حكاية جندي ياباني ظل يحارب 29 عاما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية

حكاية جندي ياباني ظل يحارب 29 عاما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
- إلقاء القبض
- الاتحاد السوفيتى
- الجيش اليابانى
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة اليابانية
- الرئيس الفلبينى
- الشرطة المحلية
- جندي ياباني
- إلقاء القبض
- الاتحاد السوفيتى
- الجيش اليابانى
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة اليابانية
- الرئيس الفلبينى
- الشرطة المحلية
- جندي ياباني
كين كروكيت، مواطن أمريكى قاده فضوله للبحث عن ذلك الجندى اليابانى الذى قضى 29 عاماً مختبئاً فى الفلبين، ظناً منه أن الحرب العالمية الثانية لم تنته بعد، حتى أتيحت له الفرصة للقائه عام 1992.
«كنت متأكداً من أن الكثيرين يعرفون قصة الملازم ثانى هيرو أونودا، لقد تشرفت بلقائه عام 1992 فى خطاب ألقاه، بعد عودته إلى اليابان، حيث كان قد غادر إلى البرازيل بعد عودته فى المرة الأولى، قائلاً (إن اليابان كانت مزدحمة للغاية وليس هى نفسها)، إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، كان سيعود إلى اليابان مرة أخرى بعد عام، ويستضيف معسكراً صيفياً للأطفال، يركز أساساً على مهارات البقاء فى الهواء الطلق»، حسب حديث كروكيت لـ«الوطن».
شارك «أونودا» فى الحرب العالمية الثانية كضابط استطلاع فى الجيش الإمبراطورى اليابانى، حيث يعد آخر جندى فى جميع الجيوش المشاركة فى معارك وعمليات استسلم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وظل مختبئاً فى أدغال جزر الفلبين لمدة 29 عاماً، وتحديداً حتى عام 1974، عندما قرر تسليم نفسه للقوات المسلحة الفلبينية.
رفض «أونودا» الاقتناع بأن الحرب العالمية الثانية انتهت عام 1945 وأن الجيش اليابانى الذى انخرط فى الخدمة ضمن قواته خسرها، واستسلامه كان السبب فى نهايتها، ليقرر الاختباء فى الجزر الفلبينية مع 2 من رفاقه وخاضوا حرب عصابات قتل خلالها 30 مواطناً فلبينياً اشتبه «أونودا» فى أنهم أعداء للإمبراطورية اليابانية.
5 سنوات مرت على تعايش الجنود الثلاثة اليابانيين فى الجزيرة الفلبينية، لكن عام 1950 عاد أحدهم إلى طوكيو وأخبر القيادة العامة للجيش اليابانى أن هناك جنديين ما زالا عالقين فى أدغال الفلبين، وبعد أيام من التحقيق مع الجندى رفيق أونودا السابق، ألقت الطائرات اليابانية منشورات فى جزيرة لوبانجا الفلبينية التى كان يختبئ فيها «أونودا» والجندى الآخر تخبرهما فيها أن الحرب العالمية الثانية انتهت، وأن الجيش اليابانى هزم منذ 5 سنوات وأن دول المحور استسلمت بلا استثناء لدول الحلفاء والاتحاد السوفيتى، لكن «أونودا» وصديقه، المخلصين للإمبراطور رفضا أن يصدقا المنشورات وظلا فى موقعهما القتالى، واشتبكا مع الجنود الفلبينيين أكثر من مرة، دون أن تتمكن القوات الفلبينية من إلقاء القبض عليهما.
بعد 4 سنوات ظن المسئولون فى اليابان والفلبين أن «أونودا» والجندى المرافق له لقيا حتفهما، فأوقفتا البحث عنهما، وفى 1972 انتشر خبر مقتل رفيق «أونودا» بعد اشتباك مع جنود تابعين للقوات الفلبينية، وبقى على قيد الحياة وتمكن من الفرار مرة أخرى، فأرسلت اليابان أفراداً من عائلته من أجل إقناعه بالعودة إلى اليابان، إلا أنه رفض مناقشة الفكرة معهم، وظن أن قوات الحلفاء ضغطت عليهم لإقناعه بالعودة، ولم يقبل العودة إلى بلاده إلا بعد أن أرسلت الحكومة اليابانية قائده العسكرى السابق أثناء الحرب العالمية الثانية لإقناعه بالعودة، وهو ما تم بالفعل بعد محاولات كثيرة سنة 1974، وبعد عودته لليابان أكد أنه لم يكن يفكر فى شىء سوى تنفيذ الأوامر فقط.
وقال «أونودا» بعد عودته لليابان إنه ظن أن محاولات إثنائه كانت بفعل حكومة يابانية ضعيفة وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الحكم بعد الحرب العالمية الثانية، ونجح «أونودا» فى الاستفادة من عفو الرئيس الفلبينى حينها فرديناند ماركوس عن قتله جنوداً فلبينيين، كما أنه قتل مزارعين وأحرق ممتلكات خاصة.
الأمريكى "كروكيت": عندما التقيته وجدته هادئاً رغم أنه لم يكن يرحم فى القتال
«أونودا» قرر أن يبدأ حياته الجديدة بالهجرة إلى البرازيل، نظراً لأنه كان يرى نظرات السخرية منه بعدما علم اليابانيون بقصته، وتزوج وعمل كمزارع هناك، وتبرع بجزء كبير من أمواله للأطفال فى الجزيرة الفلبينية التى كان مختبئاً بها قبل أن يعود لليابان سنة 1984 ويعيش حياة طبيعية حتى وفاته عن عمر ناهز 91 عاماً بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة فى منزله بولاية واكاياما باليابان. وقال عنه كين كروكيت: «كان رجلاً هادئاً ومتواضعاً جداً، لكننى استمعت أيضاً لرواياته منه ومن أشخاص آخرين عن أنه لا يرحم فى القتال بميدان المعركة، حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (وهو بالطبع لم يكن يعلم ذلك)».
يختتم «كروكيت» حديثه لـ«الوطن»: «فى كل مرة كان أونودا يعتقد أن الحرب العالمية قد انتهت أخيراً، فإن رحلة قاذفات القنابل التى كانت تحلق فى الجو أثناء الحرب الكورية، أو طائرات نقل المقاتلين فوق الجزيرة لفيتنام، لكن أتوقع أنه ربما كان يعلم بشكل غريزى أن الحرب العالمية الثانية انتهت بالفعل، لكنه لم يكن يميل إلى الوثوق بأى شخص فى الجزيرة التى كان يختبئ فيها فى الفلبين، بما يعتبر هذا أحد أهم الأسباب وراء عدم تعاونه مع الشرطة المحلية فى جزيرة لوبونجا».