بريد الوطن| حكايات من دفتر نسيج مصر الواحد

08:11 م | الأربعاء 24 يناير 2018

نشأنا فى عمارة سكنية صغيرة بها جيران طيبون مسلمون ومسيحيون، ولم نكن نعلم أن هناك فارقاً بيننا، وكان الجيران فى حالة من السعادة والصداقة والجيرة الجميلة، وتبادل التهانى فى المناسبات والأعياد وأيضاً أطباق الطعام والحلوى وكعك العيد والبسكويت والفواكه التى تأتينا من البلد كالبلح الزغلول والجوافة فنقوم بتوزيع هذه الفواكه على الجيران، ولن أنسى الست «أم مجدى»، التى كنت أكاد أقيم لديهم كى أذاكر مع ابنها مجدى، وكانت تعد أصناف الحلوى التى أحبها والمشروبات الساخنة فى الشتاء، وكانت تدثر كتفى بكوفية عند خروجى من المنزل فى الليالى شديدة البرودة، وكان أبى أمد الله فى عمره يشرف على تركيب المواتير لجميع الجيران، وجارنا الدكتور شفيق الذى كان يتولى الكشف الطبى على أطفال العمارة مجاناً دون استدعاء، والحكايات كثيرة والمواقف الرائعة أكثر لن نستطيع ذكرها فى هذا المقام، وهى تظهر حقيقة المجتمع المصرى وسمات الناس فى مصر هذه الفترة التى تتسم بالتناغم والتلقائية والبساطة، لم نكن نفطن إلى هذا الفرز والتصنيف، لأن المجتمع المصرى مختلف من مئات السنين لا تنطبق عليه أفكار المجتمعات الأخرى ولا الدول الأخرى التى تصدر إلينا التشدد والتطرف، لأن أهل مصر قديماً كانوا يسمون القبط وكانوا يدينون بالمسيحية بمذهب يختلف عن مذهب الرومان وديانات مصرية أخرى منها التوحيد ومنها عبادة الفرعون، وبعد فتح مصر أتى عمرو بن العاص بالقبائل العربية من الحجاز آنذاك لتعليم الناس تعاليم الإسلام، بعد هزيمة الرومان بعدما أذاقوا قبط مصر ألواناً من العذاب، فرحب أهل مصر بعمرو، وانصهر الجميع فى مجتمع واحد.

أحمد حمزة نمير

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com