طلاب: «شغالين فواعلية.. واتاخدنا على عمانا»

كتب: محمود عبدالرحمن

طلاب: «شغالين فواعلية.. واتاخدنا على عمانا»

طلاب: «شغالين فواعلية.. واتاخدنا على عمانا»

اشتكى عدد من الطلاب من خط سير الدراسة فى المدارس الفنية المزدوجة، والطريقة المهينة لتدريبهم -على حد تعبيرهم- وتقاضيهم أجوراً بسيطة تبدأ بـ175 جنيهاً شهرياً، بالإضافة لتطبيق نظام الخصومات عليهم بالمخالفة للعقد المبرم مع إدارة المصانع، وتوزيعهم للعمل بعيداً عن تخصصاتهم كـ«سد خانة»، وعدم تجاوب المشرفين مع أسئلتهم الاستفسارية عن طبيعة العمل وكيفية إتقان المهنة، والاكتفاء بتشغيلهم «صبيان».

يقول عبدالرحمن مصطفى، طالب بالصف الثانى بالتعليم الفنى المزدوج، تخصص كهرباء، إن الهدف الرئيسى وراء دخوله التعليم المزدوج رغبته فى الالتحاق بكلية الهندسة، ولكن دون المرور على الثانوية العامة، لأسباب تتعلق بظروف أسرته المادية من ناحية، ورغبته فى دراسة المواد الفنية من ناحية أخرى.

{long_qoute_1}

يضيف «عبدالرحمن» أنه فوجئ منذ الأسبوع الأول له فى الصف الأول، أنه يخرج من منزله فى الخامسة فجراً كل يوم، للتدريب فى مصنع شكمانات، على أن يبدأ عمله فيه فى تمام السادسة صباحاً، بعد ارتداء ملابسه التى أحضرها من منزله، ويستمر العمل حتى الرابعة عصراً، بلا راحة، فى تخصصات مختلفة ليس لها علاقة بتخصصه الدراسى طبقاً لتوزيعه.

يستطرد «عبدالرحمن» أن راتبه 175 جنيهاً، يطبق عليه خصومات التأخير والانصراف، والجزاءات المرتبطة بطبيعة العمل، قائلاً «باخد فلوس من أمى عشان أكمل الشهر، على الرغم من أنى باشتغل، وتحولت تدريجياً إلى صبى صنايعى، وبعدت تماماً عن الابتكار والإبداع الذى التحقنا بالمدرسة من أجله»، مشيراً إلى أنه يذهب إلى المدرسة يومين فقط وباقى أيام الأسبوع «مرميين فى المصنع بنشتغل ورا الأسطوات».

على أسامة، طالب بالصف الثالث، تخصص تركيبات، يقول إنه لم يعمل داخل المصانع التى تدرب فيها بتخصصه نهائياً، وأنه كان «كعب داير» على كل التخصصات التى تتطلب «شيل وحط» تحت يد مشرف العمال الذى يضطر لتنفيذ أوامره بسبب تحكمه فى درجاته «هو اللى بيقيّمنا والمدرسة بتعتمد كلامه من غير مراجعة».

ابتكر «على» كباساً يعمل آلياً بنظام الدفع، وساعده بعض معلميه على الانتهاء من تصوره المبدئى، وذهب إلى مدير المدرسة يطلب منه تزكية اسمه للانضمام لبرنامج «العباقرة»، الذى ظل يراوغه لمدة تزيد على 8 شهور، وبعد إلحاح تحدث مسئول المدارس فى البرنامج بطريقة «شوهت صورتى وصورة المدرسة وتقريباً كان عاوز يقول له ماتاخدهوش»، وبعدها جاء الرد بأن طلاب التعليم الفنى لا يمكن استكمال مشوارهم فى البرنامج.

«الأسطوات فى المصانع مش بيرضوا يعلمونا، بيقولوا لنا ركزوا وانتوا تتعلموا لوحدكم، وكل ما نسألهم عن حاجة لها علاقة بتقنيات العمل يقولوا لنا انتو هتشربوا المهنة من أول شهر ده انتوا قدامكو سنين عشان تبقوا أسطوات».

يقول أحمد عبدالعاطى، طالب فى الصف الثانى، إنه لم يكن على علم بخط سير الدراسة والتدريب قبل الالتحاق بالمدرسة «اتاخدنا على عمانا»، وأن الذين سبقوه من الطلاب يقولون له إن تغيير الإدارة هو السبب الرئيسى فى حالة التخبط التى حدثت خلال الأعوام الأخيرة.


مواضيع متعلقة