«مركز غنيم للكلى والمسالك البولية»: قصة نجاح تصطدم بصعوبة تعيين المهندسين

«مركز غنيم للكلى والمسالك البولية»: قصة نجاح تصطدم بصعوبة تعيين المهندسين
- أزمة طاحنة
- الأطباء والتمريض
- الإدارة الهندسية
- التأمين الصحى
- الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة
- الخدمة الطبية
- أزمة طاحنة
- الأطباء والتمريض
- الإدارة الهندسية
- التأمين الصحى
- الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة
- الخدمة الطبية
هى قصة نجاح، بدأها الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط، ومؤسس مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة، الذى تمكن من تأليف لحن جميل واستطاع كل أعضاء فريقه أن يحفظ دوره فيه، ويحافظ على هذا اللحن، بعد أن وضع مؤسسه القواعد التى يسيرون عليها، ثم حافظ 5 مديرين للمركز على كفاءته لمدة 39 سنة، منذ إنشائه بمنحة هولندية عام 1979.
{long_qoute_1}
من يمشى فى شارع الجمهورية بالمنصورة، ويدخل إلى «مركز الكلى والمسالك البولية»، ربما يخيل له أنه انتقل من دولة إلى أخرى، أو من زمن إلى آخر، من حيث التناسق والجمال والنظافة، والتزام كل فرد، سواء كان طبيباً أو عاملاً أو فنياً.
يعتبر المبنى قبلة أى زائر من خارج مصر لجامعة المنصورة، ليشاهد مدى تقدم المركز وإبداعه فى تقديم الخدمة الطبية للمواطنين مجاناً، بأحدث الطرق والمعدات العالمية، على غرار أحدث المستشفيات العالمية، وهو الأمر الذى يواجه بتحديات فى نقص المتخصصين من المهندسين الذين تعتمد بعض الوحدات على عملهم بنسبة 60%.
«فى كل نقطة فى هذا المكان نلجأ إلى الشركات المتخصصة والمشهود لها»، هكذا أكد الدكتور باسم صلاح، مدير مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، قائلاً «لدينا تمريض وفنيون ومهندسون وعمال بالعدد الكافى من كل تخصص، وحين نشترى جهازاً يكون معه عقد صيانة على الأقل لمدة 5 سنوات، ويتم تدريب الأطباء والتمريض عليه»، ويذكر «صلاح» أنه فى بداية العمل جاءت اثنتان من التمريض من إنجلترا، وأحضرتا كتباً للتمريض ونظمتا دورات تدريب للممرضات فى الموقع، بحيث إن الجيلين الأول والثانى تعلما مبادئ التمريض الحديثة على أيدى ممرضات أجنبيات محترفات جئن من مستشفيات لها باع فى الطب، وكذلك بالنسبة للأطباء سافروا فترات للتدريب فى تخصصهم، كما دربنا المهندسين، وظل معنا مهندس أسكتلندى عدة سنوات وحوله المهندسون المصريون يتعلمون منه كل شىء، وعلمهم كيف أن كل شىء يتم تنفيذه وفق جدول زمنى، واشتغلوا بنفس الآلية، وهذا التعليم والتدريب أثمر أناساً أخذت الخبرة واحتفظت بها وتنفذها حالياً وتورثها لمن بعدهم.
وأضاف «صلاح» لـ«الوطن»: «كل هذا يحتاج إلى التمويل يعنى فلوس، مفيش حاجة اسمها علاج مجانى، وهى قصص وهمية لا تتردد إلا فى هذه المنطقة من العالم، وإنما العلاج زى التعليم مكلف جداً وفيه فلوس تدفع، ويدفعها فى حالة العلاج المريض أو الدولة أو طرف ثالث «التأمين الصحى»، فنحن نشترى السرنجة بفلوس مش ببلاش، والخيوط الجراحية بفلوس، ومفهوم العلاج المجانى فضفاض، ففى الواقع فيه حد بيدفع، والدولة تمول المستشفى فى حدود 240 مليون جنيه من الموازنة العامة للدولة، وهو مبلغ كبير لكنه غير كاف، لأن مصاريف المستشفى كثيرة، ونستكمل المبالغ من التبرعات، سواء من مؤسسات أو أفراد، لأننا لدينا مستشفى ناجح، ولا نستخدم الدعاية والإعلان، وإنما تأتى لنا التبرعات من سمعتنا الطيبة»، وأشار إلى أن «عقود الصيانة ملزمة للشركات قانوناً، وأحياناً نحصل على أجهزة ببلاش لأن غرامة التأخير تغطى تكلفة الجهاز، فالإدارة يقظة وفيه مراقبة، ولدينا صيدلية متابعة، مفيش حاجة اسمها دواء اختفى فجأة، والتدريب الجيد لكل العناصر وكل عنصر يقوم بدوره، وبالتالى لا تحدث انتكاسات».
وعن العناصر الفنية فى المركز، قال نهتم بالعنصر الفنى غير الطبى اهتمامنا بالعنصر الطبى، لأنه موجود فى كل شىء، وهناك أشياء فى جراحة المسالك تستخدم الروبوت، والعنصر الطبى مجرد مستخدم، وأحياناً يكون هناك مهندس من الشركة موجود مع الطبيب فى كل عملية، وأى جهاز جديد الشركة تكون ملزمة بتدريب العنصر الفنى عليه، وأوضح: لدينا حالياً أزمة طاحنة فى المهندسين، لأن التعيينات موقوفة وطالبنا الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة أكثر من 8 مرات بتعيينات، بعد أن تناقص عدد المهندسين لدينا بشكل كبير، وهذا يضع على المهندسين الموجودين عبئاً شديداً، ولدينا 3 مبان، وهذا العدد البسيط موزع على هذه المبانى، وإذا استمر تناقص العدد سيؤثر على المستشفى تأثيراً سلبياً، ونحن مستشفى جامعى حكومى ونطالب باستثناء لأنه لا توجد لدينا عمالة زائدة.
«العمل فى بعض الوحدات 60% منه هندسة، وحجم المعدات الهندسية كبير فى المركز، وصحة المريض لا يوجد فيها احتمال للخطأ» هكذا أكد المهندس مصباح المالح، مدير الإدارة الهندسية بالمركز وفروعه، وقال: لدينا محطات مياه، وغلايات، وصيانة تكييف، وغرف عمليات وأجهزة الأشعة ووحدات التعقيم، كما أنه من غير المسموح أن يتعطل مصعد دقيقتين، وأضاف «المالح» لـ«الوطن»: نعرف المشاكل ونقف على حلولها دائماً، ونتابع كل شىء بإشراف مباشر وهذا لا يقلل من عمل أى فنى، ولا يوجد إجازة إلا إذا كان هناك من هو قائم بالأعمال، لا نسمح بأى تقصير لأى سبب من الأسباب، وأشار إلى أنه إذا حدثت مشكلة لا نغادر المكان إلا بعد انتهائها تماماً، لافتاً إلى أنه ذات مرة حدث انخفاض فى جهد الكهرباء من الشبكة الرئيسية، ولم يشعر أحد بالمستشفى، رغم أن هذه المشكلة لو حدثت فى مكان آخر كان العمل قد تعطل عدة أيام، ولكننا ظللنا فى المكان حتى تمت السيطرة عليها تماماً.
مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة أصبح قبلة أى ز ائر من خارج مصر