السينما أنصفت الفلاح فى عصرها الذهبى وتجاهلته فى أفلامها الجديدة

كتب: ياسمين محمود

السينما أنصفت الفلاح فى عصرها الذهبى وتجاهلته فى أفلامها الجديدة

السينما أنصفت الفلاح فى عصرها الذهبى وتجاهلته فى أفلامها الجديدة

تناولت السينما المصرية، منذ نشأتها فى عشرينات القرن الماضى، الفلاح بأنماط وأشكال مختلفة، فكانت قضاياه وطموحاته ومعاناته حاضرة دائماً فى الكثير من الأفلام التى أظهرته، تارة كحالم يتمنى الانتقال إلى العاصمة ليهرب من مشكلاته آملاً فى حياة أفضل، وتارة أخرى يتجه إلى الصحراء ليعمر ويزرع، وأعمال أخرى جسدت أحلامه وواقع معيشته. الناقد محمود قاسم قال: «السينما المصرية فى فترة الأربعينات أعطت الفلاح حقه، ولم تظهره كمتخلف كما فعلت بعض الأفلام، وبعد صدور قانون الإصلاح الزراعى عام 1955، أنتجت السينما سلسلة أفلام مُعدة عن أصول أدبية وروايات طه حسين ويوسف إدريس وغيرهما، وكان آخر الأفلام التى تناولت الفلاح بشكل جيد منتصف السبعينات «الملك لله»، و«النداهة»، وأضاف لـ«الوطن»: «فى هذه الفترة كان هناك اهتمام كبير من المنتجين بتقديم نموذج الفلاح فى أفلامهم، كما قدم يوسف شاهين هذ الشخصية فى أكثر من فيلم مثل (ابن النيل) و(الأرض) وكذلك هنرى بركات فى (الحرام) و(دعاء الكروان)، حيث قدمت فاتن حمامة فى الفيلم الأخير دور الفلاحة بشكل مودرن، وتعتبر أكثر ممثلة برعت فى تقديم هذا الدور، وأيضاً شكرى سرحان تميز فى دور الفلاح لأن أصوله من محافظة الشرقية»، وتابع: «فيلم (ابن الفلاح) قدم من خلاله محمد الكحلاوى شخصية الفلاح الريفى، الذى يذهب للعيش فى المدينة وعندما يواجه مشكلات وصعوبات يعود مرة أخرى إلى الريف، أما فيلم (ابن النيل)، فهناك رمز للقطار الذى يعكس طموح البطل فى أن يسكن بالحضر، ولكنه فى الغالب كان يعود مرة أخرى إلى بلدته، وبالفعل عاد ابن الريف مرة أخرى إلى بلدته فى عدد من الأفلام مثل (النداهة) و(ابن الفلاح)، وهناك نماذج من الفلاحين تركوا أرضهم من أجل التعمير، مثل فيلم (الناس والنيل) فهنا الفلاح ترك أرضه من أجل بناء السد العالى. وقال الناقد رامى عبدالرازق: «لا يمكننا الحديث عن الفلاح فى السينما المصرية، فهذا عنوان فضفاض، فمنذ 80 عاماً على إنتاج أول فيلم مصرى (زينب)، ظهرت أنماط مختلفة للفلاح، لذلك لا نستطيع الحديث عنه بشكل عام فى تراثنا السينمائى، فنحن لدينا نمطان للفلاح، أحدهما ينتمى للشمال المصرى والآخر للصعيد، والسينما لم تترك نمطاً منهما إلا واستغلته، وكانت معظم القصص التى تدور فى هذا الإطار عن الأرض والعرض والعمدة الظالم وشيخ البلد الذى يستولى على حقوق غيره أو نساء القرية كما حدث فى (الزوجة الثانية)، وكان هذا الفيلم من التجارب الناجحة التى قدمت الفلاح فى السينما»، وأضاف: «نموذج الفلاح تم تقديمه على المستوى الكوميدى والتراجيدى، وأيضاً تم تناول ظاهرة انتقال الفلاح من الريف إلى الحضر، وهذه الحالة ضمن موروثات السينما المصرية، فنجيب الريحانى قدم شخصية (كشكش بيه)، وكل من جاء بعده أعاد تقديمها بطرق مختلفة، الممثلون دائماً كانوا يحرصون على تقديم أدوار الفلاح، إلا قليلاً منهم مثل محسن سرحان وحسين صدقى، كما قدم رشدى أباظة وشكرى سرحان وعمر الشريف شخصية الصعيدى الفلاح»، وتابع: «الجيل الجديد أقل من سابقيه فى تقديم الفلاح، حيث ظهر الريف كنمط مجتمعى طبيعى، فالسينما تراجع اهتمامها بالفلاح، باستثناء بعض الأعمال، حيث تناول أحدها الفلاح الصعيدى فى نموذج (فزاع) العبيط، وهناك نماذج أخرى للصعيدى مثل التى تناولها محمد رمضان، ولكن لا بد أن نقول إن السينما المصرية من الفنون التى استطاعت أن تخوض فى بيئة الفلاحين والريف».

{long_qoute_1}

وعلى صعيد الغناء، قال الملحن حلمى بكر، «هناك أغان كثيرة قديمة اهتمت بالفلاح، مثل «محلاها عيشة الفلاح» لعبدالوهاب و«القمح ليلة عيده» وأغنية «الفلاح» لشريفة فاضل، ولكن للأسف فى الوقت الحالى لا توجد أغان تعبر عنه، فالمشكلة ليست فى الفلاح ولكن فى الغناء المصرى نفسه، نريد أن نبحث عن الأغنية نفسها لإنقاذها مما يحدث حالياً فى الوسط الغنائى».


مواضيع متعلقة