المحسود يتعلق بـ«خرزة».. فوبيا اجتاحت المجتمع المصرى وأشهر عباراتها: «امسك الخشب» و«بخّرى.. وخمّسى»

كتب: عبدالله عويس

المحسود يتعلق بـ«خرزة»..  فوبيا اجتاحت المجتمع المصرى وأشهر عباراتها: «امسك الخشب» و«بخّرى.. وخمّسى»

المحسود يتعلق بـ«خرزة».. فوبيا اجتاحت المجتمع المصرى وأشهر عباراتها: «امسك الخشب» و«بخّرى.. وخمّسى»

«بخّرى وخمّسى» جملة ظهرت فى إعلان تجارى تحولت إلى «إفيه» لمستخدمى الفيس بوك، تعبر عن حالة مجتمع يتعامل مع كل نجاح أو تميز بمبدأ «امسك الخشب» و«دارى على شمعتك تقيد»، ويخفى على المقربين منه نجاحاته الشخصية، متعللاً بأن «فلان عينه صفرا». الخرزة الزرقاء واليد المكتوب عليها المعوذتين، وجملة «يا ناس يا شر كفاية قر» المدونة على السيارات، ومحال الإكسسوارات التى تبيع مشغولات تحمل آيات قرآنية ترتديها البنات، علامات تدل على مجتمع أصابته «فوبيا الحسد».

إسلام عامر، صاحب محل إكسسوارات بالعتبة، يبيع سلاسل تتدلى منها خرزة زرقاء أو «المعوذتين» وخواتم عليها أذكار وأدعية لمنع الحسد، وعيون زرقاء كبيرة الحجم وصغيرة: «بيجيلى بنات كتير يبقى طلبها حاجة تمنع الحسد باعتبارها بنت جميلة وخايفة تتحسد، واللون الأزرق بيشدهم، فبياخدوا العيون الزرقا والفصوص الزرقا والسلاسل اللى فيها آيات قرآنية، وكله مكسب ليّا، الموضوع تجارة واللى فاكر نفسه محسود بيتعلق بقشاية».

آيات قرآنية عن اليمين والشمال وعين زرقاء اللون معلقة فى السقف ومصحف مهجور «للبركة» هكذا يبدو صالون الحاج حافظ للحلاقة: «الحسد عامل لى أزمة أنا وإخواتى كل يوم نتنش عين وتختفى الزباين أو الإزاز يتكسر، والحال يتغير من حلو لوحش»، يحكى أحمد حافظ الذى ورث المحل عن والده أنه يخشى من الحسد أكثر من خشيته من الموت: «الحسد وحش وحصلت مشاكل كتير للمحل، فلما سألت واحد قال لى علق خرزة زرقا ومصحف، وبخّر المحل كل يوم، وبقى عامل لى عقدة وبخاف من الحسد أكتر من الموت، لأن الموت ممكن يكون رحيم لكن الحسد بييجى من قلوب فيها غل».

وفى محاولة للإفلات من لعنة الحسد يأتى البحث عن شيخ أو «راجل بركة»، «عقل شحاتة» رجل معروف فى منطقته بالصلاح وهو فى الأساس عامل مسجد بوزارة الأوقاف يقول: «الناس بتيجيلى بعيالها الصغيرة تقولى ارقى ابنى ولاّ بنتى يا شيخ واللى اتأخرت فى الزواج تقول لى ارقينى، واللى خسر فلوس فى مشروع يقول لى ارقينى، وكل اللى بعمله إنى بنصحهم بقراءة القرآن والاستغفار والقرب من ربنا والبعد عن اللى يغضبه»، مشيراً إلى أن الحسد يستخدم كشماعة لتعليق الأخطاء: «مش كل واحد حصل معاه حاجة يبقى محسود».

محمد عبدالستار، وكيل وزارة الأوقاف، يرى أن دفع الحسد يكون من خلال الأمور المشروعة: «التمائم والحبة الزرقاء واليد الزرقاء أمور غير مشروعة ولا ترضى الله، وعلاج الحسد يكمن فى ملازمة الأذكار وأن يقول الشخص بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله عند رؤية أمر ما يعجبه»، مشيراً إلى ضرورة أن يعمل المرء بجد وألا يتهم الحسد بكل ما يحدث له من عواقب سيئة.


مواضيع متعلقة