«فقير»: أزرع 5 أفدنة ولا أجنى سوى علف الماشية وأسعار السولار والأسمدة والمبيدات أرهقت الزراع

كتب: خالد الغويط

«فقير»: أزرع 5 أفدنة ولا أجنى سوى علف الماشية وأسعار السولار والأسمدة والمبيدات أرهقت الزراع

«فقير»: أزرع 5 أفدنة ولا أجنى سوى علف الماشية وأسعار السولار والأسمدة والمبيدات أرهقت الزراع

شكاوى المزارعين فى محافظة سوهاج لا تنقطع، مرة يشكون أسعار الأسمدة، وأخرى ارتفاع أسعار السولار، وكذلك هو الحال مع المبيدات والأيدى العاملة، وتكثر الشكاوى من انخفاض إنتاجية المحصول وتدنى أسعار بيعه، وأغلب المزارعين يشكون من عدم تحقيقهم أى مكسب مادى من أرضهم الزراعية، على الرغم من عمل جميع أفراد الأسرة فى زراعة الأرض، حتى أصبح المزارع فى حيرة من أمره، فهو لا يتمكن من توفير التقاوى اللازمة للزراعة لضيق ذات اليد، ويضطر عدد منهم إلى الحصول على قروض من البنوك للبدء فى عملية الزراعة، وفى نهاية الموسم يجدون أنفسهم غير قادرين على تصريف المحصول بسعر مناسب، كما أنهم مطالبون بتسديد القروض والفوائد البنكية.

يقول أحمد فقير، أحد المزارعين بمركز العسيرات، إن مستقبل الزراعة أصبح محكوماً عليه بالفشل فى ظل عدم تقديم الحكومة أى دعم للمزارعين، مؤكداً أن الحكومة لم تتخذ قراراً واحداً يصب فى مصلحة الفلاح، وكل ما يحدث هو زيادات فى الأسعار الخاصة بمستلزمات الزراعة بشكل مستمر أدت إلى عزوف عدد من المزارعين عن الزراعة لعدم تحقيقهم أى عائد من زراعة المحاصيل، وكل ما يجنيه المزارع هو الخسائر فى كل موسم زراعى.

{long_qoute_1}

وأكد فقير أن الفلاح يواجه عدة مشاكل أولاها الارتفاعات التى تحدث فى كل عام فى السولار، مشيراً إلى أن سعر اللتر كان يباع بـ90 قرشاً فأصبح الآن 5.5 جنيه، وتلك الزيادات أضرت بالمزارعين بشكل كبير، كما أن أسعار المبيدات والأسمدة تضاعفت بشكل كبير، وحتى أجرة الأيدى العاملة شهدت هى الأخرى زيادات للضعف، ومصاريف نقل المحاصيل للشوادر ارتفعت بسبب ارتفاع تكاليف النقل بسبب زيادة سعر السولار، وتلك المشاكل كانت طرفاً رئيسياً فيها الحكومة لعدم تطبيق سياسات تصب فى صالح المزارع، وأوضح فقير أنه يقوم بزراعة 5 أفدنة ولم يحدث فى أى موسم زراعى أن حصل على عائد منها، وكل ما يتمكن من الحصول عليه هو العلف لإطعام الحيوانات، التى فتكت بها الحمى القلاعية ومرض الجلد العقدى، وأصبح مثل بقية المزارعين الذين تأتيهم الكوارث من كل حدب وصوب، وأضاف أن الحكومة مطالبة بإيجاد حلول عملية لدعم المزارعين وتوفير قروض لهم بدون فائدة، والعمل على دعم الثروة الحيوانية واستيراد سلالات جيدة وبيعها للمزارعين بأسعار مخفضة وبنظام الأقساط، كما أن الحكومة مطالبة بتوفير التقاوى للمزارعين بأسعار مناسبة، لا أن يتم استيراد تقاوى يكتشف المزارعون فى نهاية الموسم أنها لم تمنحهم أى إنتاج، وقد وقعوا ضحية استيراد الحكومة تقاوى فاسدة، وأشار إلى أن المزارع يعمل فى أرضه وتساعده زوجته وأبناؤه وتجدهم من قبل طلوع الشمس فى الأرض الزراعية ولا يغادرونها إلا عند الغروب، لكن المزارع فى نهاية المطاف لا يتمكن من توفير نفقات منزله من الزراعة، ولولا قيامه بتربية الماشية فى المنزل وبيعها لتوفير متطلبات أسرته لكان أغلب المزارعين قد باعوا أرضهم الزراعية، وطالب الحكومة بتشكيل لجنة من خبراء الزراعة للبدء فى تقديم حلول عملية وعلمية لمشكلات المزارعين والعمل على إيجاد آليات لتوفير مستلزمات الزراعة وتوفير المعدات الحديثة بأسعار مقبولة وكذلك وضع آليات لتصريف المنتجات الزراعية عن طريق منافذ بيع بدلاً من نظام البيع فى الشادر، موضحاً أن أى محصول يبيعه المزارع فى الشادر يصل للمستهلك بضعف القيمة، وأكد فقير أن الدولة بدأت تهتم بعملية ترشيد استهلاك المياه فى الرى لكن لم تقدم حلولاً أو مستلزمات للرى بنظام التنقيط أو الرى المحورى بدلاً من الرى بالغمر، الذى يتسبب فى هدر كميات كبيرة من المياه، ويجب على الحكومة أن تقوم بتوفير مستلزمات الرى الحديث للمزارعين فى كل قرية، على أن تكون بأسعار مدعومة من قبل الحكومة، وكذلك تنظيم ورش يحاضر فيها المختصون فى الزراعة لإرشاد المزارعين لطرق الرى الحديثة وكذلك طرق الزراعة بأساليب متقدمة.


مواضيع متعلقة