جرائم الزراعة.. فلاحون متهمون بالرى بمياه الصرف: نعرف خطورتها ولا نستخدمها إلا فى الحالات القصوى

جرائم الزراعة.. فلاحون متهمون بالرى بمياه الصرف: نعرف خطورتها ولا نستخدمها إلا فى الحالات القصوى
- أمراض الربو
- أهالى القرية
- الأراضى الزراعية
- الثروة السمكية
- الصرف الصحى
- الصرف الصناعى
- الفلاح المصرى
- المخلفات الخطرة
- المنظفات الصناعية
- آلاف الأفدنة
- أمراض الربو
- أهالى القرية
- الأراضى الزراعية
- الثروة السمكية
- الصرف الصحى
- الصرف الصناعى
- الفلاح المصرى
- المخلفات الخطرة
- المنظفات الصناعية
- آلاف الأفدنة
اتهامات كثيرة تلاحق الفلاح المصرى، باستخدام مياه غير صالحة لرى أراضيه، لا يجد الفلاح أمامه سوى أن يدافع عن نفسه، ويلقى بالكرة فى حجر الحكومة، فيتهمها بدوره بعدم توفير مصادر مياه رى نظيفة، سواء بتطهير الترع، أو بالتأخر فى إنجاز شبكات الرى المطورة، أو عدم إنشائها من الأساس.
ففى قرية بهبشين، التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بنى سويف، يعانى الأهالى ندرة ونقص مياه الرى لأكثر من 20 يوماً متتالية، ما دفعهم إلى اللجوء إلى رى أراضيهم من مصرف المحيط الزراعى الذى يمر من القرية، وتختلط مياهه بمياه الصرف الصحى الناتج عن تسريبات المنازل، لعدم وجود شبكة صرف صحى، بالإضافة إلى تفريغ عدد من سيارات كسح مياه الصرف الصحى فى المصرف.
«ليس أمامنا إلا أن نروى أراضينا من مياه المصرف، ونعلم أن تلك المياه ترفع من ملوحة التربة لأنها مقبلة من تصافى الأراضى الزراعية، لأننا نعانى لأكثر من 20 يوماً من نقص مياه الرى، فاضطررنا إلى نقل المياه من المصرف بواسطة عدد من ماكينات الرى حتى تصل لأراضينا» يقولها «محمد. أ»، أحد أهالى القرية، متابعاً: «أغلب الفلاحين يعلمون خطورة تلك المياه لذلك لا نستخدمها إلا فى الحالات القصوى التى لا نجد فيها مياهاً، بالإضافة إلى عدم استخدامنا لها فى رى الأراضى المزروعة خضراوات».
يبرر «محمد» تصرفاته بسؤال: «كيف نروى الزرع فى ظل نقص مياه الرى، وعدم توافرها لأكثر من 20 يوماً؟ أعتقد أن رى الأرض مرة أو مرتين فى الموسم الزراعى أو للمحصول الزراعى الواحد من مياه المصرف لن يؤثر عليه، لأننا أول من يأكل منه، والمصرف مليان مياه وجارية ليست بالخطورة أن تؤثر مرة أو مرتين منه على الأرض أو المحصول».
ومن بنى سويف للدقهلية لا يجد محمود سيد أحمد، مزارع بالمنصورة، وسيلة لرى أرضه سوى اللجوء لترعة المنصورة المستجدة والتى تجرى فيها مياه الصرف الصحى، بدعوى عدم وجود أى بديل عنها حتى الآن، خاصة أن مسئولى الرى يرفضون أى اقتراحات لتحويل المياه بشكل مباشر من ترعة المنصورية الرئيسية رغم أنها لا تبعد عنها كثيراً، بحسب «سيد».
{long_qoute_1}
«مشكلتنا أنه تم إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحى فى قرية ميت مزاح القريبة منا، والتى من المفترض أن تلقى بالمياه المعالجة فى الترعة، ولكن عادة ما يتم إلقاء المياه دون معالجة فى الترعة فتصل إلينا (صرف صحى) ونروى منها الأرز فى الصيف والقمح فى الشتاء»، يقولها «سيد» قبل أن يضيف: «نشعر بتركز الصرف الصحى فى المياه، فهو يسبب رغاوى من المواد الضارة الموجودة به أمام ماكينة رفع المياه».
