حكاية إفّيه| «إنتَ جيت.. يا رمضان؟!»

10:48 م | الجمعة 31 مايو 2019

يعجز عقل «رمضان السكرى» عن إدراك التحول الذى طرأ على أبنائه، فلا يستوعب أن الأبناء الذين كانوا بالأمس «عيالاً» قد كبروا، وكبرت معهم مشاكلهم، «سلطان» الفاشل: «أربع سنين فى توجيهى ما خلصش لحد دلوقت»، ما يفسر عجزه عن تهجئة كلمة «تذكرتين»، و«كمال»، الطالب الجامعى، الذى يقع فى غرام الجارة المطلقة «سونة أجدع ناس» فيرغب فى الزواج منها رغم كونها أماً لأربعة أطفال، «وسحر» الابنة التى تسعى لأن تحترف الرقص فى الملاهى الليلية «أختى أنا تشتغل رقاصة!»، وأخيراً «عاطف» الذى يهيم بسعاد حسنى ويطاردها بالمكالمات الهاتفية: «طب حد يخش لها الحمام طيب»، «العيال» أنفسهم لا يعرفون أنهم كبروا إلا حين يعثرون على خطاب فى حقيبة الأب مرسل إليه من سيدة تغازله: «مونامور.. مون شيرى»، يتهكم «سلطان»: «رمضان بطيخة بقى مونامور»، تتفق السيدة مع الأب على الزواج فور أن يقوم بتطليق زوجته «زينب»، أم أولاده، يدرك الأبناء أبعاد المشكلة فيجتمعون معاً، يجلس «سلطان» إلى جوار «عاطف»: «هو أنا قعدتى جت جنبك فى المجلس؟! ده احنا هنشوف أيام سودا»، يتفق الأبناء على إثناء الأب عن الهروب مع السيدة، ويرون أن أفضل حل هو أن يقدموا له أنفسهم كأبناء مطيعين، فيتوقفون عن إثارة المشكلات، ومن ناحية أخرى يعتزمون «دردحة» الأم، حتى لا ينظر الأب لغيرها، ويوكلون المهمة لـ«سلطان»: «أول ما تشوفى بابا جاى، تقولى له: إنتَ جيت يا رمضان؟!.. ينيلك يا أبوصيام».

«العيال كبرت» واحدة من أشهر المسرحيات الكوميدية التى عرضت فى مصر عام 1979، أخرجها سمير العصفورى وكتبها سمير خفاجى، وبهجت قمر، ولعب أدوارها سعيد صالح ويونس شلبى وأحمد زكى، تُفجر المسرحية سيلاً من الضحكات، بعدد لا ينسى من الإفيهات، فالأبناء الذين يجتهدون من أجل تحسين صورتهم أمام والدهم يلبسون أفضل ما لديهم: «جلابيب بيضاء قصيرة»، وينتظرونه، وبمجرد دخوله عليهم يلقون تحية الصباح: «طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة»، يتبعونها بـ: «رمضان جانا وفرحنا به»، وأخيراً: «يا رب خللى بابا، وقوى صحته، وإديه يا رب دايماً على قد جزمته»، يبدى الأب دهشته ويطلب منهم الانصراف فيرفضون: «ما نقدرش، أصل حضرتك واحشنا، ولازم نبوسك، هتتباس يعنى هتتباس، هنقفل الأوضة بالترباس، وتتباس يا عباس».