تجربة «أنور عكاشة» الروائية: خسرناه ككاتب لحساب الدراما.. وقدم فن «القصة - المقال» فى كتابه «على الجسر»

تجربة «أنور عكاشة» الروائية: خسرناه ككاتب لحساب الدراما.. وقدم فن «القصة - المقال» فى كتابه «على الجسر»
- أسامة أنور عكاشة
- أسامة على
- أعمال درامية
- الأعمال الدرامية
- التراث الثقافى
- الحب الأول
- الحقوق القانونية
- الدراما التليفزيونية
- الشخصيات الأدبية
- الشهد والدموع
- أسامة أنور عكاشة
- أسامة على
- أعمال درامية
- الأعمال الدرامية
- التراث الثقافى
- الحب الأول
- الحقوق القانونية
- الدراما التليفزيونية
- الشخصيات الأدبية
- الشهد والدموع
فى عام 2008 وبعد انقطاع طويل عن دنيا الأدب، عاد أسامة أنور عكاشة إلى عشقه الأول، وأصدر رواية «سوناتا لتشرين»، التى أودع فى مقدمتها تأملاته الخاصة بمشروعه الأدبى وتحولاته، من القصة إلى الرواية ثم الكتابة للدراما والسينما والمسرح، مفسراً أسباب غيابه عن دنيا الكتاب المطبوع، قائلاً: «جرفتنى جاذبية الدراما وخطورتها وتميزها بقدرتها الفائقة على استقطاب أكبر قاعدة بشرية للتلقى، وحملتنى أمواجها إلى شواطئ بعيدة، فانغمست حتى أذنىّ سابحاً ومبدعاً ومستمتعاً.. لكنى لم أستطع أبداً نسيان الحب الأول وظللت متشبثاً بالأرض التى شهدت فجر موهبتى»، موجهاً للقارئ التساؤل الذى يشغله: «هل يغفر لى قرائى غياباتى وندرة إنتاجى؟ أم تراهم يلتمسون لى شيئاً من العذر؟ أم سيؤجلون الحكم على ما بعد تذوق الثمرة؟».
قبل أن يتجه الكاتب أسامة أنور عكاشة للدراما، بدأ مشواره الإبداعى قاصاً، فكتب القصة القصيرة ثم الرواية، وطرح أولى مجموعاته القصصية بعنوان «خارج الدنيا» فى عام 1967، ثم رواية «أحلام فى برج بابل» فى عام 1973، ثم المجموعة الثانية «مقاطع من أغنية قديمة» فى 1985، كما صدرت له رواية «منخفض الهند الموسمى» فى 2000، وفى العام التالى صدرت رواية «وهج الصيف»، وكان آخر أعماله الروائية «سوناتا لتشرين» التى صدرت فى 2008، كما صدر له كتاب «على الجسر.. مقالات وحكايات»، فى 2005، وهو عبارة عن تجربة خاصة من المقالات القصصية.
يسرى عبدالغنى: أعماله الأدبية لا تقل روعة عن الدراما.. وهو مبدع يمتلك أدواته وظُلم كروائى وقاص
يأسف الدكتور يسرى عبدالغنى، الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والباحث فى التراث الثقافى، على ما أسماه «صب أسامة أنور عكاشة فى خانة واحدة، وهى خانة كاتب الدراما»، مضيفاً أن «الرجل ظُلم كقاص وروائى، رغم أنه أديب يملك أدواته، فأعماله غير معروفة على مستوى النشر، وغير موجودة فى المكتبات، كما أنه لم ينل نصيبه فى الدراسات التى تتناول كتاباً آخرين، والتى تحتاج إلى تحليل علمى، كما أن كل ما كُتب عنه من نقد مجرد نقد انطباعى»، مؤكداً أن «مستوى إبداعه الأدبى لا يقل عن مستوى أعماله الدرامية، ولا أبالغ حين أقول إن الأديب تفوق داخله على الدرامتيك، فلو تفرغ لإبداعه لترك لنا ثروة رائعة كقاص وروائى وفى أدب الوجدانيات»، وأضاف «عبدالغنى» لـ«الوطن»، أن أعمال «عكاشة» تميزت بالواقعية الشديدة الممزوجة بالفن، ولم يقع فى فخ «المباشرة والخطابية واللهجة الزاعقة»، التى وقع فيها أبناء جيله من الكتاب، واستطاع عمل المعادل الموضوع بجدية، وهو المزج بين الفن والفكر، الشكل والموضوع، كما أنه لم ينس عالمه المفضل وهو عالم المهمشين والفقراء والمحبطين.