ولأنه يعلم خطورة رى أرضه بتلك المياه، يرفض «سيد» أن يأكل من المحصول الذى تنتجه الأراضى المروية بمياه الترعة: «لولا أننا مضطرون لرى أرضنا من تلك المياه ما كنا رويناها، والبديل تعرض الأرض للبوار، ونحن نزرع ولا نأكل من محصول الأرض، لأننا نعلم أنها ملوثة، خاصة فى محصول القمح». وفى قرى غرب المنيا يعتمد مئات الفلاحين على مصرف المحيط المحمل بمياه صرف زراعى وصناعى وصحى لرى آلاف الأفدنة المنزرعة بمحصول البطاطس، مؤكدين أن الأراضى التى تروى بشكل مباشر بمياه الصرف تعطى إنتاجية أكبر من المحاصيل المتنوعة، لأنها مختلطة بصرف زراعى وبقايا أسمدة ومخصبات وكيماوى.
يسرى محمد، مزارع بالمنيا، يقول إن الأراضى الواقعة فى غرب مركزى المنيا وأبوقرقاص، بين ترعة الإبراهيمية من ناحية الشرق، ومصرف المحيط من ناحية الغرب، يعتمد أصحابها ومستأجروها على مياه المصرف للرى: «الأراضى التى تقع فى قرى وعزب بهدال والبرجاية وزهرة والمجيدى والفاشنية ودمشير وأبوسويلم، جميعها تروى بمياه مصرف المحيط الذى يمر عليها، فى حين تروى الأراضى البعيدة عن المصرف بمياه الترع والمساقى العمومية». يشرح «يسرى»: «مصرف المحيط يمر من مركز ديرمواس فى أقصى الجنوب، وحتى العدوة فى أقصى شمال غرب، ومياهه وفيرة ومنسوبها مرتفع طوال العام، ولا تكبد المزارع مالاً وجهداً فى أثناء رى أرضه الزراعية».
يدافع حسين عبدالمعطى، مزارع، ونقيب الفلاحين بأسيوط، عن المزارعين الذين يضطرون لرى أراضيهم بمياه الصرف الصحى، فيقول إنهم مجبرون على ذلك، خاصة أنهم لم يجدوا البديل: «هناك 3500 فدان فى 7 قرى تابعة لمركز أسيوط، وقريتى منهما، تروى زراعاتها ويشرب أهلها من مياه الصرف الصحى، وهى عرب المدابغ، ومنقباد، والبورة، والهداية، وعلوان، وجحدم، وعرب الشريفة بمنفلوط، وذلك لأن محبس محطة صرف عرب المدابغ ليس مغلقاً، ولكى يتخلص القائمون على المحطة من مياه الصرف لديهم، يصرفونها على الترع التى يروى منها الفلاحون الزراعات والفائض يصب فى نهر النيل».
تتكرر المشكلة فى محافظة قنا، حيث يضطر المزارعون هناك لرى أراضيهم بمياه ملوثة من الترع التى تصب فيها خطوط الصرف الصحى للمنازل والمؤسسات الصناعية، فيقول جمال عبدالعال، من قرية الكرنك بمركز أبوتشت بقنا: «الصرف الصحى لم يصل سوى إلى 5% من قرى المحافظة، وتشبع باطن الأرض بمياه الصرف الخاصة بالمنازل»، مؤكداً أن جميع المصارف والترع تحتوى على مياه صرف صحى، ففى قرية الكرنك يتم رى الأراضى الزراعية البالغ مساحتها قرابة 3000 فدان، من مأخذ مياه الصرف الصحى، التى يتم ضخها إلى ترعة القرية عبر مواسير مدها المواطنون من منازلهم مباشرة إلى الترعة، وهذا معظم حال مراكز المحافظة.
{long_qoute_2}
ويقول أحمد الدقان، أحد أبناء «دشنا»: «هناك مصيبة كبرى تهدد قرابة 25 ألف نسمة فى قرية الفحيرة حيث إن هناك آلاف الأفدنة تروى من ترعة «الكلابية» التى يصب فيها الصرف الصناعى لمصنع «الفيبر بورد» غير المعالج والذى يتسبب برائحته الكريهة ولونه فى أمراض الربوى لقرى دشنا والسمطا وقتل الثروة السمكية، ويؤكد محمد السيد، مزارع من قرية فاو بدشنا، أن أصحاب عربات الكسح التى تشفط خزانات الصرف الصحى الأرضية تقوم بإلقاء هذه المخلفات الخطرة والسامة فى الترع تحت نظر المسئولين، وإذا ضبط أحدهم يتم تحرير محضر فقط بالواقعة.
ويوضح إبراهيم المناعى، مهندس وباحث زراعى، أن عشرات الآلاف من الأفدنة الزراعية فى قنا تروى بمياه رى مخلوطة بالصرف الصحى، وتنتج ثماراً ملوثة بنسب عالية تضر بحياة من يأكلها، وتابع أن مخلفات الصرف الصحى والصناعى مضرة بالتربة بسب احتوائها على مخلفات آدمية صلبة بجانب الصابون والمنظفات الصناعية.