشهيد «عبدالرازق»: واثقون فى قدرة الجيش على الثأر قرية «النغاميش» بسوهاج تتشح بالسواد والدة الشهيد «أندرو»: «قطعوك حتت يا ولدى» «السيسى» يتقدم الجنازة العسكرية لشهداء مذبحة الفرافرة دعاء «درويش» الدائم: «اللهم أسكنّى جنتك مع الشهداء والصديقين» 22 شهيداً فى «وادى الإرهاب»