وعلق «عبدالغنى» على بعض أعمال «عكاشة» الأدبية قائلاً: «(منخفض الهند الموسمى) رواية رائعة، «سوناتا لتشرين» رواية رائعة أيضاً وتتناول علاقة السلطة بالإعلام، ورغم أن كونها رواية إلا أنها تميزت بالذكاء المميز لعملية السرد الدرامى، أما «الناس اللى فى التالت» وهى مسرحية تناول فيها مأساة الناس فى العالم الثالث بشكل رائع، أما رواية «جنة مجنون» فهى رواية قصيرة، تتحدث عن مسألة الجنون ويطرح خلالها السؤال: هل الجنون نسبى؟ واعتمد على الشق النفسى، كان واضحاً ونشعر من خلالها بنغمة جديدة فى الكتابة وهى التحاور مع القارئ»، لافتاً إلى أن الرواية ظهرت فى وقت موجة الروايات الكبيرة على الساحة الثقافية، حيث كانت الروايات تتخطى الـ600 صفحة، لكنه كان يعى أن المسألة ليست بكم الصفحات، وهناك أيضاً «أوراق مسافر»، وهى مكتوبة بشكل رومانسى شديد الجمال، يتحدث فيها عن المشاعر والذكريات الجديدة، وواصل «عبدالغنى»: هناك أيضاً كتاب مهم جداً «على الجسر»، ولأنه كان يكتب لفترة طويلة مقالات فى جريدة الأهرام، وخلال قراءة المقالات، كنا نعتقد أنه لا يوجد رابط بين المقالات، لكن عند جمعها فى كتاب، اكتشفنا أننا أمام مشروع ثقافى مهم، والكتاب يكشف عن شىء جديد عند أسامة وهو القصة/ المقال، حيث يعد رائداً فى هذا الفن، وهو فن موجود فى الأدب الغربى، لكن غير موجود لدينا.
سهير المصادفة: كتاباته لم تنل حظها من الشهرة وهيئة الكتاب ستسعى لإعادة طبع نتاجه الأدبى
وكذلك -والحديث لـ«عبدالغنى»- له كتاب «تباريح خريفية»، ونلاحظ أن تكرار استخدام الجو والمناخ فى كتابته هى فكرة فلسفية، وتحمل دلالات نفسية، والكتاب يركز على الوجدان والذكريات، كسر فيه الحائط الرابع المتعلق بالزمن، كما ظهرت فى هذا الكتاب اللمحات الشعرية لديه، بوضوح، وسألته إذا ما كان له تجربة فى كتابة الشعر فابتسم وقال إنه كانت له محاولات، لكن صلاح عيسى قال فى ندوة إن أسامة شاعر لكنه لم ينشر أشعاره.
الدكتورة سهير المصادفة، رئيس إدارة النشر بالهيئة العامة للكتاب، قالت إن أعمال «عكاشة» من المهم أن يعاد طبعها لتقديمها للأجيال الجديدة، ومن الضرورى طبع أعماله باعتباره أحد رواد الإبداع، وهذا هو دور هيئة الكتاب، إعادة طبع أعمال الرواد جميعاً، فهو ينتمى إلى مرحلة فى التاريخ الإبداعى من الضرورى أن تؤرخ وتنشر، مؤكدة: «سنسعى لطباعة إبداعاته فى وقت قريب، حال الانتهاء من الحصول على الحقوق القانونية لإعادة الطبع، من خلال الاتفاق مع الورثة، ولو حدثت معوقات ربما لا نتمكن من ذلك»، وأضافت «المصادفة» لـ«الوطن» أن أعمال عكاشة الأدبية «لم تنل حظها من الشهرة والانتشار جماهيرياً، كما نالت أعماله الدرامية حظها من الانتشار، وبدون شك فكل الأدباء لن يتمكنوا من تحقيق الانتشار الواسع كما تحقق الدراما، وربما كان تحويل نص الأديب إلى عمل درامى هو الذى من شأنه تحقيق الشهرة للكاتب، وحتى نجيب محفوظ اشتهرت أعماله التى تحولت إلى أعمال درامية، أكثر من النصوص الأدبية ذاتها، كما أن شهرة فيلم دعاء الكروان فاقت الرواية، بل فاقت أعمال طه حسين الباقية، وأردفت «المصادفة» أن الكتابة بشكل عام «بلا جمهور فى الغالب، باستثناء جيل الرواد، ربما أسامة لم يهتم بمشروعه الإبداعى، هو الذى اختار أن «يتخلى» مبكراً عن الأدب وكونه أديباً، حين أدرك هذه الأمور، فكان هنا فى غاية الذكاء حين أصبح يكتب مباشرة للدراما، لكى لا ينتظر أحداً لكى يأخذ أفكاره أو إبداعاته وينقلها إلى التليفزيون والسينما، وذلك لكى تصل أفكاره بشكل أوسع للجمهور، وبذلك يكون الأدب قد خسر كاتباً، والدراما كسبت مؤلفاً درامياً من الطراز الرفيع لأنه فى الأصل أديب، وعمله يستند على عمود رأى يحمله للمشاهد، ومن هنا تحقق بشكل أكبر فى الدراما عنها فى الأدب».
