أرشيف الصحافة| حكاية أسامة أنور عكاشة مع "الزئبق الأحمر"

كتب: أروا الشوربجي

أرشيف الصحافة| حكاية أسامة أنور عكاشة مع "الزئبق الأحمر"

أرشيف الصحافة| حكاية أسامة أنور عكاشة مع "الزئبق الأحمر"

في "شقته" بالإسكندرية في صيف 1996، هاتفه أحد أقاربه، "ألو، بقولك إيه يا أسامة، تعرف إيه عن (الزئبق الأحمر)، وسعره؟"، فجأه السؤال عن هذا الشيء المجهول بالنسبة له، "والله مش هعرف أفيدك أوي معرفش عنه حاجة".

روى الروائي أسامة أنور عكاشة، عن المرة الأولى التي يسمع عن "الزئبق الأحمر"، المادة المجهولة، التي عرضت على أحد أقاربه بسعر مبالغ فيه، استوقفه وبدأ بالبحث عن معلومات عنها، ربما كانت مصدر إلهام أيضًا.

ضمن تقرير بعنوان "الزئبق الأحمر في ليالي تحضير الجن في مصر الجديدة"، نشرته صحيفة صوت الأمة، عام 2001، قال عكاشة، إن السبب في البحث وراء "الزئبق الأحمر"، كان الفضول أولا، أما السبب الثاني هو مهني، فكان يعمل في هذه الفترة على مسلسله "لما الثعلب فات"، الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول النصب الذي كان منتشرا في المجتمع حينها.

كان عكاشة، بيحث عن تركيبة لجريمة نصب، تكون محور أحداث مسلسله، ومن المعلومات التي جمعها، الشائعات التي احتشدت حول هذه المادة، ومنها أن "الزئبق" هو مادة مفيدة في تنشيط القدرات الجنسية لدى الرجال، بجانب استخدامها في تسخير الجن، وتحصير العفاريت.

المعلومة الحقيقة والعلمية الوحيدة التي عرفها عكاشة، كانت أنها مادة كميائية تستخدم في التعجيل "النووي" في المفاعلات الذرية، كما أنها ليس لها قيمة مادية أو نقدية، لأنها لا تعرض في سوق سلعي.

وأرجع الروائي، أسباب رواج هذه المادة لـ"بائعي الوهم" والدجالين، الذين فسروا غلو ثمن جرامات الزئبق، لاكتشافها في المقابر الفرعونية، أما السبب الثاني لقيمتها الكميائية والعلمية.

ليأتي سؤال "كيف يمكن الحصول على الزئبق؟"، أجاب عكاشة، أنه لا يمكن أن الدول التي تسخدمه في المفاعلات النووية والذرية، تعرضه للبيع، إلا أن توابع انهيار الاتحاد السوفيتي، وهرب العلماء الروس، بحثا عن المال والأمان، ذهبت الأقاويل إلى أن بعضهم حمل معه (ما قل وزنه وغلا ثمنه)، وكان "الزئبق الأحمر" ضمن المواد المسروقة.

وبعد جمع هذه المعلومات، اكتملت "خطة النصب" في ذهن عكاشة، التي اشترك فيها "نديم هجرس"، الذي قام بدوره الفنان محمود مرسي، وابنه "باهر"، الذي جسده الفنان يحيى الفخراني، للاحتيال على نصاب أكبر منه هو "غازي"، الذي قام بدوره الفنان أحمد توفيق، في مسلسله الذي سلمه في خريف 1996، وعرض بعدها بثلاثة سنوات في 1999.


مواضيع متعلقة