بيع «أسامة أنور عكاشة» بـ160 جنيهاً فى مزاد على «فيس بوك».. وابنته: «كارثة»

كتب: نورهان نصرالله

بيع «أسامة أنور عكاشة» بـ160 جنيهاً فى مزاد على «فيس بوك».. وابنته: «كارثة»

بيع «أسامة أنور عكاشة» بـ160 جنيهاً فى مزاد على «فيس بوك».. وابنته: «كارثة»

علبة بيضاء أنيقة تحمل خدوشها الدقيقة علامات مرور الزمن، يتوسطها بخط ذهبى واضح اسم قطعة فنية لاثنين من العمالقة «مسلسل النوة.. رائعة أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل»، ليست موجودة فى مكتبة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أو فى أحد المتاحف المهتمة بحفظ التراث، ولكنها معروضة للبيع على إحدى الصفحات بموقع التواصل الاجتماعى تسمى «Le Garage».

اختزل الفن والإبداع وجزء أصيل من تاريخ مصر الثقافى والاجتماعى، فى وصف دقيق جاف «مجموعة مميزة مكونة من 8 شرائط فيديو، فى حقيبة لحلقات مسلسل النوة المصرى القديم، إنتاج عام 1991، المسلسل مكون من 20 حلقة، كل شريط يحتوى على حلقتين بداية من الحلقة 1 حتى الحلقة رقم 16، ومفقود آخر شريطين بآخر 4 حلقات من المسلسل»، ليكون العمل من نصيب صاحب أعلى عطاء الذى بدأ بـ50 جنيهاً، ووصل إلى 160 جنيهاً، كسعر نهائى للمجموعة.

«النوة جاية فى ميعادها، وبشايرها بانت يا سوكا، الحقى نفسك قبل الريح والزعابيب ما تفركشها وتعميكم وتخليكم تخبطوا فى بعض»، رحلة «سوكا» وأشقائها الشراغيش حكاية غزل تفاصيلها قلم أسامة أنور عكاشة، وبثت فيها الروح كاميرا محمد فاضل، حيث أبحرا من خلالها فى أعماق المجتمع المصرى، بمشاركة مجموعة من النجوم على رأسهم فردوس عبدالحميد، وعدد من الفنانين الشباب فى ذلك الوقت؛ أحمد آدم، وطلعت زكريا وأحمد السقا. وصفت «نسرين» ابنة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة الأمر بـ«الكارثة»، عبر حسابها على «فيس بوك»، حيث شنت هجوماً على بيع عمل والدها فى مزاد، بينما استنكر المخرج محمد فاضل بيع نسخة من المسلسل على «فيس بوك»، قائلاً: «لا أعلم تحديداً مدى جودة تلك النسخة أو كونها أصلية من عدمه، حيث إن المسلسل ملك الشركة العربية للإنتاج الإعلامى لصاحبها الشيخ صالح كامل، المنتجة للمسلسل، والتى أغلقت أبوابها منذ فترة، وإذا لم تكن مملوكة للشركة المنتجة، لا أعلم من يمتلك الجرأة فى أن يقوم بنسخ المسلسل على شرائط فيديو وتصميم حقيبة لها».

وتابع «فاضل» لـ«الوطن»: «أنا لا أملك العمل من الناحية التجارية، فقط أملكه فنياً مع المؤلف، وهناك نسخة من العمل فى التليفزيون المصرى، حيث تمت إذاعته منذ فترة قريبة على (ماسبيرو زمان)، ولابد من تقديم بلاغ لشرطة الرقابة على المصنفات الفنية لبيان حقيقة الأمر».

قال محمد العمرى، رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، السابق، إن تلك الشرائط كانت مصممة للعرض المنزلى، حيث إن الشركات تقوم بطبع نسخة من المسلسلات على شرائط فيديو وبيعها للجمهور، متابعاً: «لو قام أى شخص بزيارة منافذ بيع شركة (صوت القاهرة) سيجد منتجات أعمال درامية على شرائط وDVD، وشرائط كاسيت لأعمال غنائية تباع حتى الآن».

وأضاف «العمرى» لـ«الوطن»: «بيع تلك الشرائط فى مزاد لا يعتبر اعتداء على حقوق الملكية الفكرية لملاك العمل، حيث إنه من الواضح أنها كانت مملوكة لأحد الأشخاص وقام ببيعها أو عرضها فى المزاد، وتكون المخالفة القانونية فى حالة عرض المحتوى بشكل عام على الإنترنت أو عبر قنوات لم تقم بشراء تلك الحقوق، ولا أعتبر بيع المسلسل بتلك الطريقة إهانة».

وأوضح محمد شحاتة، أحد المسئولين عن صفحة «Le Garage»: «نحن نقوم ببيع مقتنيات للغير من خلال مزاد مقابل نسبة محددة مسبقاً من الربح، فى البداية كنا متخصصين فى الأنتيكات فقط، ولكن توسعنا فى بيع كل المقتنيات القديمة، ولا أعلم تاريخ تلك الشرائط تحديداً، ففى ميدان الجيزة أمام مسجد الاستقامة هناك من يقومون ببيع نسخ من المسلسلات والأفلام النادرة وأحياناً يكون بها نسخ أصلية».

وأضاف «شحاتة» لـ«الوطن»: «لا أعلم مصدر تلك الشرائط، ولكن أسامة أنور عكاشة غنى عن التعريف، وله احترامه وهناك من يهتمون بجمع تراثه، وتلك الشرائط لا تعتبر الوحيدة فهناك أسطوانات جرامافون لخطبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بتاريخ عام 1955، وهناك أسطوانات نادرة لفنانين مثل فريد الأطرش ومحمد فوزى، ويكون الإقبال عليها أكثر من أسطوانات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، التى تعتبر منتشرة بشكل أكبر، فالندرة التى تحدد سعر ومدى الإقبال على تلك القطع».


مواضيع متعلقة