فاطمة البودى: كان شديد الاحترام والتواضع واتفقت معه على طبع عدد من سيناريوهاته قبل رحيله
من جانبها قالت الدكتورة فاطمة البودى، رئيس مجلس إدارة دار العين للنشر والتوزيع، إن «عكاشة» كان معجباً بإصدارات الدار، وطلبت منه نشر بعض أعماله، فهو متميز فى كتابة الدراما، والكتابة الروائية عنده لا تقل عن الدراما، «أخبرنى أنه بصدد كتابة رواية جديدة، وانتظرته فكانت «سوناتا لتشرين»، واتفقنا على نشر سيناريوهات له فى وقت لاحق، إلا أنه رحل قبل أن يتحقق ذلك»، وعن التعامل معه، أكدت «البودى» أنه كان شخصاً رائعاً وشديد الاحترام والتواضع.
وقال الناقد محمود عبدالشكور، إن كتابة أسامة أنور عكاشة للأدب واهتمامه به أفاده بشكل كبير فى الكتابة الدرامية، لذلك قدم دراما لها رسوخ الأدب وعمقه، لأنه يقدم تجربة إنسانية ورؤية لأديب تعتمد على الأدب الذى ينتمى إليه «أسامة» فى الأساس، وأضاف «عبدالشكور» لـ«الوطن» أن الملاحظ فى أعمال «أسامة» الأدبية هو اهتمامه بالهم الاجتماعى، كما اهتم به فى كتابته للدراما، لذلك تميز بابتكار الشخصيات الأدبية فى الأعمال الدرامية، وهى شخصيات ثرية لها عدة أبعاد، اجتماعية ونفسية وشكلية، وليست شخصيات مسطحة ذات بعد واحد، كما ركز أسامة على علاقة هذه الشخصيات بالبيئة، أى إنه كان يقدم نظرة واعية للمجتمع الذى يعيش فيه، وهذه استفادة مباشرة من الكتابة، مؤكداً أن اهتمام الكاتب الراحل بالأدب كان واضحاً، فقد كان يعتبر أن نجيب محفوظ أستاذه، بل واستلهم من الفقرة الأولى فى رواية «ميرامار» اسم مسلسله «الشهد والدموع»، كما حول قصة «الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين» لنجيب محفوظ إلى سباعية، وقد كان من أحلامه تحويل «بداية ونهاية» لنجيب محفوظ إلى مسلسل، وفق رؤيته الخاصة.
وعن تحوله للدراما، قال عبدالشكور: «لا أرى أنه تخلى عن الأدب، وكانت البداية حين أخرج له صديقه المخرج فخر الدين صلاح مسلسل «المشربية» أحد أشهر أعماله، ومن هنا أقنعه بالتوجه للكتابة الدرامية، فكان يكتب من حين لآخر أعمالاً أدبية، رواية أو مجموعة قصصية، كما كان يوظف الأدب فى الكتابة الدرامية فيثرى الدراما التليفزيونية»، متابعاً أن «أسامة كان سعيداً جداً حين أطلق عليه أستاذه نجيب محفوظ لقب «أديب تليفزيونى»، بل كان يعتز بهذا اللقب».
- أسامة أنور عكاشة
- أسامة على
- أعمال درامية
- الأعمال الدرامية
- التراث الثقافى
- الحب الأول
- الحقوق القانونية
- الدراما التليفزيونية
- الشخصيات الأدبية
- الشهد والدموع
- أسامة أنور عكاشة
- أسامة على
- أعمال درامية
- الأعمال الدرامية
- التراث الثقافى
- الحب الأول
- الحقوق القانونية
- الدراما التليفزيونية
- الشخصيات الأدبية
- الشهد والدموع