رمضان زمان| مأساة "سامية" ومقالب "ماجدة وميرفت".. من ذكريات نجمات الفن

رمضان زمان| مأساة "سامية" ومقالب "ماجدة وميرفت".. من ذكريات نجمات الفن
حزن و"مقالب" وبهجة، ذكريات مختلفة اختزنتها نجمات من زمن الفن الجميل، لما مررن به في رمضان، وكتبتها عنهن مجلة الكواكب في عدد 24 سبتمبر 1974، وفق باحث التراث أيمن عثمان والذي حصلت "الوطن" على نسخة منه.
سامية جمال، "الفراشة" التي عانت من كسر أجنحتها لأعوام، لم ترأف بها المعاناة خلال رمضان، الذي كان شاهدًا على ما يمارس ضدها من زوجة أبيها، كما روت، حيث ظلت تحتفظ في ذهنها بصورة حزينة عنه رغم مرور سنوات طويلة على الحادث، فكان جسدها يهتز ويرتعش كلما دقت الطبول وانطلقت المدافع مؤذنة بحلوله.
في هذه اللحظة تعاودها الذكرى.. كانت طفلة يتيمة الأم تحت زوجة أبيها قاسية، واعتاد والدها دعوة أحد القراء ليتلو آيات الذكر الحكيم طوال الشهر، ويدعو لسماعهم الأصدقاء والأقارب، وتطوف عليهم الطفلة اليتيمة بأطباق الحلوى والياميش طول الليل، مع تشديد زوجة الأب ألا تتذوقها! وإذا جاء السحور أضيف لها عبء غسل الأطباق، وإذا كان رمضان يمثل مرحلة حزينة في حياة سامية، فإنه يُذكّر ماجدة بالبهجة.
كانت تقيم مع أسرتها في القاهرة، وكان بيتهم له طابع خاص في رمضان، فكانت كل أسرة من العائلات الساكنة به تزود الأطفال بالنقود من الفئات الصغيرة لشراء ما يحلو لهم من "البُمب"، ليخرج الأطفال بعد الإفطار إلى شوارع الحي والأزقة ليفجروا "البمب والصواريخ".
كان ذلك أواخر الحرب العالمية الثانية، وأصوات الصواريخ من غارات ألمانيا الهتلرية اخترقت أعصاب الناس.
ذات يوم سقطت الصواريخ والبمب على رجل في الطريق، فاعتقد أنه قصف لطائرة، وتصادف أنه كان متطوعا في الدفاع المدني فسارع بإبلاغ الجهات المسؤولة عن وجود تفجيرات في الحي، فقامت الدنيا وقعدت إلى أن اكتشفوا أن أطفال هم مصدر الإزعاج بزعامة الشقية ماجدة، فصدر أمر عسكري بتغريم والدها 5 جنيهات.
"المقالب" ميزت شهر الصيام عند هدى سلطان حين كانت تقيم في طنطا مسقط رأسها، ولم تنطلق فنيا بعد، وجرت عادة العائلات الكبيرة أن تقيم إحداها مأدبة في رمضان وتدعو الأهالي إليها، وغالبا ما يكون نجمها قارئ قرآن شهير، وكان أحد الأثرياء المعروف بالبخل يتهرب من هذا الطقس بغلق أبواب قصره في رمضان مدعيًا المرض.
اتفقت هدى ورفيقاتها على أن يشعن أن الثري البخيل سيقيم حفلًا يحييه مقرئون كبار منهم فلان وعلان، في اليوم المحدد تجمهر الأهالي حول القصر طالبين الدخول وانتاب الرعب الثري وظن أنهم يريدون اقتحام القصر للاعتداء عليه، فاستنجد بالبوليس الذي جاء سريعًا، وعند معرفة الضابط بسبب تجمهر الأهالي، أعلن أن الثري أجَّل الحفل لأجل غير مسمى، وحاول الرجل أن يصل لمصدر الإشاعة وعندما علم به، عاقب أسرة "هدى" وأبعد أقاربها عن مزارعها.
لميرفت أمين واقعة أخرى في رمضان، حينما كانت في القسم الداخلي بمدرستها، ولم يكن مسموحا للبنات بالخروح إلا لمن لهن أقارب بالقاهرة فيغادرن أول يوم رمضان للإفطار معهم والعودة قبل منتصف الليل.
ولعدم وجود أقرباء لها بالقاهرة، فكرت مع زميلاتها المتضررات مثلها في حيلة، واستغللن غياب إحدى فرّاشات المدرسة لمرضها منذ أسبوعين، فانتهزت الفرصة وأمسكت منديلها وتصنعت الحزب والبكاء هي وزميلاتها وأخبرن المشرفة أن الفرّاشة الريفية تحتضر وأنهن يردن زيارتها، وشجعتهن المشرفة على شعورهن وسمحت لهن بالخروج، وبعد عودتهن من السهرة تفاجئن بـ"الفرّاشة" في المدرسة، وأسفر المقلب عن حرمان ميرفت من جميع الإجازات حتى نهاية العام الدراسي.