"الوطن" تصل إلى جنود الحرب العالمية: مغربي هرب من اضطهاد الأهل فاصطدم بويلات المعركة

"الوطن" تصل إلى جنود الحرب العالمية: مغربي هرب من اضطهاد الأهل فاصطدم بويلات المعركة
- الاقتصاد المغربى
- البحر المتوسط
- الجيش الفرنسى
- الحرب العالمية الثانية
- العمل الحر
- القوات الفرنسية
- المغرب العربى
- انتهاء الحرب
- الاقتصاد المغربى
- البحر المتوسط
- الجيش الفرنسى
- الحرب العالمية الثانية
- العمل الحر
- القوات الفرنسية
- المغرب العربى
- انتهاء الحرب
كانت مساهمة المغرب إلى جانب فرنسا فعالة ومؤثرة فى الحرب العالمية الثانية، وإضافة إلى تجنيد المغاربة فى صفوف الجيش الفرنسى، فقد تم تحويل الاقتصاد المغربى لصالح المجهود الحربى، حيث قدر عدد المغاربة المجندين إلى جانب فرنسا بنحو 21 ألف جندى شاركوا فى أهم المعارك التى خاضتها القوات الفرنسية فى الحرب مثل الحملة على بلجيكا، حملة تونس، ومعركة كاريجليانو والدخول إلى روما. من ضمن القوات المغربية التى شاركت فى الحرب العالمية الثانية، تطوع الشاب الحسين بن محمد، كسائق شاحنة مسئول عن توصيل الإمدادات للكتائب المشاركة فى المعارك لتحرير فرنسا، ونقل الذخيرة والأسلحة والجنود المصابين.
«جدى تطوع فى الجيش الفرنسى بعمر العشرين عاماً، فى رحلة صعبة عبر سفينة حربية فرنسية مع شباب من المغرب العربى وأفارقة من المستعمرات الفرنسية.. لم يكن التدريب جيداً، وكانت توجد فوارق شاسعة فى المعاملة بين جنود المستعمرات والجنود الفرنسيين، فجدى ورفاقه كانوا فى الصفوف الأولى من المعارك ضد قوات دول المحور، وأظهروا بسالة شديدة فى القتال وشجاعة منقطعة النظير فى التقدم نحو تحصينات الألمان»، حسب رواية عبدالرحيم أتواتى، حفيد الحسين بن محمد لـ«الوطن».
رحلة «الحسين» إلى فرنسا لم تكن للقتال فقط، بل كانت هروباً من الواقع المرير الذى يعيشه فى بلاده، فوالده توفى منذ أن كان جنيناً فى بطن أمه، وعمه كان يضطهده ويعامله بقسوة خلال مرحلة الطفولة، وحينما اضطرت والدته للزواج من شخص آخر عامله معاملة تزيد قسوة عن معاملة عمه، وظل يعانى طيلة 19 عاماً من عمه وزوج أمه، فويلات الحرب كانت أهون بالنسبة له من الحياة كعبد.
أجواء الحرب كانت غريبة على الشاب المغربى الذى لم يخرج من طنجة طوال السنوات الفائتة من عمره، ليجد نفسه بين جنود من جنسيات مختلفة يحاربون عدواً واحداً لا يعرف الرحمة، ما جعله يحاول التأقلم منذ اللحظة الأولى التى وطأت قدماه رمال الشاطئ الفرنسى، رفقة آلاف من الجنود المغاربة والتونسيين والجزائريين ضمن فيالق المستعمرات الفرنسية.
التحدى الأكبر بالنسبة للحسين كان العودة حياً من هذه الحرب حتى يرى والدته بعد تلك السنوات العجاف، وفى أول اختبار حقيقى واجهه الشاب العشرينى نجح فيه، فحينما كان ينقل جنوداً بالشاحنة هجمت عليهم قوة ألمانية واستطاع الهروب من مرمى النيران وبعيداً عن الألغام، وأنقذ أرواح جميع الجنود بلا استثناء، ما جعل قادته يمنحونه ترقية استثنائية نظير شجاعته ومهارته فى القيادة، ليتولى فيما بعد مسئولية شاحنات الوحدة الفرنسية ويصبح رئيساً للسائقين. تنتهى الحرب ويقطع الجندى المغربى الرحلة ذاتها عبر البحر المتوسط على متن نفس السفينة الفرنسية، لكن مع 3 فقط من أصدقاء الطفولة، حيث تطوع الحسين مع 16 شاباً من طنجة جميعهم أصدقاء منذ نعومة أظافرهم، ولقى 12 منهم حتفهم فى المعارك.
العودة لم تكن حميدة مطلقاً، فالأم التى طالما حلم باحتضانها عقب انتهاء الحرب توفيت قبيل أشهر من إعلان ألمانيا الاستسلام لقوات الحلفاء، وقام عمه بالاستيلاء على ميراثه، ليبدأ الحسين بن محمد من الصفر ويعمل بجد معتبراً أن فترة الحرب مرحلة انتهت من حياته لن تعود مجدداً.
حفيده: جدى آخر متطوع من طنجة شارك فى الحرب الثانية وتوفى فى 2017 عن عمر يناهز 97 عاماً
رفض بن محمد العمل لدى أى شخص، وفضل العمل الحر، فمعاملة عمه وزوج والدته له أفقدته الثقة فى التعامل مع أى مدير، وكان يحب أن يناديه معارفه بـ«المعلم» فى إشارة إلى أنه سيد نفسه ولا يوجد شخص يفرض عليه السيطرة، ليصبح آخر متطوع مغربى من طنجة شارك فى الحرب العالمية الثانية، وظل على قيد الحياة حتى عام 2017 حتى توفى عن عمر ناهز 97 عاماً.