بلاتا.. مهندس طيران هجر مهنته وزار 3 قارات لإخراج أشهر أفلام الحرب العالمية

بلاتا.. مهندس طيران هجر مهنته وزار 3 قارات لإخراج أشهر أفلام الحرب العالمية
- أسرى حرب
- البحرية اليابانية
- الجنود الأمريكيين
- الجيش الأمريكى
- الجيش الفلبينى
- الجيش اليابانى
- الحرب العالمية الثانية
- الدول الأوروبية
- أسرى حرب
- البحرية اليابانية
- الجنود الأمريكيين
- الجيش الأمريكى
- الجيش الفلبينى
- الجيش اليابانى
- الحرب العالمية الثانية
- الدول الأوروبية
عندما بدأ الجيش الإمبراطورى اليابانى غزوه جزر المحيط الهادئ، استهدفت هجماته قوات الجيش الأمريكى، التابعة للجنرال دوجلاس ماكارثر فى الشرق الأقصى والتى شملت عشر فرق من جنود الجيش الفلبينى المنضمين حديثاً والمجهزين بشكل شىء، وقوة مشاه تابعة للجيش الأمريكى مع وحدات داعمة من الكشافة الفلبينية التى أهملها التاريخ ولم يلتفت لها الكتاب فى مؤلفاتهم إلا القليل منهم، ما جعل المخرج الأمريكى دونالد بلاتا يعتبر أولئك الجنود قضيته الخاصة التى سخر لها وقته وإمكانياته وغامر بمستقبله المهنى أيضاً من أجلها.
«تلقيت تعليمى فى مجال الطيران، وحصلت على شهادتى الجامعية فى تخصص هندسة الطيران وعملت فى المجال لعدة سنوات، وطورت نفسى حتى أصبحت مدرباً للطيران التجارى، لكن خلال كل هذه السنوات لم يشغل تفكيرى سوى الجنود الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية ولم يتذكرهم أحد، فكرت طويلاً حتى توصلت إلى طريقة قد تكون غريبة بعض الشىء بالنسبة لشخص مستقر فى عمله الذى يوفر دخلاً مناسباً جداً، وقررت دراسة الإخراج فى مدارس السينما الوطنية ومعهد الإخراج فى هوليوود على نفقتى الخاصة لأنتج أفلاماً وثائقية عن هذه الفئة المظلومة»، حسب حديث المخرج الأمريكى دونالد بلاتا لـ«الوطن».
«جنود منسيون».. ذلك الفيلم الذى أحدث ضجة فى الرأى العام الأمريكى عام 2012، كونه كشف جانباً جديداً فى مشاركة الكشافة الفلبينية ومساندتها للجيش الأمريكى فى الحرب العالمية الثانية فى أول معارك تخوضها القوات الأمريكية خلال الحرب، ما جعله يسافر إلى أكثر من ولاية أمريكية والفلبين وبعض الدول الأوروبية للبحث عن هؤلاء الجنود الذين كانوا شباباً فى أربعينات القرن الماضى وكانوا سبباً فى تفوق بلاده ضد اليابانيين فى الحرب.
مخرج الفيلم: عددهم 12 ألفاً مات نصفهم فى القتال وبقى 118 فقط أحياء حتى 2012 بين فاقد للذاكرة ومريض نفسى
رحلة بحث «بلاتا» عن أولئك الجنود لم تكن سهلة على الإطلاق، فمن أصل الكشافة الفلبينية البالغ عددها 12000، كان 118 فقط منهم على قيد الحياة حتى عام 2012، ومات 6000 خلال خوضهم معارك الحرب، والذين بقوا منهم على قيد الحياة تأثروا بعامل السن فمنهم من فقد الذاكرة أو عاد للمعيشة فى أماكن قبلية أو تضرر نفسياً جراء الحرب.
نجح المخرج الأمريكى فى أولى تجاربه للوصول إلى عدد من جنود الكشافة الفلبينية الذين شاركوا بجانب القوات الأمريكية فى الحرب وقاموا بحماية الجيش الفلبينى أثناء انسحابهم من خليج لينجين إلى باتان، حيث استرجعوا مواقفهم البطولية على جزر باتان وكوريجيدور، فالأولى شهدت أول معركة للجيش الأمريكى فى الحرب العالمية الثانية وآخر معاقل الحلفاء التى صمدت ضد اليابانيين فى المحيط الهادئ.
فى هذه الأثناء سعت الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تنظيم دفاعاتها فى المحيط الهادئ وإعادة بناء أسطولها الذى دمره اليابانيون فى ميناء بيرل هاربر، ما جعل اليابانيين يفرضون حصاراً بحرياً على باتان لتجويع الجنود فيها وفى كوريجيدور، وتعرض الجنود لواحدة من أسوأ الفظائع العسكرية فى تاريخ الحرب العالمية الثانية والتى سميت بـ«مسيرة موت باتان»، لكن حتى بعد الأهوال التى عايشها هؤلاء الجنود فى المعتقلات اليابانية واصل الناجون منهم المشاركة كجنود فى الجيش الأمريكى لوقف غزو اليابان للفلبين.
روى قدامى المحاربين من الكشافة الفلبينية فى فيلم «جنود منسيون» تجاربهم الشخصية لدونالد بلاتا ووصفوا الأحداث والمعارك بكل دقة، وأشركهم المخرج الأمريكى فى الإشراف على إعادة اللقطات التمثيلية الخاصة بالمعارك فى باتان.
من بين القصص الكثيرة التى رواها جنود الكشافة الفلبينية خلال تصوير الفيلم «وعد كبار الضباط فى واشنطن بإرسال تعزيزات وطائرات ودعم بحرى وإمدادات، لكن الطائرات والتعزيزات لم تأت مطلقاً، صد الرجال العدو لمدة أربعة أشهر، محاطون بقصف قوى من البحرية اليابانية، وبينما تضاءلت الذخيرة والأدوية والإمدادات الغذائية ذهبوا إلى نصف حصص الإعاشة، ثم ثلث حصص الإعاشة، لقد تم تجويعهم بسبب الحصار اليابانى، وضحايا الملاريا والزحار ومجموعة متنوعة من الأمراض المدارية كانوا بالآلاف».
بعد أربعة أشهر تقريباً من القتال المستمر، وبعد سقوط كل معاقل الحلفاء الأخرى فى المحيط الهادئ، استسلم القائد للهجوم اليابانى، الذى لو كان يعرف ما الذى سيحدث بعد ذلك، ربما أعاد النظر فى الأمر. كان من الممكن أن يعانى الناجون من معركة باتان من أسوأ الفظائع التى ارتكبت على الإطلاق ضد الجنود الأمريكيين، وهى مسيرة موت باتان، حيث مات الآلاف من الجنود فى مسيرة موت، وآلاف الجنود الآخرين فى معسكرات الاعتقال اليابانية المروعة، معاناة فى القتال وكأسرى حرب، مات أكثر من نصف هؤلاء الرجال الشجعان على أيدى الجيش اليابانى. تسبب فيلم «جنود منسيون» فى تخليد ذكرى بطولات وإنجازات هؤلاء الجنود فى محاولة لتوثيق ما فعلوه.