«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. الفلاح (6)

«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. الفلاح (6)

«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. الفلاح (6)

مشكلات كثيرة يعانى منها الفلاح فى مصر، ليس أولها الحصول على الأسمدة اللازمة لأراضيهم، ولن يكون آخرها الاقتراض من البنك الزراعى ومشكلات السداد، إضافة إلى غياب المرشد الزراعى الذى أثر بشكل ملحوظ فى إنتاجية الزراعات فى محافظات مصر المختلفة.

«الأزمة الحقيقية أننا عانينا فى زراعة محصولى الأرز والقطن خلال الموسم الحالى بسبب نقص مياه الدورة الزراعية وصعوبة الحصول على التقاوى والأسمدة الزراعية الجيدة»، يقولها إبراهيم حسب النبى، أحد مزارعى قرية السجاعية بمركز المحلة بمحافظة الغربية، مؤكداً أن معظم الفلاحين لا يحصلون من الجمعية الزراعية إلا على شيكارتى سماد يوريا وفوسفات بسعر 160 جنيهاً للشيكارة الواحدة، لافتاً إلى أن مديرية الزراعة تمنح فقط من «3- 5» شكاير أسمدة لكل مزارع، فى حين تتوافر نفس الأسمدة فى السوق بسعر يصل إلى ضعف سعرها الأصلى.

وفى قرية ميت يزيد، التابعة لمركز السنطة بالغربية، قال محمد كاظم، مزارع، إن أزمة الأسمدة ما زالت قائمة ولا يوجد لها حلول واقعية، مشيراً إلى أن جميع المزارعين جمعوا توقيعات لرفعها للواء المهندس هشام السعيد، محافظ الغربية، للمطالبة بضخ كميات إضافية من الأسمدة داخل الجمعيات الزراعية، لمواجهة التجار المحتكرين لبيع الأسمدة فى السوق السوداء «الأسمدة غير الصالحة التى تباع خارج الجمعية قد تؤدى إلى تلف المحاصيل، وبالتالى لا يستطيع الفلاح تسويقها وبيعها للتجار».

{long_qoute_1}

وفى القليوبية، طالب سعد عبدالفتاح، مزارع، بإعادة دور المرشد الزراعى لسابق عهده حتى يؤدى المرشد دوره بكفاءة فى مساعدة وإرشاد المزارع الصغير ويقدم خبراته فى مجالى الإنتاج والتسويق والعمل من أجل تحسين الأساليب التسويقية التى تحقق للمزارع أكبر ربح وتساهم فى خفض الفاقد فى المحاصيل المنتجة، فيما شكا على عبدالرحمن، مزارع بالقليوبية، من صعوبة الحصول على مستلزمات الإنتاج بالأسعار المناسبة وفى الوقت المناسب، ما يضطره للجوء إلى السوق السوداء للحصول عليها بأسعار مرتفعة تؤثر فى النهاية على مكسب المحصول بعد الانتهاء من الموسم الزراعى، مشيراً إلى أن المزارع الصغير غالباً ينتج لسد ما يكفى احتياجات استهلاكه العائلى.

«إحنا بندور على المرشد الزراعى كما لو إننا بندور على إبرة فى كوم قش»، يشكو فخرى على زيتون، مزارع بمركز إدكو، بمحافظة البحيرة، من غياب المرشد الزراعى هذه الأيام، بعد أن كان هو من يذهب للبحث عن الفلاح حتى يقدم له المعلومة: «كان وقتها المحصول وفير بسبب انتشار الوعى والثقافة الزراعية، وكان دور المرشد الزراعى والحقول الاسترشادية مهم جداً، فكان بيساعد الفلاح فى اختيار أجود أنواع البذور والتقاوى والسماد حسب حالة الأرض، وكانت المعلومة تطارد الفلاح فى أى حتة بيروحها، حتى لما يفتح التليفزيون كان بيلاقى برنامج سر الأرض عشان يقدمله المعلومة، إنما الأيام دى مش لاقيين حد يفيدنا فى الزراعة».

يجتر «زيتون» أحزانه الخاصة على طريقته: «هذه الأيام يحتاج الفلاح معلومات أكثر من الماضى، بعد التغيرات التى حدثت بالأراضى الزراعية بمختلف محافظات مصر، ومحافظات الدلتا على وجه التحديد، وهو ما لم يتابعه المسئولون مع الفلاحين خلال الفترة الحالية»، غير أنه يعود ليقول إنه إذا كانت الدولة تبحث زيادة المحاصيل، فعليها أن تفعّل دور المرشد الزراعى بالجمعيات الزراعية.

