رمضان زمان| أوكازيون رمضاني من يهود ومسيحيين.. آخر عيد لجلوس الملك

كتب: سلوى الزغبي

رمضان زمان| أوكازيون رمضاني من يهود ومسيحيين.. آخر عيد لجلوس الملك

رمضان زمان| أوكازيون رمضاني من يهود ومسيحيين.. آخر عيد لجلوس الملك

رفع الأسعار، سمة ارتبطت بالمناسبات على حسب الموسم المطروح بها، وتاريخيا حافظ الشعب المصري على وحدة نسيجه الاجتماعي منذ رسخ محمد علي، دولة "المواطنة"، مساويا بين تنوعاته الدينية.

وتمازجت المكونات العقائدية للمصريين، وظلت دائما "واحد" لتتابع أشكالها المختلفة فقبل العودة إلى خمسينيات القرن الماضي فالوقت الحاضر أيضًا مليء بالمشاهد كما "الفيديو" الذي نشرته "الوطن" قبل أيام عن شابين مسلمين قررا توثيق ردود أفعال المسلمين بالفيديو أثناء توزيع التمور والعصائر على المارين وقت إفطار رمضان عند إخبارهم بأنهم مسيحيين ليقابلوا بعبارة "واحد ياعم".

نموذجان للمواطنة حدثا في آخر رمضان أنهى مرحلة تاريخية لمصر، وتلته بأيام ثورة نوعية غيرت وجه المحروسة وإقليمها وقارتها، وأعادتها لمكانتها كلاعب مؤثر في العالم كله. ففي خمسينيات القرن الماضي قُدمت عروض تخفيضات، أوكازيون، من محلات أصحابها يهود ومسيحيين، لتواكب آخر رمضان قضاه الملك فاروق على سدة العرش قبل اندلاع ثورة 23 يوليو، نشر موقع ذاكرة مصر المعاصرة، بمكتبة الإسكندرية، صورتين لاثنين من أشهرها.

"بمناسبة عيد الجلوس الملكي الميمون وحلول شهر رمضان المبارك والأعياد المقبلة السعيدة"، ديباجة إعلان محلات عزيز بولس بك للأدوات الموسيقية تبشر يتخفيضات خاصة، واصفا نفسه بأنه "مورد القصور الملكية بالقاهرة والإسكندرية" وأجرى "خفض استثنائي كبير في الأسعار مع تسهيلات عظيمة في الدفع"، من 6 مايو إلى 6 يوليه 1952، أي طوال رمضان من هذا العام.

عزيز بولس بك كان من صناع الإذاعات الأهلية، قبل عام 1926 حين تأسست الإذاعة الرسمية. قبلها، حسب الهيئة العامة للاستعلامات، أنشأ راديو فؤاد، ضمن محطات تجارية ترتكز معظمها في القاهرة والإسكندرية،‏ أغلب ملاكها تجار يرغبون في ترويج سلعهم عامة، خاصة موزعو أجهزة الراديو، منهم "بولس".

من "بولس" لـ"شالون" يغيب الملك وينفرد رمضان بالصدارة.. "حاليا بيع للشهرة بمناسبة رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك أسعار استثنائية في جميع الأقسام"، هكذا كانت مقدمة إعلان محلات "اليهودي" شالون للملابس الجاهزة بالقاهرة والإسكندرية. ومحلات شالون كانت إحدى قبلات زوار شارع قصر النيل، أحد نجوم المشهد التجاري منذ عقود في العاصمة المصرية.. ملكية أو جمهورية، بطوله الـ 1250 مترا، من ميدان التحرير (الإسماعيلية سابقا) إلى شارع الجمهورية (إبراهيم باشا سابقا) مرورا بميدان طلعت حرب (سليمان باشا سابقا).

وكان به وجود بارز لمحلات يملكها يهود، مثل شالون وصيدناوي، حسب رصد الكاتب عباس الطرابيلي في كتابه "شوارع لها تاريخ: سياحة فى عقل الأمة" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب.


مواضيع متعلقة