بروفايل: طارق شوقى.. القرارات الحاسمة

08:46 م | الأربعاء 02 أغسطس 2017

«قاتلة للإبداع».. ذلك هو الوصف الذى أطلقه على العملية التعليمية فى مصر، لذلك يبذل كل جهده لإصلاح النظام التعليمى، منذ توليه منصب وزير التربية والتعليم فى فبراير الماضى، دون أن يفوت فى كل مناسبة أن يؤكد أن أوضاع التعليم السيئة كانت تكبد مصر الكثير من الخسائر.

الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الذى وصف المدارس بـ«السجن الكبير»، والثانوية العامة بـ«بعبع مدمر»، والمناهج الدراسية بـ«العقيمة»، والباحثين عن التعليم فى مصر بـ«التعساء»، اتخذ جملة من القرارات الحاسمة من أجل أن يحقق حلمه بأن تكون مصر فى المكانة التعليمية التى تستحقها، حيث أصدر قراراً بإلغاء الشهادة الابتدائية، وفى الوقت ذاته يسعى لتطبيق الثانوية التراكمية من العام الدراسى بعد المقبل، ويربط المناهج ببنك المعرفة المصرى، ويوسع من المدارس اليابانية والمتفوقين، ويضع منظومة جديدة للامتحانات تعتمد على البحث والابتكار والفهم، وليس الحفظ والتلقين.

«الوزير الحالم»، كما يطلق عليه الكثيرون، يكره أن يعتمد التعليم على التلقين، وأن يكون هدف الطالب الأول والأخير هو حصد الدرجات، وهى الفكرة التى يحاول جاهداً القضاء عليها من خلال جلساته مع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والباحثين، ومن خلال معركته الناجحة التى خاضها ضد صفحات تسريب الثانوية العامة على موقع فيس بوك، المعروفة باسم «شاومينج» بتطبيقه لنظام البوكليت هذا العام.

منذ اليوم الأول له فى الوزارة، أراد «شوقى» أن يجعل من نفسه شخصية استثنائية، فهو يرفض فكرة «سيلفى الأفكار»، ويقدس العمل الجماعى، لكنه لا يقبل إلا الأفكار الجديدة والمبتكرة، ويبتعد عن كل من يحاول تمرير أى فكرة روتينية، وهذا ما جعله يستعين بفريق جديد من المساعدين والمعاونين، أكثرهم من الشباب والسيدات، فهو كما يقول عن نفسه: «أعشق الشباب والعمل معهم، فلهم كاريزما خاصة، وتستطيع أن تحصل منهم على أفكار مبتكرة غير تقليدية»، وهو الأمر الذى أثار حفيظة الكبار داخل الوزارة.

«شوقى»، الذى حصل على الجائزة الرئاسية الأمريكية للتفوق البحثى مرتين، إحداهما عام 1989، والأخرى فى عام 1999، يرى أنه لا تقدم فى التعليم إلا باتخاذ كل السبل اللازمة لتطويره، ويراهن على أفكاره، حتى إن كان سيواجه سيلاً من العقبات أو الانتقادات أثناء تنفيذها.