وفى محافظة الشرقية، تكررت الشكوى من اقتصار دور الجمعية الزراعية على صرف حصة السماد لكل مزارع بحسب مجدى البقرى، مزارع بقرية شرارة، التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية: «الجمعيات تصرف لكل فدان 3 شكاير أسمدة فقط عبارة عن نترات 33% آزوت، ويوريا 46% آزوت»، ويتم صرفها على مرحلتين وليست دفعة واحدة: «ثمن الشيكارة الواحدة يبلغ رسمياً 148٫5 جنيه، فى حين يصل سعرها الإجمالى لـ170 جنيهاً، حيث تم دفع نحو 20 جنيهاً عبارة عن عمولة وأرضية ومشال»، فى الوقت الذى يحتاج الفدان الواحد فيه إلى 6 شكائر أو 8 حسب نوع المحاصيل، ما يعنى أن المزارع يضطر لشراء 3 أو 4 شكائر من السوق السوداء، وتتوسع مشكلة صرف حصة السماد عند وفاة المزارع تاركاً أبناءه، فيضطرون لاستخراج توكيل وإعلام وراثة للحصول على حصة والدهم فى السماد، وتظل المحاصيل فى انتظار انتهاء الإجراءات حتى لو استغرقت عدة شهور، ما قد يؤدى إلى تلفها، وفى الوقت نفسه لا يوجد للجمعيات الزراعية أى دور بحسب «البقرى» فى الإشراف على زراعة المحاصيل أو توعية المزارعين أو عمل ندوات إرشادية.

وفى محافظة قنا، شكا بسام عرابى، مزارع بمركز نجع حمادى، من غياب دور الحكومة، وعدم تقديم برامج حماية تحافظ على الرقعة الزراعية وإنتاجيتها. فعلى سبيل المثال تمثل زراعات القصب فى محافظة قنا 60% من المساحة بواقع 150 ألف فدان، ورغم ذلك يعانى المزارعون بعد أن أصبحت التربة الزراعية ضعيفة الإنتاجية، بسبب عدم تغير سلالة القصب (س 9)، منذ 40 عاماً، فانخفضت الإنتاجية من 60 طناً إلى 35 طناً كمتوسط، بحسب «بسام»، مطالباً وزارة الزراعة بالنظر فى الأمر، ملقياً المسئولية على الجمعيات الزراعية التى غاب دور أقسامها ومنها الإرشاد الزراعى فى متابعة المحصول: «زمان كان المرشد الزراعى هو اللى كان يزور غيطك للوقوف على أهم المشكلات التى تعانى منها فى مقاومة الآفات والحشائش، ومنذ سنوات لم نشاهد أحداً، وعندما سألت فى الجمعية الرئيسية بنجع حمادى، التى تتبعها زراعتى، فوجئنا بأنه كان بها 22 مهندساً زراعياً يشرفون على 27 ألف فدان قصب وزراعات أخرى، وما تبقى منه 3 فقط بسبب خروجهم على المعاش وعدم وجود تعيينات».

ويفتح حسين محمد، مزارع بمحافظة قنا، ملف مشكلات الفلاحين مع البنوك، فيقول إن هناك آلاف القضايا مرفوعة من البنوك ضد المتعثرين فى السداد فى محافظة قنا: «رغم إجراءات الحكومة بإعفاء المتعثرين فإن الفوائد أصبحت أضعاف أصل الدين الذى اقترضه المزارع»، وبحسب «حسين» فإن هناك 80% من المتعثرين لم يتمكنوا من سداد دينهم للحصول على المنحة وهى إعفاء جزء من الفوائد، حيث إن الحكومة اشترطت الإعفاء مقابل سداد المبلغ بالكامل، لافتاً إلى أن عمليات الجدولة لم تثبت جديتها.

 

أقرا إيضا

نائب الوزير للتعليم الفنى: نسعى لتخريج مزارع يستخدم التكنولوجيا

 

جرائم الزراعة.. فلاحون متهمون بالرى بمياه الصرف: نعرف خطورتها ولا نستخدمها إلا فى الحالات القصوى

 

 

السينما أنصفت الفلاح فى عصرها الذهبى وتجاهلته فى أفلامها الجديدة

 

 

«المبيدات المغشوشة» صداع مزمن.. و«الزراعة»: ضبطنا 41 ألف عبوة خلال 60 يوماً

 

مزارعون يتحدثون عن همومهم ومشاكلهم: «محلاها عيشة الفلاح»

 

«فقير»: أزرع 5 أفدنة ولا أجنى سوى علف الماشية وأسعار السولار والأسمدة والمبيدات أرهقت الزراع

 

 

 

فلاح بـ«حوض الرمال»: «عاوزين نقنن وضع أراضينا.. ولا نطلب غير الأمان»


مواضيع متعلقة